على الرغم من أنني مناصر لنادي برشلونة ومن النادر أن تفوتني مباراة للنادي الإسباني إلا أنني ليلة الثلاثاء أردت أن أطبق بعض ما أدرسه في الجامعة من نظريات فقررت التفكير خارج الصندوق والخروج من مربع برشلونة ريال مدريد ميسي كريستيانو رونالدو ففضلت مشاهدة مباراة مانشستر سيتي ليفربول بدلا من مباراة برشلونة روما وهذا لسببين أولا اعتقدت أن مباراة البارصا محسومة بالنظر لنتيجة مباراة الذهاب والتي انتهت لصالح البلوغرانا بفارق مريح .
وثانيا أنه إذا افترضنا حدوث ريمونتادا فستكون في ملعب الإمارات نظرا لقوة نادي مانشستر سيتي وللأسماء التي يمتلكها والمدرب بيب غوارديولا الذي لا يختلف اثنان على عبقريته كلها أسباب جعلتني أرشح المان السيتي للعودة في النتيجة زيادة على كل هذا مباراة الإياب تلعب في مانشستر ما يعطي حظوظا كبيرة لأصحاب الأرض للعودة في النتيجة على الرغم من الخسارة الكبيرة والمفاجئة في مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة.
لكن ما حدث هو العكس فمن المستحيل أن نتنبأ ما سيحدث في مباراة كرة القدم لأنها ليست علوما دقيقة روما الذي كنت اعتقد انه ودع البطولة قلب الطاولة على البارصا وحقق ريمونتادا تاريخية وليفربول جدد فوزه على السيتي ما حدث في تلك الليلة يمكن وصفه بعبارة واحدة غير معقول. الجميع انتظر ريمونتادا في ملعب الإمارات فحدثت في الأولمبيكو فكيف انقلبت الأمور في تلك الليلة.
ضبطت جهاز الإستقبال على القناة التي ستبث مباراة السيتي ليفربول وكنت متحمسا جدا لهذه المباراة كنت أتوقع عودة قوية من أبناء غوارديولا ومع الهدف الأول الذي سجل في الدقيقة 2 عن طريق اللاعب JESUS شعرت بسعادة كبير وازداد أملي بأن توقعاتي ستحدث فعلا وأنني أمام ريمونتادا جديدة. لكن هذه الإثارة والاندفاع سرعان ما بدأ يزول تدريجيا مع مرور الدقائق إلى غاية نهاية الشوط الأول.
ومع بداية الشوط الثاني حدث أسوء سيناريو ممكن أن يحدث في هذه المباراة بالنسبة لي هجمة مرتدة بقيادة المتألق محمد صلاح تنتهي بهدف يقضي على كل آمال في العودة في النتيجة لأن المهمة أصبحت تسجيل 5 أهداف كاملة للتأهل وهو الأمر شبه المستحيل. هنا تيقنت أنه علي العودة سريعا لمباراة برشلونة ومشاهدة ما يحدث هناك وكان هذا بالضبط في الدقيقة الـ 60 غيرت إلى قناة المباراة لأتفاجأ بالنتيجة المدونة على الشاشة 2-0 لصالح الذئاب لم أصدق ما يحدث ما هذا كيف حدث لا أدري.
بدأت أتابع المباراة وكلي ندم لأنه على ما يبدو هذه هي مباراة القمة وهي التي كانت تستحق المشاهدة ندمت على دقيقة ضاعت من هذه المباراة. مع مرور الوقت بدأت أشعر أن النادي الكتالوني ليس على ما يرام وأن الأمور سيئة للغاية فريق دون روح دون إرادة وتفوق واضح من الإيطاليين في جميع الجوانب .كنت أنتظر الهدف الثالث في أي دقيقة لأن نادي روما كثف حملاته على مرمى تيرشتيغن إلى غاية الدقيقة 83 عندما سجل الهدف القاتل اللاعب MANULAS.
التراجع الكبير في مستوى نادي برشلونة في المباريات الأخيرة كانت بمثابة قنبلة موقوتة وستنفجر في أي وقت وهو ما حدث ليلة الثلاثاء كان هناك خلل ما يدعو للقلق من الممكن الإرهاق أو إشراك بعض اللاعبين غير الجاهزين مثل سيميدو الذي قدم مباراة جد سيئة وأيضا الإصرار على إقحام غوميز اللاعب الذي لم ثبت لحد الآن أنه سيتحق اللعب وعدم إشراك باولينو دنيس سواريز على الرغم من أنهما يقدمان مستويات جيدة.
وفي الأخير ما يمكن قوله أنه قبل أسبوع من الآن بعد خسارة اليوفي بثلاثية نظيفة في تورينو وخسارة روما الثقيلة ضد البارصا كان أسبوعا مخيبا للكرة الإيطالية آنذاك كان من الصعب بل من المستحيل توقع التأهل حتى أن الصحافة الإيطالية لم تتجرأ على ذكر مصطلح الريمونتادا بل كان أغلب مناصري برشلونة يتكلمون على قرعة النصف النهائي والرغبة في مواجهة ريال مدريد في كلاسيكو أوربي. لكن ما حدث ليلة الثلاثاء غير معقول ما حدث هو معجزة لا أحد توقع عودة روما لا أحد توقع فوز روما لا أحد توقع ريمونتادا جديدة ودرس جديد تعلمناه أنه لا مستحيل في كرة القدم. أعتقد أن هذه المباراة ستكون أفضل مباراة في تاريخ AS ROMA وستكون بمثابة الحكاية التي ستروى الأجيال القادمة.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.