الآن نبدأ بالإجابة عن سؤال مهم يشغل بال كل امرأة وقد لا يفهمه كثير من الرجال، فإن الزوجة تسأل: متى أسأل زوجي وهو حينما أقترب منه يصيح بوجهي وندخل بمشكلة لا تنتهي؟
في حين أن الزوج يرسل لي ليسألني: تأتي إليَّ زوجتي وأنا أجلس وفجأة أجدني أصيح فيها ولا أعرف سبب غضبي ولا سبب عراكنا معاً؟
كثير من تلك الأسئلة وأكثر تأتي ولا يعلم أصحابها ما الحل، ولماذا، ومن أين تأتي المشكلة من أساس؟ في حين أن الزوج يجلس مسترخياً والزوجة الحنونة تأتي إليه بفنجان القهوة أو بمشروبه المفضل ليستمتع باسترخائه، وحينما تسأله سؤالاً تافهاً من وجهة نظرهما معاً، مثلاً حينما تسأله "أين أضع فنجان قهوتك؟"، يكن رد فعله فزعاً ويصيح بأسوأ الطرق.
الإجابة ببساطة:
إن الزوج في وقت الكهف والزوجة تقتحم عليه هذا الكهف الذي لا يفهمه الكثير بأن لكل رجل وقتاً كهفاً باليوم، وقد يصادف هذا الوقت الذي تدخل فيه زوجته سائلة له هذا السؤال التافه، فيرد بغضب، ليس لأن السؤال تافه، بل لأنها اقتحمت عليه خلوته وكهفه.
الآن.. علينا أن نعرف ما هو ذاك الكهف الذي يسبب كل هذا؟
وقت الكهف عند الرجل هو الوقت الذي يريد فيه الرجل الخروج من حياته كلها ليدخل عالمه الخاص، ليس بالضرورة أن يكون جالساً مفرداً، ولكن ربما يكن يجلس مع زوجته، ولكنه قد دخل حالته "الكهف".
وقد ذكر الكاتب جون جراي، في إحدى كتاباته، مقولة سيدة أميركية من أصل الهنود الحمر شارحة كهف الرجل فتقول ناصحة ابنتها: "حينما يحبك الرجل، فإنه يبتعد عنك أحياناً ويدخل إلى كهفه فلا تحاولي اقتفاء أثره وإلا سوف يحرقك التنين، فقط عليك الانتظار فسوف يعود الرجل وستصبحان أكثر حباً".
علامات دخول الرجل لكهفه؟
حينما يبدأ بالاختلاء بنفسه ليستريح من عناء يومه وينسى مشكلات يومه وآلامه، ويحدق بمشاعره التي يحبها ويبدأ بالخروج للعالم الخارجي من أجل تلك المشاهد الجميلة التي تجمعه بمحبوبته وأبنائه أو من يحب خارج ذاك الكهف المظلم.
في هذه الحالة على المرأة ألا تقترب من الرجل حينما تراه بدأ في الدخول للكهف متناسياً ومتغافلاً من حوله، فهو بدأ بمرحلة التفريغ السلبي، وعلى زوجته أن تقدر ذلك حتى لا تحرق حياتها وعلاقتها بزوجها وهي لا تدري، فقط عليها أن تنسى مهارة الكلام وتبدأ بمهارة أكثر نفعاً وهي الإبحار بصمت في صحراء الفضاء خارج الدائرة التي يجلس فيها الرجل بكهفه.
الرجل حينما يكون داخل الكهف وتأتيه المرأة لتبدأ حديثها، كل رجل على حسب ردة فعله، فمن الرجال من يتحدثون بلباقة، ومنهم من ينزعج لقطع خلوته ودخول زوجته عليه هذا الوقت المخصص له، وهذا الوقت بالفعل هو هو الوقت الحقيقي الذي يبدأ الرجل يأخذ القرار باستمرار حياته مع زوجته، أم أنه من كثرة اقتحام زوجته له يأخذ القرار بالإبحار بعيداً عنها؛ ليبدأ بخلوته بعيداً عنها حتى لا يقتحم أحد خلوته مرة أخرى، فكثير من الرجال يهربون من بيوتهم بحجة وبدون فقط ليجد مكاناً آخر ليدخل فيه لكهفه.
