تعتبر جامعة هايدلبرغ العريقة حسب تصنيف شنغهاي لعام 2016 الأولى على مستوى ألمانيا في أبحاث العلوم والطب، وفي المرتبة الثانية عشرة أوروبياً والسابعة والأربعين عالمياً.
ومنذ سنوات والتنافس على أوجه في طلبات المتقدمين لدراسة الماجستير في العلوم أو الدكتوراه عبر برامج عالمي Graduate school، ومثال على ذلك برنامج دراسة الدكتوراه في مركز السرطان الألماني.
Helmholtz International Graduate School for Cancer Research in Heidelberg.
الإعلان عن بدء التقديم
عادة يتم الإعلان عن بدء التقديم لدراسة الماجستير أو الدكتوراه قبل 3 شهور من آخر موعد للتقديم، بحيث تعطى فرصة كافية للمتقدم لتحضير الأوراق المطلوبة والمدرجة بالتفصيل على موقع الجامعة الرسمي الإلكتروني، لكن قبل كل شيء لا بد من التأكد مما إذا كانت جامعتك التي أنهيت فيها دراسة البكالوريس معترفاً بها في ألمانيا، وذلك سهل جداً يتم باستخدام هذا الرابط، من ثم يتم التحضير الدقيق والمدروس لكل الأوراق من شهادات جامعية وشهادات الدورات التدريبية والخبرات والعمل، على شكل نُسخ أصلية وباللغة الإنكليزية.
السيرة الذاتية
من أهم مقومات طلب التقديم، بل أكثر ما ينظر إليه في الطلب، فالألمان يعتبرون السيرة الذاتية البطاقة التعريفية بالمتقدم، وطريقة العرض والترتيب تعكس شخصيته، وسلاسة اللغة دليل على التمكُّن اللغوي، ودقة الكتابة دون أخطاء إملائية؛ لأن الخطأ الإملائي أو اللغوي عند الألمان يعني أن المتقدم إنسان مستهتر للأسف ويتم رفض الطلب لذلك!
لا بد من إدراج كل شيء له قيمة علمية واجتماعية في السيرة الذاتية، حتى المهارات العلمية والعملية تذكر بوضوح؛ لأنها من أهم الأمور التي تؤخذ في الحسبان، مثلاً لا يكفي أن تقول مهارات مخبرية في الأحياء الجزيئية، بل يجب أن تفصّل على شكل نقاط بأن لديك خبرة في زراعة الأنسجة مثلاً أو التشريح الحيواني للفئران وغيرها.. وهكذا، نصيحتي، لا تغفل أي نقطة.
أهمية إدراج النشاط الاجتماعي تكمن في أنها تبرز بعض معالم الشخصية من حيث القابلية للعمل الجماعي، وحب العطاء، وهذه الأسس من أهم ما يجب أن يتميز بها الباحث العلمي.
يتم إدراج السنوات الدراسية مجدولة من الأحدث حتى الأقدم، لا تكتب أبداً (أنا) كنت الأول على الجامعة أو القسم، فهذا يدل على الاستعلاء وتنقص من فرصك للقبول، ولا تدرج معدلاتك في التوجيهي أو البكالوريوس، فالمفترض أنها موجودة بالتفصيل في الشهادات، لا بد من وضع بريد إلكتروني واحد يحتوي الاسم بطريقة واضحة، ولا يحبذ الأسماء الغريبة في البريد الإلكتروني؛ لأنها تعطي طابعاً غير جيد للجنة التقييم، والتأكد من صحته؛ لأنه المفتاح لمراسلتك لاحقاً، وينسحب ذلك على العنوان ورقم الهاتف والصورة الشخصية: لا بد أن تكون حديثة ومواصفاتها طبقاً للمواصفات الموحدة للسيرة الذاتية.
رسالة التحفيز
الورقة التي تحتل المرتبة الثانية بعد السيرة الذاتية في الأهمية وقبل الكتابة لا بد للمتقدم أن يقرأ عن فن كتابة مثل هذه الرسالة وأسس الكتابة، وكذلك العديد من أمثلة الرسائل الموجودة بكثرة على الإنترنت، ويحاول أن يكون له أسلوبه الخاص في عرض مدى شغفه في اختيار جامعة هايدلبرغ من ثم التخصص والمجال الذي يريد أن يكمل فيه مع استعراض لخبراته وإمكانياته التي تعزز أسباب الاختيار، كذلك أهمية التخصص بالنسبة إليه وما رؤيته المستقبلية إذا تم قبوله من قبل جامعة هايدلبرغ، وبعد الانتهاء من الكتابة أنصح بشدة أن تتم مراجعتها من قبل أستاذ جامعي في نفس المجال، وتدقيق اللغة، وأخذ مشورة من كذا شخص (فما خاب من استشار).
الشهادات الجامعية
لا بد أن تكون الشهادات المقدمة أصلية ومصدقة، ومن جامعة معترف بها، وفي حال جامعات دولنا العربية لا بد من كشف علامات يوضح كافة المواد المدروسة في مرحلة البكالوريوس والتي تتوافق مع الدراسة المراد التقديم لها، لا بد أن أذكر نقطة مهمة من خلال إشرافي مرة على فرز الطلبات وجدت أن اللجنة ترفض بعضه بسبب الشهادات الجامعية، وغالباً هذا ملاحظ من الدول العربية أنها تحتوي العديد من المواد الإضافية التي ليست من عمق التخصص حيث يدرسها الطالب لزيادة معدله التراكمي، للأسف المعدل لن يكون محفزاً للقبول بقدر المعدل في المواد التخصصية، فهناك مقياس معين للمواد، ولذلك يتم رفض العديد من طلبات التقديم، لذلك حاول عزيزي المتقدم الاهتمام بالمواد التخصصية في جامعتك الأم إن كنت تحلم بالدراسات العليا.
