هل يتفوق مشروع السعودية الترفيهي “القدية” على دبي؟

تم النشر: 2018/06/02 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/01 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش

يبدو أن عام 2030 سيأتي بخريطة جديدة للعالم، فأرقام المستقبل تبشر بآسياً حيث صدارة الصين ومنافسة الهند وتراجع نسبي للتكتل الغربي الذي يستشعر ذلك الأمر.. وفي الطريق إلي 2030 يجتهد الشرق الأوسط في رسم ملامح عصرية تواكب التغيير القادم في تنويع روافد الدخل للدول النفطية تحديداً التي تعيد اكتشاف مساحاتها الخالية بمشروعات مليارية مغرية لكافة رؤوس الأموال العالمية… والبداية القريبة لعقد "التفوق الاقتصادي غير النفطي" في الخليج تبدأ مع إكسبو دبي 2020 ولا تنتهي عند عمالقة المشروعات السعودية، أمثال مدينة نيوم ومشروع القدية الترفيهي الذي نستشرف آفاقه في النقاط التالية:-

1 – في 7 أبريل/نيسان 2017 أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إشارة البدء لبناء أضخم مشروع ترفيهي في العالم "مدينة القدية" المحاطة بسلاسل جبال طويق السياحية الخلابة المكونة لشعار المدينة والتي تبعد حوالي 40 كيلومتراً عن وسط العاصمة الرياض، وذلك على مساحة تبلغ نحو 334 كيلومتراً مربعاً، بتكلفة تمويلية أولية من صندوق الاستثمارات العامة السعودي تبلغ نحو 10 مليارات ريال، وتشمل تقديم أربعة نشاطات عالية الجودة في الرياضة والترفيه والإسكان والضيافة، تتسق مع انفتاح المملكة الجريء على العالم.

2 – في أبريل/نيسان 2018 يضع الملك سلمان بن عبد العزيز حجر الأساس لمشروع القدية الترفيهي، تمهيداً لافتتاح المرحلة الأولى بحلول عام 2022 على مساحة 34 كيلومتراً مربعاً والتي تضيف نحو 13 مليار ريال للناتج المحلي السعودي بخلق 41 ألف فرصة عمل وتحتفي بإنجاز متنزه الألعاب الترفيهي لأشهر العلامات التجارية مثل  Six Flags.

والانطلاق للمرحلة الثانية حتى عام 2025 التي تشهد تطويراً معاصراً للنشاطات الأربعة وتضيف نحو 4000 وحدة سكنية؛ لتتبقى المرحلة الثالثة التي تمتد لما بعد عام 2030 وتشكل نمو المدينة بضخ زيادة 19 مليار ريال للناتج المحلي السعودي عن طريق توفير نحو 70 ألف فرصة عمل، وإضافة نحو 11000 وحدة سكنية جديدة، واستهداف جذب أكثر من 45 مليون زائر من جميع أنحاء العالم.

3 – بالعوده إلى مساحة القدية الترفيهية البالغة 334 كيلومتراً مربعاً نجد أنها تساوي في المتوسط نحو  170 ضعف ديزني لاند باريس وديزني لاند هونغ كونغ ونحو 3 أضعاف ديزني لاند فلوريدا، وأكثر من 8% من مساحة إمارة دبي التي تعد حتى الآن درة السياحة العالمية في الخليج، وتستحوذ على أكثر من 34% من إيرادات السياحة في الشرق الأوسط بنحو 20 مليار دولار، وأكثر من 15 مليون زائر دولي سنوياً، وتستهدف خلال إكسبو دبي 2020 كسر حاجز 20 مليون سائح، والاقتراب من إيرادات تاريخية تناهز 80 مليار دولار.

4 – بحلول عام 2020 يتوقع وصول عدد وظائف  السياحة العالمية لنحو 337 مليون وظيفة، يقدر نصيب عدد العاملين بقطاع السياحة السعودي منها بنحو 1.7 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة، تستهدف نحو 200 مليار ريال للاقتصاد السعودي، أي نحو 53.3 مليار دولار بفارق لا يقل عن 34% من مستهدفات إيرادات إمارة دبي من نفس القطاع، وهو الفارق المرشح للتناقص إلى 15% فقط بحلول عام 2030 بين المقاصد السياحية على الجانبين.

أخيراً.. مشاهد التنمية الثقافية والسياحة العملاقة في دول الخليج العربي تعالج ظواهر التسرب الاقتصادي لنحو 30 مليار دولار تتدفق خارج المملكة وتعيد توطين إيرادات النفط في قلب الخليج مرة أخرى، وتجذب استثمارات خارجية تستطيع محو مفردات البطالة تماماً من قاموس الاقتصاديات الخليجية التي تبتهج حتماً بالمنافسة الاستثمارية بين دبي ونيوم والقدية وغيرها من جواهر التنمية القادمة في الطريق.

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
محمد مهدي عبدالنبي
باحث اقتصادي ووسيط مالي بالبورصة المصرية
محمد مهدي عبدالنبي من مواليد 2 مارس 1983. كاتب اقتصادي، وخبير أسواق المال العالمية، ووسيط مالي معتمد بالبورصة المصرية منذ العام 2006.
تحميل المزيد