كان محمد مرسي عبارة عن الأمل الذي خالج قلوب الغزيين بعد سنوات القهر والإغلاق الطويلة، فقد شهدت فترة حكمه تسهيلات كبيرة لمسها سكان غزة وأسهمت في التخفيف من معاناتهم.
ونعم لم تعرف غزة منذ سنوات طويلة حرية في التنقل لأهلها وانفراجة في أوضاعها المعيشية كالتي عرفتها في عهد الرئيس الشهيد، حين فتح معبر رفح بشكل دائم ومتواصل ليكسر بذلك عزلة شعبنا المظلوم، بعد سنوات طويلة من الحصار.
ومازالت تتردد في وجداني كلماته الحية التي صدح بها أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2012 قائلاً: "غزة ليست وحدها.. ولن نترك غزة وحدها.. نفوسنا جميعاً تتوق إلى بيت المقدس".
تلك الكلمات التي كانت مع المواقف على الأرض كابوساً للاحتلال وقلقاً دائماً منه فهو خارج الأعراف المعتادة عن الرؤساء العرب، انتخب من شعبه ولم يعين أو يأتي بتسهيلات أو مباركات غربية، وكان من الصعب عليهم التنبؤ بمواقفه خصوصاً وأنه يقود أكبر دولة عربية لها حدود مع الاحتلال.
لم تكن مواقف مرسي خطابية فقط بل كانت أيضاً سياسية وميدانية فقد سارع إلى إرسال رئيس الوزراء في عهده هشام قنديل إلى قطاع غزة أثناء العدوان، في رسالة سياسية قوية فيها تحد كبير للاحتلال والعدوان وفتح الباب أمام الوفود الرسمية والدولية والشعبية لتزور القطاع المحاصر بعد سنوات من العزلة.
أسهم مرسي بشكل كبير في تفكيك عزلة غزة وكسر حصارها، مما أفاد القطاع على كافة المستويات وأفاد القضية كلها وأعاد لها حضورها وحيويتها ومكانتها في ظل وجود رئيس عربي يمثل أكبر دولة عربية من حيث تعداد السكان مسانداً قوياً وحقيقياً لها.
لذلك وغيره كان الحزن عليه كبيراً وطويلاً في ليالي غرة، فكم كان عظيماً شعورنا بوجود رئيس عربي مسلم انتخبه شعبه، ويقف بجانب أمته مخلصاً وأميناً.. كان أملاً للمظلومين وكابوساً للظالمين.
يا حلمنا الذي لم يكتمل.. ننعاك بدمع القلوب ولن ننساك..
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.