ببساطة أكثر لمن يريد أن يدرس ماجستير الأحياء الجزيئية لا بد أن تكون مواده الجامعية تتضمن المواد التخصصية مثل مساق الوراثة وعلم الجينات والأحياء الجزيئية، وبالتالي يرفض طلب لطالب درس الأحياء في بلده وشهادته تحتوي مثلاً على مواد للبيئة أو علم الحيوان أو علم النباتات والزراعة، ولن تساعده علاماته العالية في هذه المواد على تخطّي أولى مراحل القبول.
كذلك لا بد من الاهتمام بالمُلتقيات العلمية وورشات العمل التي تطرحها جامعتك الأم أو مراكز علمية أخرى أو حتى دورات تدريبية خارج البلد، فكل شهادة تدريبية أو ورشة عمل أو ملتقى تعني الكثير للجنة التقييم وتزيد من نقاط رصيدك للقبول، وهذا ما قد يندم عليه الكثير من الطلاب المتقدمين للدراسات العليا أنهم أمضوا مرحلة البكالوريوس في لهو ولعب وأضاعوا الكثير من الوقت الثمين الذي ربما كان فرصة ذهبية للقبول في إحدى الجامعات العالمية مثل جامعة هايدلبرغ.
شهادة اللغة الإنكليزية
هذه الشهادة أمر قياسي في كل الجامعات العالمية وحتى العربية مثل TOFEL أو ILETS وهي تقييم مهم لمدى إتقان المتقدم اللغة الإنكليزية كتابة ومحادثة، ويجب أن تكون الشهادة حديثة ولا تقبل شهادة عمرها أكثر من ثلاث سنوات، وعادة إذا كان موعد امتحان اللغة يأتي بعد آخر موعد لتقديم الطلب يتم فقط إرسال إشعار أنه سيتم إرسال العلامة لاحقاً، طبعاً في هذه الحالة لا بد من إرفاق إشعار التسجيل للامتحان.
شهادة GRE
في جامعة هايدلبرغ تعتبر من الشهادات الإضافية التي تزيد من فرص القبول ولكنها ليست شرطًا للقبول، وفي بعض برامج الماجستير وبعد القبول الأولي يتم إجراء امتحان شبيه به ومن خلاله تتم تصفية الأفضل من الطلاب.
الإثبات المالي
لا بد للطلبة المتقدمين من خارج ألمانيا تقديم إشعار بالمصاريف خلال الدراسة الجامعية، وتكون بالنسبة للطلبة المتقدمين للماجستير عن طريق رصيد بنكي محدد في موقع الجامعة، أو كفيل في ألمانيا، أو منحة معترف بها من جهة عالمية أو أهلية، أما المتقدمون لبرامج الدكتوراه فيكون التنافس على المنح المقدمة من الجامعة، أو من خلال منح عالمية أخرى، ولا بد من ذكر أن مدينة هايدلبرغ تعتبر من المدن الغالية نسبياً في المعيشة، وهنا أنصح بالتواصل مع السفارة الألمانية للحصول على تفصيل كامل عن موضوع الإثبات المالي؛ لأن ذلك يتطلب تصديقاً من جهتها.
رسائل التوصية من الأساتذة السابقين
في النظام الجديد لا بد من إدراج البريد الإلكتروني لثلاثة من الأساتذة في السيرة الذاتية، وفي حال حصول طلب المتقدم على رصيد عالٍ من النقاط يتم مراسلة الأساتذة لطلب رسالة التوصية، ولكن إذا وجدت رسائل توصية جاهزة لا مانع من أن ترفق في الطلب.
–
http://www.huffpostarabi.com/mohamed-naguib-/-_11304_b_16209004.html?utm_hp_ref=arabi
القبول
في حال حصول المتقدم على نقاط عالية في السيرة الذاتية ورسالة التحفيز وشهادة تفصيل المواد فسيتم إبلاغه عن طريق الرسائل الإلكترونية عن المرحلة الثانية من القبول، وهي المقابلات الشخصية، وفي حال الرفض أيضاً يتم الاعتذار عن طريق الرسائل الإلكترونية ولا تذكر الأسباب ولا توجد استثناءات، ولكن في حال ألحّ المتقدم على معرفة أسباب رفضه، فسيتم إجابته عن النقاط التي استحقها في كل بند من البنود السابقة.
نصيحتي أن يتم الأخذ في عين الاعتبار عن الدراسة الجامعية كل ما هو مهم للدراسات العليا والاستفادة المطلقة من أية ورشات عمل أو مؤتمرات علمية أو حتى التدريب في الشركات أو المستشفيات في داخل الدولة وخارجها، فكل شهادة وتوصية تزيد من رصيدك للقبول؛ لذلك لا تعرِّض نفسك للندم على وقت مضى، ولم تستفد منه لمستقبلك.
– تم نشر هذه التدوينة في موقع زدني.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.