الأمان هو أهم من الخبز.. فالحياة بدون أمان لا روح فيها، ولأن الحياة السعيدة بين شريكَي الحياة تستمر بالشعور بالأمان، ولأن من ركائز الأمان الحب والتعبير عن الحب، والاهتمام بشريك الحياة له أثر رائع، بل فوائد صحية، فقد أظهرت دراسة أُجريت بكلية هيو دونز للتواصل البشري بجامعة ولاية أريزونا أن "هناك ارتباطاً قوياً بين العاطفة ومعدلات الضغط والاكتئاب المنخفضة".
ولأن المرأة هي جزء أصيل، بل هو كما ذكرت بمقولتي التي لطالما أرددها أنها جنّة الله في أرضه، ولتكن جنّة في الأرض، وبالمعنى الدارج الجنة أقرب للحديقة المثمرة، ولن تثمر أزهاراً تلك الحديقة دون اعتناء بها، بل ومواظبة على رعايتها فاللمسة الحانية إحدى وسائل التعبير عن الحب، أو الإعجاب لشريك حياتك، فإن البشر الطبيعيين يحتاجون لإظهار العواطف لهم من أجل البقاء على قيد الحياة.
هكذا تريد الزوجة زوجها
حينما تشعر الزوجة بعدم توازن، بل يزيد الأمر معها لمرحلة انعكاس في الدور بالحياة الأسرية، وتجد نفسها عليها أن تتحمل عبء الطرف الآخر "الزوج" في إشباع رغبتها في التوازن العاطفي، سواء كانت الزوجة في حالة عاطفية مستقرة، أو لديها من الإشباع الذاتي والاكتفاء العاطفي، فهذا لا يعني أنها ليست بحاجة للرجل بحياتها، بل على العكس إنها بحاجة له، ولكن بدور أكثر رومانسية، دور أقرب للأنوثة منه للذكورة.
فإذا وصلت المرأة للملل العاطفي، فإن ما يحركها هو الجانب الأنثوي الذي بداخلها، لكن هذا الجانب ليس مشبعاً لها، ولا هو الشيء الذي يجذب لها زوجها، بل على العكس لا بد أن تبدأ المرأة هي بملء الجانب الأنثوي، بمعنى بأن تشعر بأنها لا حاجة لها لأحد وبهذا الوقت يحركها الجانب الذكوري اكثر من الجانب الأنثوي، وتكون بحاجة للاهتمام أكثر، ولحل هذه النقطة لا بد أن تكون هي نواة الخلية التي تجذب الزوج لها ولا تكن كالإلكترون الذي ينجذب لأي شحنة موجبة تمر بجوارها، فعليها أن تظل تحتفظ بكينونتها ومكانتها بأنها ما زالت هي الملكة لبيتها، الأميرة في خدرها، ولا تتسول الاهتمام ممن يمرون على أسقف الطرقات أو عبر طرقات مواقع التواصل الاجتماعي.
الأمان بالنسبة للمرأة
الإحساس بعدم الشعور بالأمان هو أن تعلم المرأة بأنها غير مرغوبة من الرجل وتشعر بعدم حبه لها، إن المرأة إذا عجزت عن التعبير عن مشاعرها الأنثوية ستتحرك بداخلها المشاعر المغايرة ألا وهي الذكورية، التي تظهر عليها صفات ذكورية، ولكي تحقق توزانها النفسي فإنها تبحث عن الجانب الأنثوي في شريك حياتها، وإن لم تجد تتسوله من الخارج تحت أي مسمى، ومن هنا تبدأ رحلة اللاعودة واللاحب وبداية النهاية للحياة الأسرية وانهيارها.
المرأة تحتاج لمحاور ناجح
حينما تجد الزوجة توجه إليك أسئلة ليس لها محل من الإعراب في وقت أنت لست متأهباً له، فإن زوجتك تقول لك بكل صراحة: أنا بحاجة لأتحاور معك ليس شرطاً بأن تكون عطلة نهاية الأسبوع لتجلس مع الزوجة، وتطرح عليها أسئلة، وتجاوب هي الأخرى، بل هي بحاجة لأن تكون أنت معها دائماً وبكل وقت.
على الرجل أن يشعر زوجته بأنه محاور ناجح، بل يغمرها هو بأسئلته عن كل صغيرة وكبيرة بحياتها، واهتمامه المفرط لها بدءاً من نومها وأكلها وملابسها وعطرها ومشيتها، وانتهاءً بوقت عودتها للبيت، فهذا يمد جسور الحب والثقة بين شريكَي الحياة.
أيها الزوج المحب..
ها قد وصلنا نحو كلمات أخيرة برحلتنا في عالم قلب جنة الله في أرضه "قلب المرأة المحب"، تعالوا نبدأ لنصارح أنفسنا ونضع بين أعيننا هذه الحقيقة الواضحة ولْنقَيّمها في جملة:
"هل أحب زوجتي؟، هل أهتم بها؟، هل تشعر زوجتي بالأمان معي؟".
قبل هذه النقطة والإجابة على تلك الأسئلة افعل وقيّم..
افعل النقاط التالية:
1- اشكر زوجتك على كل كبيرة وصغيرة.
2- المس زوجتك برفق فلطالما دفعتها بشدة.
3- أغدِق زوجتك بطيب الكلمات.
4- اجعل كلمتك المعهودة في عمل أي مفاجأة طيبة لزوجتك شعارها "بدون سبب"؛ لأنني أردت أن أفعل ذلك لأنكِ تستحقينها.
5- بادر بالمساعدة.. بكل وقت وبكل حين ساعد شريكة حياتك.
بعد الخطوات الخمس تلك ستكون إجابتك على الأسئلة السابق ذكرها بالإيجابية وستتغير حياتك للأفضل.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.