احترم الزواج ولا تكن انطوائياً.. ١٠ أشياء يجب أن تعرفها في كتالوج التعامل مع المصريين

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/07 الساعة 10:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/07 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش
Multi-ethnic group of friends with smart phones sitting on a staircase

لا أقولها من باب الفخر أو (الألاطة) غير المبررة، وكأننا شعب الله المختار، ولكننا بالفعل شعب غريب الأطوار، ويجب على أي شخص يريد الحفاظ على ما تبقى من سلامة قواه العقلية أن يحفظ (كتالوج) التعامل معنا؛ كي لا يصاب بالفالج من كمية الاتهامات التي ستنهال عليه إذا لم يذاكر جيداً هذه الإرشادات.

إذن ما هذه التعليمات السحرية التي ستعلمنا بواطن الأمور؟ في الحقيقة لا أعرف عددها فهي كثيرة جداً، ويزداد عددها مع كثرة الأحداث التى تحل بنا، ولكني سأحاول سرد ما أعرفه الآن، وعلى من يريد إضافة شيء ألا يتردد.

1- لا تكُن انطوائياً

الانطوائي في تعريفه البسيط هو شخص يحب الجلوس مع نفسه أكثر من الجلوس مع الناس.. هل هذه جريمة يعاقب عليها القانون أو فاحشة حرمها الله؟ كلا بالطبع، ولكنها جريمة في نظر المصريين.. كيف تجلس طوال اليوم في غرفتك وأنت تعلم أن أقاربنا قادمون لزيارتنا؟ ما قلة الأدب هذه؟ كيف ترفضين حضور زفاف ابنة خالتك؟ هل تغارين منها لأنها تزوجت قبلك؟ كيف تجرؤ على تناول الطعام بمفردك؟ ألا يعجبك الجلوس معنا؟ هناك مقولة للعبقري (أحمد خالد توفيق) تقول: (إن المصريين لا يحبون المنطوي، ولا يستريحون له بشكلٍ عام، إنهم يفهمون أن تكون وقحاً، أو أن تكون صاخباً، أما أن تكون منطوياً مهذباً غامضاً فهم يظنون بك الظنون)، أعتقد أن هذه الجملة العبقرية أنجزت وأوجزت.

2- قدّس الحياة الزوجية

ليس المطلوب هنا أن تكون مخلصاً لعلاقتك بزوجتك، أو أن تحسن معاملتها أو تخلص لها، لا سمح الله، لا الأمر ليس كذلك.. فالمصريون في الأساس يعتبرون من يسيء معاملة زوجته وكأنه (راجل ملوْ هدومه)، وهذه نقطة أخرى ذكروني أن أحكيها بالتفصيل.

المطلوب هنا هو أن تعتبر الزواج نفسه ضرورة لا يستطيع الإنسان أن يحيا دونها، مثل الأكل والشرب والتنفس، المهم أن نتزوج قبل أي شيء، والباقي سوف يأتي بالتدريج، حسناً، وماذا عن التفاهم والمحبة بين الطرفين؟ الظروف المادية نفسها؟ كيف سنحيا وأنا أعمل براتب بسيط وهي لا تعمل؟ كيف سننجب أطفالاً؟ لماذا تتزوج دون أن تكمل تعليمها؟ ماذا ستقول لأولادها عندما يكبرون ويسألونها عن دراستها وهي المفروض أمهم وقدوتهم في الحياة؟ ما الداعي للاستعجال أساساً؟ أهو سباق إذا لم نلحقه ستضيع علينا الميدالية الذهبية؟ كيف سأخطب فتاة الآن يا أمي وأنا ما زلت أبحث عن وظيفة؟

فترد الأم في حماس: (ولا يهمك يا حبيبى أنا هديك فلوس الشبكة)، وماذا بعد؟ ماذا عن الشقة وأثاثها ومصاريف الزفاف ومصاريف الحياة نفسها مع زوجتي؟ ماذا سيحدث إذا انتظرت عاماً أو اثنين حتى أستطيع الاعتماد على نفسي ومن ثم أتزوج دون الحاجة لأحد؟ فترد الأم في غضب وقد غلبها البكاء: (ابن عمك وابن خالتك وابن أخت صديقتي في العمل في مثل عمرك وأصبح لديهم أطفال، إلى متى ستظل تتدلل هكذا لقد قاربت على الثلاثين ولن تجد من ترضى بك؟!).

