يُطلق عليها معشوقة الجماهير في أغلب أنحاء العالم، ولكن هل الشعبية وحدها سبب كافٍ للشغف بهذه اللعبة؟
إليك بعض الأسباب التي تدفع عشاقها للولع بها:
النتيجة لا يمكن تغييرها:
برغم كل ما نشاهده من فوضى وتزييف للحقائق، سواء في الماضي أو في حاضرنا، تبقى نتيجة المباريات ثابتة وحقيقية، بالرغم من ثبوت بعض التلاعب في المباريات، ولكن نسبة قليلة مقارنة بباقي مناحي الحياة.
عدم وجود إعلانات:
من أهم ما يميز مشاهدة المباريات عدم وجود إعلانات أو فواصل داخل شوطَي المباراة، وإن اقتصر ذلك على شريط صغير أسفل الشاشة، ولكن ذلك لا يمثل شيئاً مقارنةً بما يحدث في المسلسلات أو البرامج الحوارية.
أهلاً بالتعصب:
رغم مناشدة الجميع البعد عن التعصب وقبول الخسارة، وهو ما لا يحدث، ولكن يبقى القول بأن الانتماء لا بد أن يكون له حدود لا يتخطاها.
مرحباً بالطبقية:
بالرغم من مطالبة الجميع بالمساواة، فإنه في كرة القدم نجد الأندية الكبيرة والجماهيرية تنظر للأندية الأخرى بصورة من التعالي، سواء في الجمعيات العمومية أو داخل المباريات نفسها، عند احتساب أخطاء لها، خاصة ركلات الجزاء، مما ينذر بخطر يهدد أمنها القومي أحياناً.
الإحصائيات:
يعتبر التباهي بفوز فريقك المفضل وعدد الأهداف المسجلة والألقاب من الثوابت لمشجعي كرة القدم، كما لو أنه يأخذ حصة من المكافآت مع اللاعبين والمسؤولين عن الفريق، أو كأنها نوع من الممتلكات الخاصة بالمشجع نفسه.
أجواء المشاهدة:
رغم حقيقة مفهوم الكرة للجماهير وعدم قبول فكرة أن المباريات يمكن أن تلعب بدون جمهور، لكن استمرار إقامة المباريات على هذا النحو أكد أن المشاهدة قد توجد في القهوة أو منزل أحد الزملاء أو على شبكة الإنترنت، وتظل المتعة معها حاضرة.
استوديوهات التحليل:
توضح مقولة "الرجل المناسب في المكان غير المناسب"، فأغلب اللاعبين الذين يقومون بتحليل هذه المباريات قد أهدروا العديد من الفرص التي كان بإمكان أي لاعب مبتدئ تسجيلها، فعلى سبيل المثال لم أتفاجأ إحدى المرات عندما وجدت الكابتن مجدي طلبة يخبرنا عن عدم قدرة لاعب ما على تسجيل هدف، برغم أنه كان المسؤول الأوحد عن خروجنا من تصفيات كأس العالم 1994 عندما لعب الكرة والمرمى خالٍ برأسه لا بقدمه.
على الجانب الآخر يضرب المشاهدون كفاً بكفّ على تضييعهم فرصة عمل من خلال تحليل هذه المباريات في حال كونهم لاعبين سابقين، وإن كانوا من نجوم فرق الدرجة الثانية.
المعلقون ومتعة الإخراج التليفزيوني:
يوماً بعد يوم تتأكد مقولة أن الواسطة متفشية في كل مكان، بداية من المصور الذي يحرص على إظهار صورة صديقه المصور الآخر، أو صورة بعض من أصدقائه الحاضرين للمباراة، أو تركه للحظات هامة ومؤثرة من عمر المباراة عند حدوث تغيير أو هجمة مرتدة أو التركيز على وجه إحدى الحسناوات طوال المباراة تاركاً المشجع يفكر في نتيجة المباراة كالنهاية المفتوحة في الأعمال السينمائية.
لا يخفى على أي متابع للمباريات الاستمتاع بعمالقة التعليق الرياضي، كالكابتن ميمي الشربيني ومحمود بكر، رحمه الله، ولكن في هذه الأيام أصبح من الممكن متابعة بعض الأخبار أو إنهاء بعض الأمور التي تخص العمل أو حتى المذاكرة وصوت التلفاز منخفض جداً أو مغلق خلال مشاهدة المباراة.
الملخّصات:
مع كثرة الانشغال والسعي وراء لقمة العيش أصبحت متابعة ملخصات المباريات عبر الشبكة العنكبوتية وبعض المواقع الرياضية بديلاً لعدم متابعة المباريات على الهواء، أو بسبب أزمات التشفير الموجودة بكثرة في المباريات المهمة.
البحث عن بديل:
قد تكون متابعة المباريات والاندماج في التشجيع يسبب بعض الأمراض، مثل ضغط الدم المرتفع، ولكن في الآونة الأخيرة وما صاحبها من أخبار جعل متابعة مباريات كرة القدم شيئاً هيّناً إذا ما قورنت بظروف الحياة الصعبة التي نعيشها.
وفي الختام، تبقى كرة القدم هي المتنفَّس الوحيد للمتعة والعصبية في نفس الوقت.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.