قد تبدو للوهلة الأولى الإجابة عن هذا السؤال سهلة وبسيطة للغاية، فحتى غير متابعي كرة القدم والسينما يعرفون هذين الاسمين جيداً، ويعرفون أن إنييستا لاعب كرة قدم مشهور وينتمي إلى نادي برشلونة الإسباني، وليوناردو دي كابريو ممثل ونجم سينمائي مشهور، وبطل فيلم التيتانيك، الذي يعتبر من أفضل الأعمال السينمائية، وأن ما يمكن أن يكون وجه تشابه بينهما هو الشهرة والمال.
لكن، سنحاول أن ننظر من زاوية أخرى إلى هذا السؤال في بعض الأحيان، قد تكون الحياة غير عادلة وكرة القدم والسينما كذلك.
فمن الظلم أن يقترب الإنسان دائماً من المرتبة الأولى ولا يحرزها، باعتقادي أسوأ الناس حظوظاً مَن هم دائماً يحصلون على المرتبة الثانية والثالثة، يكونون قاب قوسين أو أدنى من المركز الأول، يشمون رائحة النصر، لكنهم لا يحرزونه، هذا ما حدث مع إنييستا ودي كابريو.
دي كابريو وعقدة الأوسكار
من غريب ما قرأت، أن الممثل الشهير والإيطالي الأصل ليوناردو دي كابريو، على مدى أكثر من 20 سنةً على مسيرته الفنية الحافلة بالنجاحات التي جعلته يتربع على عرش هوليوود كأحسن الممثلين عقوداً من الزمن.
لكن مع هذا، فمن ضمن 6 ترشيحاتٍ لجوائز الأوسكار لأفضل ممثل في السَّنة، لم يسبق أن فاز بالأوسكار إلا في عام 2016 كأفضل ممثل درامي عن فيلم "The Revenant".
دي كابريو وفي أفضل نسخة له بفيلمه "تيتانيك" واحد من أفضل الأفلام في تاريخ السينما، الفيلم من إنتاج 1997، وصلت ميزانيته إلى 295 مليون دولار، والتي كانت تُعد ميزانية خيالية في ذلك الوقت، وفاز الفيلم بـ11 جائزة أوسكار، لكن هذا لم يشفع له للحصول على الجائزة.
دي كابريو مع كل هذا النجاح وعلى مر السنين، لم يشفع له مع النقاد آنذاك إلا الترشح لا التتويج، وما حدث للممثل الأميركي وقع للاعب برشلونة الإسباني، وكان هذا سنة 2010 و2012 مع اختلاف أن دي كابريو بعد العديد من الترشيحات على مدى أكثر من 20 عاماً، فاز بالجائزة أخيراً سنة 2016، عكس أنييستا الذي لم يُكتب له التتويج بجائزة أفضل لاعب في العالم، مكتفياً بجائزة أفضل لاعب في أوروبا عام 2012.
إنييستا وعقدة الكرة الذهبية
على الرغم من قيادته منتخب بلاده إسبانيا للفوز بلقب كأس العالم وتسجيله هدف الحسم في النهائي وتقديمه موسماً رائعاً مع برشلونة خلال موسم 2010، فإن كل هذه الإنجازات لم تشفع له للتتويج بجائزة أفضل لاعب في العالم، وكان من ضمن أفضل 3 لاعبين في العالم رفقة زميليه في النادي "تشافي وميسي"، وفي الأخير عادت الكلمة للبرغوث الأرجنتيني.
وفي عام 2012، يعود إنييستا مجدداً للترشح لجائزة أفضل لاعب في العالم بعد التتويج مع المنتخب الإسباني بلقب كأس أوروبا للأمم، ومرة أخرة تعود الكلمة للأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي على ما يبدو قد كتب لإنييستا دائماً مرافقة صاحب جائزة الأفضل في العالم واحتلال المركز الثاني فقط.
قدم أندريس إنييستا خلال مسيرته الكروية الكثير، سواء على مستوى ناديه برشلونة أو منتخب إسبانيا، وكان من أهم أسباب فوز إسبانيا بلقبي كأس العالم وكأس أوروبا، وأيضاً ألقاب نادي برشلونة .
أتذكر جيداً هدفه القاتل في مرمى تشيلسي بالثواني الأخيرة من مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وهدفه في نهائي كأس العالم 2010.
وعلى الرغم من تتويجه بالعديد من الألقاب الجماعية تبقى جائزة أفضل لاعب في العالم تنقصه والتي كان باستطاعته الفوز بها خلال مناسبتين 2010 و2012. لكن في بعض الأحيان، تكون كرة القدم مثل الحياة غير عادلة، لكنه فاز بجائزة أكبر من الكرة الذهبية وأكبر من جائزة أفضل لاعب في العالم، هي جائزة حب الجماهير والتي فاز بها في كل أنحاء العالم .
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.