على اعتبار أن صلاحية ابنها سوف تنتهي بعد الثلاثين وبعدها لن يصلح لشيء، هذه الكلمة تعرف في قاموس البنات باسم (العانس)، ولكننا لا نستطيع قولها للرجال، لسبب غامض غير معلوم، عموماً هذا الحوار يعتبر نقطة في بحر مما يقال للفتيات بخصوص هذا الموضوع، يمكنك أن تزيد غضب الأم وبكاءها وكلامها الحاد إلى سبعة أو ثمانية أضعاف حتى تصلك الصورة.

3- إياك والانزعاج من المتطفلين

إذا جلست في إحدى وسائل المواصلات العامة وطالعت الهاتف الخاص بك فلا تندهش إذا وجدت الجالس بجوارك يطالع هاتفك هو الآخر، فهو يعتبر هذا حقاً مكتسباً له، أتريد أن تطالع هاتفك وأنا لا؟ إذاً طالع هاتفك في بيتك يا رجل لا تغرنِي.

مواقف المواصلات هذه لا تعد ولا تحصى، حكت لي صديقتي ذات مرة أنها كانت تجلس بجوار أمها وتشتكي لها من مشكلة مع زوجها، وما أن أنهت حكايتها حتى فوجئت بالسيدة الجالسة خلفهما وهي تربت على كتفها قائلة: (ما يصحش كده يا حبيبتي الرجالة ما بتجيش بالعند والصوت العالي.. جوزك على ما تعوديه)، ما أن أنهت صديقتي دهشتها حتى سألتها: وما شأنك أنتِ؟ فاندهشت السيدة جداً من سؤال صديقتي المنطقي قائلة: (إيه قلة الذوق دي أنا غلطانة أني بانصحك يعني)، أنا أتدخل في مشاكلك وأنتِ أيضا تعترضين؟! تباً لوقاحتك!

4- حذارِ من التعاطف مع الضحية

أصبح المصريون مؤخراً يميلون للجاني ويكرهون المجني عليه، هناك مَن يقولون إن الموضوع له أبعاد تاريخية منذ زمن سيدنا موسى وفرعون، وإن حب الجلادين صار في جيناتنا الوراثية، صراحة لا أعرف مدى صدق هذه المقولة ولكن ما أعلمه جيداً أن المصريين لا يتعاطفون مع الضحية على الإطلاق، بل أحياناً يعتبرونها هي المسؤولة عما يحدث لها، فمصطلحات مثل: (إيه اللي وداها هناك ولابسة عباية بكباسين وده بالع لفافة بانجو ودول بيموتوا بعض عشان يلبسوها للشرطة)، مصطلحات شائعة وجاهزة لأي تعدٍّ على أى شخص يطالب بحقه بمظاهرة سلمية، وإياك أن تحاول أن توضح لهم أنهم هم المعتدى عليهم وليس العكس؛ لأنك وقتها ستصبح شريكهم ومحرضهم على أفعالهم المشينة هذه.

5- لا تعطلهم وهم يتشاجرون

إذا في يوم مررت أمام أحد محال مصلحي السيارات ورأيت صاحب الورشة يضرب الصبي الذي يعمل عنده ضرباً مبرحاً فرجاءً انصرف فى هدوء ولا تتدخل، ولكن هذا طفل وهذه جريمة، لا أستطيع أن أتجاهل هذا العنف، إذن فلتفعل ما تشاء ولكن لا تقل إني لم أحذرك.

سيتعالى صوت غليظ: (وأنت ما لك أنت يا أستاذ؟ أنت المحامي بتاعه؟ انت مش عارف الواد ده سرق منّي كام؟ ده لحم كتافه من خيري.. سيبني أربيه)، ومن ثم تتجمع الناس حول المشهد، لا ليس لفض الاشتباك أو نصح الرجل، كي يكف عن ضرب الصبي، هم فقط جاءوا ليسألوك عن شأنك بالموضوع (انت بتدافع عن الواد كده ليه يا أستاذ.. انت تعرفه؟ ده المعلم بتاعه وهو اللي مربيه سيبه يعلمه الأدب).

هذه القاعدة تسري أيضاً مع الرجال الذين يتعمدون إهانة زوجاتهم وضربهن أمام الناس، لا تحاول أن تتدخل لمنعهم، فلتتركهم وشأنهم يحلون مشاكلهم بأنفسهم، يا هذا لماذا تتدخل؟ كم أنت متطفل!

