كم دقيقة ظهر فيها بوتفليقة خلال العهدة الرابعة بأكملها؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/12 الساعة 11:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/18 الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش
الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة

"لا أحد يرى بوتفليقة ما عدا أطبائه" جملة صرحت بها الناشطة الجزائرية المعروفة لويزة إغيل أحريز في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بررت بها استقالتها من مجلس الأمة الجزائري، وقالت إن الأبواب قد أُغلقت على الرئيس الجزائري، ولم يعد هناك سبيل للوصول إليه.

في مارس/آذار 2019 انطلقت تظاهرات واحتجاجات غاضبة في الجزائر، رفضاً لعُهدة خامسة ستُبقي بوتفليقة 5 سنوات أُخرى بكرسيه المتحرك على رأس الجزائر، حال فاز في الانتخابات المقررة  في 18 أبريل/نيسان 2019.

يقول الجزائريون إن اعتراضهم على ترشّح عبدالعزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، يرجع إلى مرض الرئيس وحالته الصحية المتدهورة.

لكن، هل اختفى بوتفليقة حقاً عن الأنظار لفترات زمنية طويلة؟ أم أن مُعدل ظهوره للشعب الجزائري في العُهدة الرابعة كان مناسباً بالنظر إلى المنصب الذي يشغله؟

ربما الأرقام التالية لدقائق ظهوره بين عامي 2014 و2019 ستُفاجئك:

عام 2014

1- الظهور الإجباري والأول "7 دقائق"

في يوم الإثنين 28 أبريل/نيسان 2014، جاء الظهور الأول للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة  في العهدة الرابعة، جالساً على كرسي متحرك ولسانه ينطق بصعوبة ويُردد كلمات اليمين الدستوري لولايته الجديدة.

2- السيسي وبوتفليقة "دقيقة"

بعد تنصيبه رئيساً لمصر، قرر عبدالفتاح السيسي أن تكون أول زيارة خارجية له إلى الجزائر، فكان 25 يونيو/حزيران 2014 هو الظهور الثاني لبوتفليقة في ولايته الرابعة، جلس مع السيسي جنباً إلى جنب، في كرسي ليس متحركاً هذه المرة، فيما لم تتجاوز مدة اللقطات التي عرضتها وسائل الإعلام الرسمية الدقيقة الواحدة.

3-  رئيس لا ينطق بكلمة واحدة "دقيقتين"

في يوليو/تموز 2014 بُثت لقطات مسجلة على التلفزيون الجزائري لبوتفليقة وهو يترحم على أرواح الشهداء بمناسبة عيد الاستقلال بمقبرة "العالية"، كان صامتاً لم ينطق بكلمة واحدة، مُكتفياً برفع يديه للتأمين على الدعاء، جالساً على كرسيه المتحرك.

4-ظهور الـ 30 ثانية.

"أين هو بوتفليقة؟".. "هل هو في الجزائر أم في الخارج؟".. أسئلة راودت الجزائريين والصحافة المحلية في أكتوبر/تشرين الأول 2014، حينها بث التلفزيون الرسمي فيديو مُسجلاً مدته 30 ثانية عن لقاء بوتفليقة مع نائب وزير الدفاع الوطني الفريق أحمد قايد صالح لبحث آخر الأوضاع الأمنية بالبلاد.

5- الظهور الأخير في 2014.. "دقيقة"

لمدة لا تتعدى الدقيقة، بُث فيديو للرئيس الجزائري مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقر إقامة الأول، وهو يتحادث معه بصوت خافت، في زيارة وُصفت وقتها بزيارة عمل والتي كانت بدعوة من بوتفليقة.

مُجمل ظهور عبدالعزيز بوتفليقة في العام الأول من ولايته لم يتعد 12 دقيقة.


2015.. الأقل ظهوراً

1- يوم المراة العالمي "دقيقة وبضع ثوان"

بينما كان العالم يحتفل بقدوم عام جديد ظل الرئيس الجزائري مُختفياً عن الأنظار، لا لقطات مُسجلة على التلفزيون الرسمي ولا بيانات ولا مناسبات رسمية، حتى جاء يوم المرأة العالمي في 8 مارس/آذار 2015، ظهر الرئيس جالساً على كرسيه لا يُحرك إلا يديه لمصافحة النساء الجالسات على يمينه ويساره، لم تتعد مدة الفيديو سوى دقيقة وبضع ثوان معدودة!

