بدايةً قبل أن تقرأ إذا أردت التعليق بالاعتراض، يجب أن تسأل محامياً يعمل بقضايا محكمة الأسرة وترجع إليه في الأمر.
لكي تتزوج وتعيش رجلاً في بيتك فمطلوب منك أشياء كثيرة، أنا اليوم سأكلمك عن شيء منها، ولكنه مهم جداً جداً.
لكي تعيش رجلاً، عندما تقرر الزواج وتذهب للتقدم لخطبة إحداهن، يجب أن تعلم أنك في أي وقت ستقوم بدفع أموال "القائمة" -وهي عُرف عند المصريين ورقة يقوم الزوج بالإمضاء عليها تتضمن أثاث المنزل كله ويكون من حق الزوجة عند الطلاق- إذا وجدت أنك لن تكون قادراً على دفع أموال هذه القائمة، لا تكتبها منا الأساس مهما حدث.
قُم بتجهيز منزلك وبيتك على قدر إمكانياتك، أحضِر لزوجتك شبكة الذهب تكون قيّمة، على أساس أن هذا هو مهرها، أو أعطِها المهر "أموال كاش"، لكن لا تكتب قائمة، طالما أنك لن تكون قادراً على دفعها إذا رفعت زوجتك قضية عليك في يوم من الأيام للطلاق، ستقول لي: مَن ترضى بذلك؟.. اصبر حتى آخر المقال.
القائمة وسيلة لإذلال الزوج، فكرتها من الأساس لهذا السبب، ولذلك ستجد آباء كثراً يرفضون المهر المعجّل ويتمسكون بالقائمة، ويقول لك بخبث: احتفظ بأموالك تنفعك في حياتكم بعد الزواج، ثم إننا نريد كتابة القائمة حتى نضمن حق البنت ليس أكثر.
إذاً ماذا يحصل؟.. حضرتك ستكتب قائمة بـ100 ألف جنيه، بعد سنة من الزواج يحدث خلاف طبيعي بينك وبين زوجتك، أهلها أحياناً يكونون سيئين، يعرضون عليها أن تترك منزل الزوج وتذهب إليهم وهم سيتولون تأديبك.
تترك هي المنزل ولا تكون لك أي سلطة على زوجتك، بعد شهر تجد مرفوعاً عليك قضية تبديد في المحكمة، وتكون مهدداً بالحبس، إما تعرض أثاث المنزل أمام قسم الشرطة، أو تدفع قيمة القائمة المتفق عليها، أو سيتم سجنك.
أنت وقتها ستختار أن تعرض أثاث منزلك، ستأتي بسيارة تنقله وطبعاً هناك أشياء تتعرض للكسر، ويذهب الأثاث أمام قسم الشرطة، تأتي الزوجة وترى الأثاث وتنكر أنه أثاثها، تضطر أن تأخذ الأثاث مرة ثانية للمنزل، والزوجة وأهلها ما زالوا واقفين أمام القسم ينظرون إليك بشماتة.
أنت وحظك إما يقول الخبير إن هذا الأثاث مطابق للقائمة، أو تأخذ حكماً بالسجن وتذهب تقبّل قدم زوجتك أمام الجميع وتقبل بشروطها وتعيش باقي عمرك خاضعاً لها.
ستقول لي: لا لا يا حسام أنا والد خطيبتي محترم جداً، سأجيبك بأن جميعهم يقولون هذا في البداية، و"الكلام الحلو بيتحول" مثل ما قال عمرو دياب.
لا تجعل لهفتك على الزواج ورغباتك المكبوتة توقعك وقعة تندم بسببها، هناك الكثير مما أعرفهم ويتابعوني، حدث معهم ذلك، وهذا ما يحصل مع 90% من الخلافات الزوجية التي تصل للمحاكم واسأل محامين عن ذلك.
فكّر جيداً وصلّ على الرسول محمد، إما أن تكتب قائمة وتحتفظ بأموالها تحسباً لأي شيء من هذا يحدث، أو لا تكتب.
هناك نساء طيبات كثيرات، يمكن أن تدفع لهن مهراً حسب إمكانياتك وسترضى بذلك، يمكنك أن تتزوج من امرأة فقيرة تسكن بالعشوائيات سترضى بذلك، أو يمكنك أن تتزوج أجنبية مسلمة لن تطلب منك كل هذا.
الشرع أعطاك القوامة بالإنفاق، أنفق على قدر إمكانياتك، لا تجعل زوجتك تشارك أو تدفع معك في تجهيز المنزل بأي شيء، أعطها مهرها معجّلاً، لكن لا تخسر قوامتك بقائمة المنقولات؛ لأن القائمة ليست لضمان حق الزوجة، كما يقولون، إنما لتهديد الزوج.
نعم أعرف أن الزوجة تشارك في تجهيز منزل الزوجية وتدفع أموالاً مثل الرجل، وهذا يكتب في القائمة، وأنا أقول للزوج: لا تجعل زوجتك تدفع أي شيء معك، بل أعطها المهر والمال في البداية، وجهّز أنت على قدر إمكانياتك.
طبعاً بعد ما كتبت هذا الكلام على حسابي في فيسبوك، أقول للرجل: جهّز منزلك ولا تجعل الزوجة وأهلها يدفعون شيئاً، ولا تكتب قائمة، أو اكتب لكن يجب أن يكون معك المبلغ وتحتفظ به، فوجئت بأن النساء أنفسهن اعترضوا عليه!
الاعتراضات على فكرتي كانت عجيبة، منهم من قال لي: "أنت توعيهم؟ نحن نريد ورقة ضغط على الزوج إذا اكتشفنا أن سيئ، نريد أن نسجنه وقت ما نحتاج، لا نريد مهراً معجلاً، سندفع ونشارك في تجهيز الأثاث، ولكن هو يمضي على القائمة، نحن نحب أن ندفع لكن لا تقول للشباب ذلك، اتركهم يكتبون القائمة".
أنا أريد أن أقول لكم حقائق صادمة: إذا أخدتِ مهرك معجلاً وأراد الزوج أن يطلقك فهو حر، في الإسلام لا يوجد شيء اسمه سنربط الزوج بالتهديد، والمسألة أصلاً موزونة، الرجل الذي يطلق وأولاده يكونون في حضانة الأم، هو يخسر شيئاً أهم من أموال الدنيا، خصوصاً في بلد قانونه يمنع ابنه يبات معه ليلة واحدة ولو مرة بالشهر.
الحقيقة الصادمة الثانية لا يوجد شيء اسمه وأنا ما الذي يضمن مستقبلي بعد الطلاق؟ هو ليس ملزماً بتأمين مستقبلك بمبلغ كبير تعيشين به خمس سنوات، والدك هو الملزم بالصرف عليكِ.
روابط لفيديوهات مهمة يمكنك الاطلاع عليها تخص الأمر:
الفيديو الأول
الفيديو الثاني
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.