6- تفاءلوا بالخير تجدوه

هذا هو شعارهم المفضل على الإطلاق فحذارِ والتشاؤم، افرح يا صديقي، إنه شعب يعشق المرح، جميل، ولكن إذا كان الوضع لا يبشر بالخير ولا يليق به الفرح فماذا أفعل؟ تفاءلوا بالخير تجدوه، ظننت هذا واضحاً، لا تحاول أن تنذرهم أو حتى تلفت أنظارهم إلى أية مصيبة تحل بهم؛ لأنهم سوف يتركون مصيبتهم ويمسكون في تشاؤمك وسوف يعتبرونه هو السبب إذا حلّت المصيبة بالفعل.

أتريد أن تجرب؟ إذن أركب أي ميكروباص مع سائق من هؤلاء الذين يقودون على أقصى سرعة، وهو منشغل بمكالمة هاتفية وبتغيير الأغنية التي يستمع إليها ولا ينتبه للطريق ولا للسيارات المجاورة التي على وشك الاصطدام به، وحاول فقط أن تعلن استنكارك للقيادة المستهترة هذه أو حتى تتلو الشهادتين استعداداً للموت المحقق وسوف تفاجأ من كمية (يا ساتر على التشاؤم) التي ستقال لك، دعنا نموت في صمت يا أخي، لماذا تنبهنا؟!

7- لا تحترم الوقت ولا تُقدّس المواعيد

احذف من قاموسك كل الحكم التي تعرفها عن كون الوقت من ذهب، والوقت كالسيف إلى آخر هذا الكلام، فالمصريون يعتبرونه محض هراء، ويطبقون قواعدهم الخاصة بالنسبة للمواعيد، فمن الطبيعي إذا ذهبت عند الطبيب -الذي كتب بنفسه على باب عيادته أنه يتواجد من الرابعة عصراً- أن تعود إلى بيتك عند منتصف الليل، فهناك المريض الذي يستغرق أكثر من ساعة ونصف عند الطبيب في مجرد قياس الضغط والسكر، وهناك الممرضة التي تعطل دورك حتى تنتهي من مشاجراتها مع مريضة أخرى، وهناك الطبيب نفسه الذي جاء إلى العيادة في حوالي السابعة وليس الرابعة، وهناك سائق التاكسي الذي اتفقت معه على المجيء لأخدك في التاسعة ولكنه جاء في العاشرة والنصف، وهناك الطريق الذي ظل معطلاً حوالي النصف ساعة؛ لأن سائق الميكروباص راق له أن يتشاجر مع صديقه بأن يوقفوا سياراتهما في منتصف الطريق السريع، هذه الأمور لا تجعلها تثير اندهاشك؛ لأنه لا يحدث سواها.

8- حياتك الخاصة ليست ملكك

لو أنت مصري إذن جهز نفسك طوال الوقت للإجابة والنقاش حول أسرار حياتك الشخصية وبأدق التفاصيل، فإذا كنت مقبلاً على السفر إلى الخارج يجب أن تشرح لزميلك ولجارك ولابن عم زوج أخت والدتك عن كل شيء يخص عملك الذي لم ترَه بعد وكيف حصلت عليه وكل المعلومات عن الشركة التي ستعمل بها، وإياك والهروب من الأجوبة -التي لا تعرفها بالفعل- لأنك حينها ستكون تتهمهم بالحسد والحقد عليك.

أما أنتِ فإذا كنتِ مقبلة على الزواج فعليكِ دائماً سرد كل ما تعرفينه عن المطبخ وأدواته والستائر والنجف ومن أين اشتريته وبكم ثمنها ومتى بالضبط تم شراؤها وهل كان ذلك في الأوكازيون أم لا؟

أما إذا تزوجتِ أخيراً فعليكِ أن تستعدي للإجابة إذا كنتِ تنتظرين طفلاً أم لا؟ فهذا السؤال سوف يسأل لكِ تقريباً من ثاني يوم زواج إلى أن تضعي مولودك الرابع، فاستعدي جيداً إذاً، أما إذا كنتِ لم تتزوجي بعد فعليكِ عزيزتي أن تستعدي للسؤال الكوني الذى حير العلماء: (مش هنفرح بيكِ بقى؟).

فمع الأسف لا يسعني في هذا المقال فك طلاسم هذه العبارة، التي أعتقد أنها تحتاج كتباً ومراجع حتى يستطيع قائلوها أن يفهموها أولاً.

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
راجية كمال الدين
كاتبة مصرية
تحميل المزيد