هنا سنحاول صوغ سيناريو آخر للحلقة الأخيرة، كان من الممكن أن يواكب أسطورية المسلسل، ويتماشى مع مسار حلقاته وطبيعة شخصياته التي تم بناؤها عبر ثماني سنوات هي عمر مواسم المسلسل.
البداية
فور امتلاء العاصمة بجثث العزَّل من الأطفال والشيوخ والنساء يتوقف مقاتلو الشمال عن مشاركة الأنقياء المخصيين في استكمال مهمة القتل والإبادة، ويصطفون خلف جون سنو، الذي يقف حائراً أمام ذلك التحول الرهيب في مسار ثقته بمحبوبته الملكة أم التنانيين.
يقطع غراي وورم، قائد جيش المخصيين، أفكار جون سنو حين يخبره بأن عملية الإبادة هي أمر مباشر من الملكة، وأنه إذا رفض تنفيذه سيصبح في نظر المخصيين خائناً.
يصرُّ سنو على الرفض، ليحصل تجاذبٌ بين الطرفين، لا يتوقف إلا باستقرار التنين على أعلى القلعة، لتظهر الملكة أم التنانيين في زهو وغرور بالانتصار.
توجِّه الملكة حديثها إلى الجنود بأن أمر الإبادة صادر منها، وأنها لن تعتبر نفسها منتصرة إلا إذا تمت إبادة كل من وقفوا خلف الملكة سيرسي داخل العاصمة وخارجها.
يُلقي سنو بسيفه على الأرض، وينظر إليها شزراً في مشهد درامي، لينضمَّ إليه في هذه اللحظة بقية رموز المسلسل الرافضين للمذبحة، ومن نجا من سكان المدينة المحترقين.
يهتف هذا الفريق باسم جون سنو كملك للبلاد ووريث للعرش، ويصرخون ضد الملكة المجرمة بأنها قاتلة، ويرفعون أسلحتهم للأعلى.
ومن دون تردّد، تأمر الملكة أم التنانيين جنودها بقتل سنو ومَن معه فوراً، لتحصل اشتباكات عنيفة هذه المرة، والملكة تنظر إليهم وعيونها تنطق بالشر والزهو والتحدي.
يتسلل القزم تيريون لانستر إلى الملكة، ويحاول نصيحتها بأنها تحوَّلت إلى الشخص الذي كانت تحاربه، لكنها تُبادره بالاتهام بالخيانة لتهريب أخوه جايمي، وتأمر بحسبه فوراً تمهيداً لإعدامه، وبالفعل يتم القبض عليه.
ترسل أم التنانيين رسولاً إلى سانسا ستارك، تخبرها بأنها ستسميها ملكة على الشمال إذا انقلبت ضد سنو الخائن وانضمَّت إليها، وتعكس الشاشة في ملامح سانسا الحيرة بين حب السلطة ونصرة العائلة، لكنها في النهاية تنضم إلى أم التنانيين لتفوز بمنصب ملك الشمال.
ينجح جون سنو في الفرار من أرض المعركة مع عدد كبير من أنصاره، ويحرر القزم ويضمه إليه، ويبتعدون جميعاً عن المدينة، ويتجهون نحو عاصمتهم بالشمال، ليكون أول أمر ملكي تستقبلة سانسا ستارك باعتبارها حاكمة الشمال هو العودة إلى الشمال لتحرير قلعتها، ومطاردة جون سنو وقتله مع أنصاره، وبالفعل تقبل سانسا تلك المهمة، وتأمر قواتها بالبحث عن سنو والخائنين الذين معه.
يتحرك جيش سانسا فعلاً نحو قلعة الشمال لمحاربة جون سنو، ويلتقي الجيشان، ويتواحه سنو وشقيقته قبل بداية المعركة، لتظهر ملامح الغرور والصلابة منها وهي تأمر جنودها ببدء المعركة، وسط صدمة جون سنو وجنوده من خيانة سانسا.
يقاتل سنو وجنوده المنهكون بشدة، ويوشك جيشه على الفناء، لولا وصول جنود الهمج لنجدته، ويتمكَّنون من إنقاذه مع أبرز رموز جيشه، حتى يضطر إلى الفرار بهم إلى خلف الجدار، وعندها يتوقف جنود سانسا عن مطاردتهم، ويعودون إلى حراسة الجدار.
المشهد الأخير لأم التنانيين يكون لها وهي تجلس على العرش فعلاً، لكن المشهد من حولها كله نار مشتعلة، وجثث أطفال ونساء، وكأنها ستحكم الجثث.
المشهد الأخير لسنو سيكون بين أنصاره خلف الجدار، ليتحول إلى قائد للمقاومة في نظرهم، وقائد للخوارج الهمج في نظر سانسا وأم التنانيين والمخصيين.
والمشهد الأخير لسانسا يكون وهي تجلس على كرسي الشمال في غرور وزهو.
قبل نهاية الحلقة، يظهر على الشاشة بران ستارك، نجل عائلة ستارك القعيد وإلى جواره أخته الصغرى آريا ستارك، وهما يجلسان على أحد طرفي القلعة المحترقة وينظران إلى الملكة الواقفة بجوار تنّينها في غرور.
تخبر آريا أخاها بأنها لم تكن تصدق أنها ستتمكن من قتل زعيم الموتى، لتقابل العالم بالمصير نفسه على يد أم التنانيين، ليرد عليها أخوها الذي يرى المستقبل، بأن قدرها هو تخليص العالم من القادة الأشرار، وأن ما فعلته مع ملك الموتى لن يكون الأخير، وأنه لا يزال أمامها قائد جديد عليها أن تخلص العالم من شره.
تنزوي آريا في زاوية، وتُخرج من جيبها ورقة قائمتها التي تحمل الأسماء التي كانت تنوي قتلهم، وتظهر جميع الأسماء مشطوباً عليها لأنهم ماتوا بالفعل، بينما تكتب بخط يدها اسماً جديداً: دينيريس تارغيريان أم التنانين.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.