2- رئيس مريض في 20 ثانية

وجه شاحب، نظرات شاخصة، ويد ترتعش وهي تُمسك منديلاً وترفعه بجهد بالغ، كان هذا مقطع فيديو مدته 20 ثانية فقط نُشر في 13 مايو/أيار 2015، بالتأكيد لم يكن على التلفزيون الجزائري الرسمي، بل لقطات تفرد بنشرها تلفزيون فرانس 24، لبوتفليقة مع وزير الخارجية الفرنسية، أثارت اللقطات وقتها ضجة كبيرة في الشارع الجزائري بعد أن أظهرته، رجلاً مريضاً خالف تعليمات الطبيب وغادر فراشه بصعوبة بالغة!

3- أنا رئيس الجزائر، أنا حيٌ أُرزق " 30 ثانية"

في يوم الخميس 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 جاءت اللقطات التي كانت مُدتها 30 ثانية للرئيس الجزائري وهو يتحدث إلى رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات، لتُسكت الشارع وتنفي شائعات موته بإحدى المصحات السويسرية.

 

مُجمل ظهور عبدالعزيز بوتفليقة في العام الثاني من ولايته دقيقتان فقط.

عام 2016

1- استقبال بان كي مون "20 ثانية"

يبدو أن الرئيس لا يُفضل الظهور في بدايات الأعوام، فكما العام الماضي، ظل بوتفليقة مُختفياً عن الأنظار حتى 7 مارس/آذار 2016، وقتها نُشر مقطع فيديو مدته 20 ثانية لتأتي صورته مُرعبة للجزائريين وأشبه برجل بسكرات موته، في لقاء جمعه بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي أمون.

2-  صورة فالس "الغير لائقة" "دقيقة"

في أبريل/نيسان 2016 فجرت صورة  نشرها رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على حسابه على تويتر بعد زيارته للجزائر، ضجة وجدلاً كبيراً بالشارع الجزائري، حيث أظهرت بوتفليقة في وضع صحي صادم واعتبرتها الحكومة الجزائرية وقتها صورة مسيئة وغير لائقة.

 

3- نشاط ميداني "3 دقائق"

بعد الضجة التي أثارتها صورة فالس وانتشار السؤال الذي بات معهوداً بين الجزائريين "أين الرئيس"، في سبتمبر/أيلول 2016 ، بث التلفزيون الرسمي لقطات لبوتفليقة وهو يقوم بتدشين قصرٍ  للمؤتمرات في العاصمة، على كرسيه المُتحرك ووسط حراسة أمنية مُشددة، الغريب في الأمر وقتها أنه لم يتم الإعلان في الإعلام الرسمي عن هذا النشاط الرئاسي إلا في اليوم الذي جرت فيه عملية التدشين، على غير العادة عندما يتعلق الأمر بنشاطات مؤسسة رئاسة الجمهورية.

4- مسجد الجزائر الأعظم "دقيقة ونصف"

بعدها بشهر واحد فقط بتاريخ 30‏ أكتوبر/تشرين الأول ‏2016 ظهر بوتفليقة في نشاط ميداني جديد، وسط مجموعة من وزرائه وقام بزيارة تفقدية لمسجد الجزائر الأعظم.

مُجمل ظهور عبدالعزيز بوتفليقة في العام الثالث من ولايته6 دقائق.

عام 2017

1- رأس عام مختلف "20 ثانية"

على غير عادته في العامين السابقين، ظهر بوتفليقة هذه المرة بداية العام في 8 يناير/كانون الثاني 2017 ، حيث استقبل  أمير قطر الوالد حمد بن خليفة آل ثاني في ظهور تلفزيوني لم يتعد العشرين ثانية، وقد جرى اللقاء  وقتها بحضور عدد من المسؤولين البارزين أهمهم رئيس مجلس الأمة الجزائري.

2- عبدالقادر مساهل "دقيقة ونصف"

في 20 مارس/آذار 2017، ظهر بوتفليقة في لقاء وجيز مع عبدالقادر المساهل وزير الشؤون العربية والإفريقية في حكومته آنذاك، وقيل إن اللقاء كان لإطلاع بوتفليقة على الوضع في مالي وليبيا والساحل.

3- الواجب الانتخابي (3 دقائق)

في مايو/أيار 2017 بمدرسة البشير الإبراهيمي بالأبيار في العاصمة الجزائرية، يجلس بوتفليقة على كرسيه ويحركه حراسه نحو مكان الاقتراع للإدلاء بصوته في الانتخابات المحلية وبرفقة شقيقيه السعيد وناصر، في فيديو بثه التلفزيون الجزائري لم يتعد الثلاث دقائق.

