"ياللي بتهتف مرسي وسيسي.. لا دا هيرجع ولا دا رئيسي" لن أطيل عليكم لكن ليلة الحادي والعشرين من فبراير الجاري التي جرت فيها الإعدامات في مصر، كانت ليلة مخيفة ومرعبة بالنسبة لي. لا يستطيع أي مصري أو مصرية أن يبدأ صباح اليوم التالي إلا بكثير من التساؤلات.
أولها؛ ما كل هذه الدماء التي سالت من بعد الإطاحة بمبارك إلى الآن؟ بداية من ثورة يناير مروراً بأحداث بورسعيد وشهداء الواجب الوطني في سيناء وأحداث ماسبيرو. ولماذا لم يعرض أي جانٍ حقيقي على نيابة أو قضاء عادل دون أن يحتاجوا توصية من أحد ولا تحريضاً من أي جهة ولا منصب في الدولة، فالقضاة لدينا هم وكلاء عزرائيل على الأراضي المصرية كلها إلا جزيرتين.
ثم تأتي أحداث رابعة في خضم هذه الأحداث ويأتي ما بعدها ويلات بعد الويل السابق.
دعونا نركز على تحليل هذه الأحداث تباعاً، وسنجد في هذه الأحداث جميعها 3 أطراف، العسكر وجماعة الإخوان المسلمين ومرتزقة كل نظام.
أما الطرف الأخير فلا داعي للحديث عنه فالكل يعرفه ويعرف ماذا يفعل مع كل تغير يحدث للحكام والمسيطرين على زمام الأمور في البلاد.
والطرف الأول: العسكر، فهو مسؤول رئيسي عن ما حدث في ثورة يناير الطاهرة لا كما نظن نحن، وأعتذر لو أن كلامي هذا لن ينال إعجاب الثوار الأحرار، فأنا أسمي ما حدث في يناير "موجة صادفت أهواء الجيش" وما عقب ذلك من أحداث. فقد جاءت ثورة يناير في توقيت يريد فيه الجيش إعادة السيطرة على البلاد بعد أن كثرت أحاديث عن محاولات لمبارك لتوريث حكمه لابنه جمال. ووجه الخلاف هنا لم يكن على جمال باعتباره ابناً لمبارك فالتوريث صفة وطبع في كبار رجال الجيش، بل كانت المشكلة في العقلية العسكرية التي لم تكن لتسمح لشخص "مدني" كجمال في أن يكون الآمر الناهي في البلاد. لذلك أتت يناير بما تشتهيه سفينة الجيش.
أما الطرف الثاني وهو الإخوان، فهم ساعدوا الجيش مساعدة جيدة في تصنيف الشعب وتحزيبه والإساءة إلى رموزه وأوكلت هذه المهمة إلى أُناسٍ كانوا مخترقين أيام مبارك بشهادة وزير الداخلية آنذاك نفسه "حبيب العادلي"
بل إنهم وعندما وصلوا إلى سدة الحكم أوكلوا وزارة الداخلية إلى لواء في نظام مبارك كان يعمل في مصلحة السجون، ووزارة الدفاع إلى رئيس جهاز المخابرات الحربية، عبدالفتاح السيسي الذي انقلب عليهم بعد ذلك بشكل هو الأكثر دموية في تاريخ مصر.
هل يعقل أن نبقى هكذا نتيجة مصارعة قديمة خلقت صراعات بين أنصار العسكر والإخوان؟
هل يعقل أن يُعدم الشباب كل يوم! وأن يُقتل آخرون في سيناء ويتم تحميل المسؤولية لجماعة كل قياداتها في السجون؟
لو أن الصراع على الأفكار، فقد مات حسن البنا ومات عبدالناصر وكل منهما ورّث فكراً أخذ يتطرف ويغلو كلٌّ في اتجاهه حتى صنعا هذا الجيل.
استقيموا واستووا يرحمكم الله.
هتافي هو "يا اللي بتهتف مرسي وسيسي ولا ده هيرجع ولا ده رئيسي"
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.