في رحلتي للبحث عن كل ما يخص الأطفال، وخاصةً طرق التفكير للسن الصغيرة، وجدت ما يسمى مبدأ السبب والنتيجة. قد يكون البعض قرأ عنها مقالات مصغرة أو في نقاط سريعة، ولكنني مع التعمق فيها وجدت أشياء مثيرة للدهشة بالنسبة لي، فالطفل الوليد في رحلة استكشافية من يوم الميلاد.
يكتشف الصغير من يوم الميلاد ومن خلال أفعال بسيطة مدهشة، أن له تأثيراً على العالم. ببساطة، في يوم من الأيام يحرّك قدمَيه بخبطات على السرير أو الغطاء، فيكتشف أنه هو السبب في أن الغطاء قد تحرّك، فيبدأ بسعادة يكرر الفعل نفسه؛ ليدرك فقط أنه باستطاعته تحريك الأشياء.
من خلال البكاء، يفهم أنه عندما يبكي تأتي والدته لتحضنه، فيشعر بالأمان في هذا العالم الغريب والجديد، أو يبكي فتأتي والدته لترضعه، وهذا يعني بالنسبة له أن احتياجاته ستلبَّى.
أيضاً قد يلعب بلعبة؛ ليكتشف أنها مع الاهتزاز تصدر أصواتاً ونغمات معيَّنة.
يوقع الأكل على الأرض؛ ليكتشف أنها تترك بقعة ملونة شكلها مضحك.
سيستطيع أن يرى أشعة الشمس على الحوائط، وقد يحاول أن يمسكها ليكتشف أنها مجرد صور ليس أكثر.
أيضاً، قد يحاول أن يشد الأشكال المرسومة على السجاد، ويكتشف أنها أشكال وصور. حين نلعب معه بلعبة "السي سو" سيكتشف من خلال مبدأ السبب والنتيجة، أن الوزن هو المحرك الأساسي لهذه اللعبة.
مبدأ السبب والنتيجة
نتكلم هنا عن طريقة تعلُّم الطفل من أول يوم ميلاد له. على الرغم من أننا نراه ببساطهٍ لا يفهم أي شيء، فإن قدراته تتطور بسرعة كبيرة ولديه قدرة كبيرة على التعلم.
في عمر الشهرين
الباحثون في جامعة كاليفورنيا اكتشفوا أن الأطفال حينما يضربون شيئاً بأرجلهم ويتحرك، يفهمون وقتها أن الرفس هو طريقهم لتحريك الأشياء. كما أن الأطفال في هذا العمر يستطيعون تفسير تعبيرات الوجه والأصوات والإيماءات. فالطفل بإمكانهم حينئذ أن يفهم أنه حين يبتسم، فإن ماما تبتسم هي الأخرى، ولما تصدر صوتاً، فإن بابا أيضاً يصدر صوتاً.
من 3 إلى 4 أشهر
في دراسة حديثة على الأطفال الرضَّع من عمر 3 أشهر، أحضروا لهم صور حيوانات وردّدوا أمامهم أسماء الحيوانات مرة بصوت الإنسان ومرة ثانية بصوت الكمبيوتر، فاكتشفوا أن الاستجابة مختلفة تماماً عند الأطفال. وطبعاً، هذا الأمر كان مدهشاً جداً؛ لأن هذا معناه أن الأطفال لديهم طريقة تعلُّم مختلفة، ومعناه أيضاً أن الطفل يستطيع أن يتعلم كثيراً جداً من خلال استماعه للوالدين.
طريقة "جلين دومان" لتعليم الأطفال القراءة تبدأ من هذا العمر، غير أن تجربتي الشخصية مع ابني، وعمره يتراوح بين 6 أو 7 أشهر، كنت أحضر كتباً بها صور حيوانات، وبدأ يستجيب لما أقوله حين أسأله: أين الأسد، أو البطة، أو أي نوع من الحيوانات؟ لكن للأسف لم أكمل ما بدأته معه!
سن 4 أشهر
من لحظة الميلاد، يركز الطفل بعناية مع الأصوات، لكن من عمر 4 أشهر يبدأ التركيز مع سماع اسمه. في هذه المرحلة، حاولوا أن تتحدثوا معهم وتكوّنوا جُملاً كثيرة مفيدة من أسمائهم، ستساعد هذه الطريقة في تكوين الحصيلة اللغوية لديهم.
من 6 إلى 12 شهراً
أطفال هذه السن يتمتعون بإحساس عالٍ جداً في المعاملات الاجتماعية.
الأبحاث وجدت أن الأطفال عندهم القدرة على التمييز بين عدم رغبتك في إعطائه لعبة مُعينة، وعدم قدرتك على إعطائه اللعبة نفسها. وعندما أُجريت الاختبارات على مجموعة من أطفال هذه المرحلة وجد الباحثون استجابة مختلفة كل مرة.
سن 9 أشهر
وجد الباحثون أن أطفال هذه المرحلة يرسلون إيماءات معينة (يشاور، يهز رأسه بعلامة الرفض، يقول باي باى). وبإمكانكِ في المرحلة أن تشغلي لطفلك أغاني لها علاقة بأسماء الجسم (اليد والقدم وغيرهما)، وتخبريه بأعضاء جسمه، في محادثة مرحة بينكما وأنت تبدلين ملابسه، وقتها سيفهمك جداً.
سن 12 شهراً
هذه السن المناسبة جداً؛ إذ إن الطفل حينما يشير إلى شيء فمعنى إشارته أنه يحاول أن يعبّر عن رغبة معينة، لكنه لا يستطيع، فحاولي دائماً أن تكوّني معه جُملاً سريعة عن هذا الشيء.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.