حينما يدخل الرجل كهفه ويسمح لزوجته بالدخول لأول مرة، فإنه يراقب تصرفها معه جيداً لأمرين؛ الأول لأنه لا يعرف كيف ستنهي حوارها، ما مدة حواره معها، أي مدة عرضها لمشكلتها ومدة إبداء اقتراحاته هو لها حتى يعود لكهفه، كثير من الرجال يسمحون للزوجة تلك المرة فقط لإفراغ حجته حينما تقول هي في يوم ما إنك لم تجعلني أتحدث بحرية معك متخذة أسباب انشغاله حتى داخل البيت، حينها فقط يرد قائلاً بداخله: "بل أعطيتك فرصة وليس عليّ أن أعود لأخطئ لأعطيك تلك الفرصة في اقتحام خلوتي".
كثير من الزوجات لا يريدن أن يفهمن بأن للرجل كهفه حتى لو كان جالساً معها في أريكة واحدة ويشاهدون معاً التلفاز مثلاً.
علامات الدخول للكهف:
إن علامات الدخول للكهف بسيطة، حينما تجد الزوجة زوجها في حالة غير عادته غير مهتم وغير موجود وكأنه تمثال من الشمع، وكل ما يفعله وقت حديثها إيماءات بسيطة تثبت أنه لا زال حياً ففي تلك اللحظة يغلق كل حواسه ويغلق عليه كهفه.
هكذا تدخل الزوجة لكهف زوجها بأمان..
بالعادة يصعب على الزوجة الدخول على زوجها الكهف لتخرجه منها، وبحالتين فقط، إحداهما حينما تقترب لزوجها يسمح لها بأن يمسك بيدها ليخرج من الكهف، وهي بأن تقترب منه بلطف منادية عليه بصوت خافت، فإذا أجابها بحماس وبنشوة حب فهو قد شحن عاطفته من جديد وخرج من كهفه وتشوق لها.
الحالة الثانية تبدأ حينما يبحث الزوج عن زوجته ومن حوله بالبيت، بل وحينما يقترب لزوجته بحب فهو قد خرج من ذاك الكهف مستمتعاً بالوقت الذي قضاه فيه.
ومن علامات خروج الرجل من كهفه أيضاً أن يكون أكثر نشاطاً وحباً بل ويفكر بإيجابية أكثر، وعلى الزوجة أن تهيئ له الجو الصافي لحظة دخول الزوج لكهفه ولحظة خروجه منه
هكذا نحن قد دخلنا الكهف بكل سهولة وتعرفنا معاً على مرحلة دخول وخروج الرجل لكهفه، والذي هو سبب عدم فهم الزوجات لهذا الأمر، وأيضاً عدم معرفة الزوج نفسه بأنه في رحلة خلوة داخل كهفه وممنوع الاقتراب منه، بل يبدأ بالدخول له بخوف؛ لأنه حينما يدخل يعلم تمام العلم بأنه سيخرج بنتيجة مصاحبة لتلك الخلوة ألا وهي صراع جديد قد يحدث بينه وبين زوجته فيدخل إليه مجبوراً ويخرج منه بذاك الصراع الجديد، وهذا سر بُعد الزوج عن زوجته وبغضه لها ولجلوسه في بيته.
علاج نظرة الرجل السلبية لدخوله لكهفه..
على الزوجة أن تعيد الزوج لكهفه بفرح وبمساعدة منها بأن تهيئ له الجو الكامل من السكينة حتى لا يعيد الثقة ببيته وينشأ فيه كهفه من جديد.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.