المرحلة الوظيفية تمتلك خصائص فريدة ومختلفة، وأهميتها كبيرة بقدر أهمية طموح ورغبة الشخص بالتوجه إلى العمل الحر يوماً ما، وجزء من هذه أهمية يكمن في التجربة المختلفة والتي تصقل الشخصية وتحضّر الشخص للعمل الحر،
وبعيداً عن طبائع الأشخاص والتي تلعب أحياناً الدور الأكبر في الاختيار بين الوظيفة والعمل الحر، "ومع استبعاد العمل الوظيفي الحكومي"، هناك بعض الحالات أو النقاط التي لا يجب عليك التوجه للعمل الحر معها.
وظيفتك الحقيقية الأولى
عندما تبدأ عملك الوظيفي في نهاية مرحلتك الجامعية أو بعد التخرج مثلاً، فوقتها لن تملك رؤية واضحة لمجال عملك أو هدفك، وبالتالي هي مرحلة التجربة والتعلم الحقيقي العملي بعيداً عن الكتب والتنظير، والضرورة فيها تقتضي التعلم ممن سبقك والعمل الوظيفي يقدم لك هذه الميزة بكل تأكيد، على العكس العمل الحر في هذه المرحلة، والذي سيضيف لك المزيد من الضبابية والتشتيت.
مجال العمل جديد عليك
عندما لا تملك تلك الخبرة والمعرفة في مجال العمل الذي بدأت أو تنوي البدء فيه، وخصوصاً إن كان من المجالات التقنية "تصميم، برمجة، تأليف وكتابة أو غيرها"، والتي تحتاج إلى خبرة حقيقية عملية قبل الدخول إلى سوق العمل فيها، وهذه الخبرة يجب أن تبنى في المرحلة الوظيفية، وقبل التوجه للعمل الحر.
العمل الوظيفي يزيد خبرتك بالمجال
هذا يعني أن خبرتك وفهمك لمجال العمل يزيدان مع كل يوم جديد، هذه الخبرة لها أهمية أكبر من التسرع إلى العمل الحر، حيث أنك لن تحصل عليها بتلك السهولة بعملك الحر، ولن تتمكن من صقل أسلوب العمل أو تسليم المشاريع وهي الجزئية الفاصلة أحياناً بين الهاوي في العمل الحر والمحترف فيه.
رؤيتك واهتماماتك متطابقة مع فريق الشركة
ليس بالضرورة أن يكون التفسير لذلك هو تلك الصورة الخيالية بأجواء العمل السعيدة والنشاطات المختلفة اليومية مع الفريق فهي غير واقعية تماماً، خصوصاً بمجال العمل التقني والضغوطات المترتبة عليه، لكن يمكنك تمييز ذلك بأمور بسيطة.. فمثلاً عندما لا تشعر بمرور الوقت بيوم عملك، وعندما تفكر بالعديد من الأسباب التي لا تدفعك إلى التوجه لشركة أخرى، ونعم هي أمور بسيطة أحياناً لكن عيشها والمرور بها يجعلها مفصلية في المجال الوظيفي.
إمكانية التطور الوظيفي
رغم استبعادي بالبداية للعمل الوظيفي الحكومي، لكن وسواء أكنت بمؤسسة حكومية أو شركة خاصة.. فلو كنت تملك الفرصة بالتطوير الوظيفي "سواء بالوصول لمنصب أعلى، أو استلام مهام جديدة أكبر من المهام الحالية، أو ترقيتك المادية والمعنوية من الحين للآخر فقد لا يكون من الضرورة الملحة "بالوقت الحالي" ترك الوظيفة والتوجه إلى العمل الحر.
عندما تنوي العمل الحر بشكل جزئي
عندما تبدأ باستلام مشاريع عمل حر جانبية، وتشعر باحتمالية أو إمكانية زيادتها مع الوقت، وترى إمكانية دخولك للعمل الحر لكن لا تملك الشجاعة أو قاعدة العملاء الحالية التي تشجعك على ترك الوظيفة بشكل كامل، فسيكون من الأفضل وقتها عدم تركها بشكل كامل، والتفكير بالاعتماد عليها بشكل جزئي كحل مبدئي أو طويل الأمد حتى.
عندما لا تحب المجال الذي تعمل فيه
هذه الجزئية ليست غريبة أو خاطئة، فالعديد من الأشخاص لا يحبون المجال الذي يعملون فيه وظيفياً، وبالتالي لن يناسبك التوجه للعمل فيه نفسه بشكل حر، حيث أن فرص نجاحك فيه ستكون قليلة جداً، ولن يناسبك أيضاً الانتقال المفاجئ لمجال آخر للعمل بشكل حر فيه فستواجه العديد من الصعوبات بذلك، وعليه يكون التفكير المنطقي، هو تحضير نفسك بروية للانتقال وظيفياً للمجال الذي تحبه لتعمل فيه ثم لتفكر لاحقاً بالعمل الحر "ولن يكون العمل الحر أكبر همك وقتها" مقارنة بالتوجه للمجال الذي تحبه.
عندما تكون بعض صفات العمل الحر غير مناسبة لك
مع التسليم بأن جزءاً كبيراً من هذه الصفات مكتسبة، لكن بعضها يستحق التفكير فيه جدياً عند رغبتك بالتوجه للعمل الحر
إن كنت ممن لا يحبون العمل وحيدين أو لا يستطيعون ذلك.
ليس لديك الإمكانية أو الفرصة لجلب عملاء جدد.
ليس لديك الخبرة أو التجربة بإدارة المشاريع أو إدارة الوقت.
لا تحب أو لا تستطيع التعامل المباشر مع أكثر من شخص ورئيس واحد بالعمل.
لا تملك القدرة على تحفيز ذاتك باستمرار والتعامل مع حالات الكآبة والخوف.
ليس لديك القدرة أو الإمكانية للتعامل مع تفاوت الدخل واختلافه.
لا تملك القدرة أو الميزة التجارية بإمكانية إدارة عملك وتطويره باستمرار.
وبالنهاية
وكما أن العمل الحر يملك ميزات عظيمة تخصه ويتفرد بها، فإن للعمل الوظيفي فوائده الكبيرة وخصوصاً بالحالات التي ذكرتها في هذا المقال، لكن وبعيداً عن كل ماذكرته تبقى صفة واحدة هامة يجب ذكرها قبل التفكير بالعمل الحر،
حيث أنك لو كنت تظن ولو للحظة أن العمل الحر أسهل من العمل الوظيفي، ومعناه يتلخص في الحرية فعليك التفكير ملياً بالتوجه له، ومع التسليم أن أهم وأكبر صفة يجب أن تنميها بنفسك هي الصبر والثقة بأن الرازق والموفق لك بأي خطوة أو مجال وسواء أكان عملاً وظيفياً أو حراً هو الله تعالى.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.