4- الاجتماع الأول مع الحكومة الجديدة (دقيقتان)

في 6 سبتمبر/أيلول 2017 وبعد حوالي شهر واحد من تعيينها اجتمع  الرئيس بوتفليقة مع حكومة أحمد بو يحيى الجديدة، لمناقشة عدد من القرارات الاجتماعية والسياسية وللمصادقة على مخطط عمل الحكومة الجديد.

5 – بروز بوتفليقة مع مدفيديف يكشف "الرجل المريض" في الجزائر (35 ثانية)

هكذا كتبت منصة إلكترونية في المغرب العربي، تحديداً في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2017، حيث نُشرت لقطات من لقاء عبدالعزيز بوتفليقة مع رئيس الحكومة الروسي دميتري مدفيديف لتُعيد الجدل مرة أخرى حول صحة الرئيس، حيث ظهر دون حركة، ويُحاول تبادل بضع كلمات مع ضيفه بصعوبة بالغة.

 

6- دعونا نلوح للشعب إذن (ثانية واحدة)

كلما حاول الرئيس الجزائري وحاشيته أن يقوموا بتصديره في أي لقاء ولو لثوان معدودة وبثه على شاشات التلفزيون، زاد غضب الجزائريين وسخطهم وشكهم في قدرة وصحة الرئيس الذي يحكمهم جسدياً وعقلياً، بعدها في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 ظهر الرئيس في لفتة خاطفة وقيل إنه يلوح بيديه من داخل السيارة لشعبه العظيم!

مُجمل ظهور عبدالعزيز بوتفليقة في العام الرابع من ولايته 7 دقائق تقريباً.

عام 2018

1- أردوغان وبوتفليقة للمرة الثانية "دقيقة"

في دقيقة واحدة بث التلفزيون الجزائري بتاريخ 27 فبراير/شباط 2018 لقطات من لقاء عبدالعزيز بوتفليقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اللقاء كان مغلقاً في مقر إقامة الرئيس بالعاصمة الجزائرية كما ذكرت وقتها وكالة الأناضول التركية.

2- أين الرئيس؟ يدشن محظة مترو! "3 دقائق"

بعد شهرين من اختفائه، تساءل الشعب كعادته أين الرئيس؟ وهل حقاً يود الترشح لعهدة خامسة؟  فبث التلفزيون الجزائري في 9 أبريل/نيسان 2018، لقطات للرئيس الجزائري على كرسيه المتحرك، والجماهير في الشارع تُحييه بل وتصرخ من ابتهاجها به!، وتُصفق رافعةً لافتات عليها صوره، أثناء مروره لتدشين توسعتين لخط المترو بساحة الشهداء، وتدشين مسجد يُسمى "كتشاوة" بالعاصمة بعد عملية ترميمه، فيما قيل إنها مُقدمة لتأكيد أنباء ترشحه لعُهدة خامسة.

3- تدشين زاوية لتحفيظ القرآن "5 دقائق"

في يونيو/حزيران 2018، بث التلفزيون الجزائري لقطات لبوتفليقة وهو يشرف على تدشين الزاوية البلقايدية لتحفيظ القرآن الكريم بالجزائر العاصمة، و يتفقد مشروع مسجد الجزائر الأعظم.

4- الرئيس يترحم على أرواح شهداء ثورة التحرير! "3 دقائق"

في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2018 ظهر بوتفليقة للمرة الأخيرة خلال هذا العام وهو يترحم على شهداء ثورة التحرير الجزائرية في الذكرى الرابعة والستين، وعين المُشاهد لا تُخطئ مرضه وضعفه الشديد.

مُجمل ظهور عبدالعزيز بوتفليقة في العام الخامس من ولايته 11 دقيقة.

 فالمفأجاة إذن أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي يبلغ من العمر 82 عاماً، لم يظهر للشعب الجزائري إلا38 دقيقة فقط طيلة 5 سنوات كاملة وهي فترة ولايته الرئاسية الرابعة.

مدة الثماني والثلاثين دقيقة هذه، لا تُغطي نصف حديث واحد للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في إحدى مناساباته المتعددة، ولا تكفي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليُكمل أياً من خطاباته الأسبوعية.

فهل انسحب عبدالعزيز بوتفليقة بالأمس من السباق الرئاسي وقرر تأجيل الانتخابات وتمديد العهدة الرابعة ليُكمل الستين الدقيقة التي لم يُنهها في خمس سنوات كاملة!

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
أسماء إسماعيل
مُحررة صحفية في عربي بوست
مُحررة صحفية في عربي بوست
تحميل المزيد