تعرَّضت "ليزي" ذات العشرين ربيعاً لمرض نادر لم يجد له الطب علاجاً، مرض يصيب صاحبه بالنحافة والهزال، ويتعدَّى ذلك إلى ترك آثاره على الوجه أيضاً.
وجدت "ليزي" مقطعاً لها نُشر على "يوتيوب" بعنوان "أبشع امرأة في العالم"، بلغ عدد مشاهداته ما يزيد على 4 ملايين مشاهدة. كانت التعليقات على هذا المقطع مؤلمة للغاية، منها: "لماذا لا تُطلقين النار على نفسك وتريحي العالم منكِ؟!".
كان رد "ليزي" سريعاً، بأن وضعت لنفسها ثلاثة أهداف، وبدأت تسعى لتحقيقها. لم يمر كثير حتى حققت منها هدفين؛ الأول نشر كتاب باسمها، وتستعد حالياً لنشر الآخر، والثاني أن تمارس مهنة "الحديث التحفيزي"، قد أصبح هذا عملها ومصدر دخلها، أما الهدف الثالث فكان العمل للحصول على درجة علمية جامعية، هي في طريقها لتحقيقه.
سبق لي أن كتبت مقالاً بعنوان: "اهزمهم بتحقيق أهدافك"، ذكرت فيه هذه القصة، وأنه مهما كان عدد المحبِطين من حولك وأصحاب الرسائل السلبية، فلن يكونوا بأي حال بحجم مَن كتبوا تعليقات من الملايين الأربعة، الذين شاهدوا "أبشع امرأة في العالم"!
عزيزي القارئ والمتحمس إلى تحقيق إنجازات بحياتك، ليس من الضروري أن تنتظر نقطة فارقة في حياتك لتبدأ صفحة جديدة، لا بد من إرادة وعزيمة نابعة من داخلك، لإعادة هيكلة روتينك اليومي، وتحديد أولوياتك، مع رجائي ألا تجعل عدم توفر الوقت هو السبب فيما أنت فيه.
يقول الدكتور إبراهيم الفقي: "إن التحرُّر من خرافة عدم وجود الوقت الكافي هو أُولى المحطَّات التي ننطلق منها إلى حياةٍ منظمة، واستغلال أمثل للوقت والحياة بشكلٍ عامٍّ".
لتستطيع إدارة وقتك بكفاءة، يجب أن تحدد رؤيتك ورسالتك الشخصية وأهدافك، وأن توازن بين أدوارك الحياتية، وترتب أولوياتك، وتفوض بعض مهامك، وتقيّم أداءك في النهاية وتقومه.
كما أن هناك بعض الأمور الداعمة لمسيرتك في تنظيم وإدارة الوقت، وهي تحديد وقت لكل مهمة، يتضمن موعداً نهائياً لإنجازها، التركيز في أداء المهام وعدم التعرُّض للمشتتات والملهيات، تنظيم مكان العمل، تعلم أن تقول "لا" لتجنب أي خلل في خطتك، وكافئ نفسك على الإنجاز.
هناك مقولة تقول: "بعد عام من الآن ستتمنى أنك بدأت اليوم".
فالعمر يجري، والأيام كدرجات السلم، إما أن تصعد إلى الأعلى وإما أن تهبط إلى الأسفل، أو تظل واقفاً لا إلى تقدم أو تأخر، وهنا يتميز الناجح عن غيره، فالناجح من عرف قيمة الوقت.
كثيراً ما نقابل أشخاصاً متساوين في أعمارهم، لكن إنجازاتهم في الحياة وبصمتهم ليست متساوية.
أعجبتني فكرة نفذت في أحد البرامج التلفزيونية، بأن يتم إحضار أحد المشاركين في البرنامج، وعرض مقطع فيديو يحتوي على ما يمكن أن يقال حين موته، ماذا أنجز؟ ما هي بصمته في الحياة؟
يمكنك أن تفعل ذلك، تخيَّل أنك بعد ساعات في عداد الموتى. جهِّز الإجابة عن هذه الأسئلة:
ماذا قدَّمت للبشرية، هل حياتك مثل مماتك أم أن هناك من سيتأثر جراء موتك، هل أنت راضٍ عن قصة حياتك، أم تتمنى أن يكون فيها فصل إضافي، هل حياتك كانت ثرية بالتجارب والإنجازات بما يكفي؟
وغيرها من الأسئلة التي تجيب عن حسن استغلالك لكل ساعة قضيتها في هذه الحياة.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.