كيف تُعلمي طفلك البدء في استخدام الحمام؟.. تجربتي مع ابنتي

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/01 الساعة 13:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/01 الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش

لأن المثل يقول "اسأل مجرِّب ولا تسأل طبيب"، قررت أن أشارككم خبرتي في تعليم ابنتي الكبرى استعمال الحمام، وستساعد -إن شاء الله- في توضيح الكثير من الأمور.

أول شيء تعلمته في هذا الموضوع:

لا تنصاعي لضغوط المحيطين حولك

نعم -عزيزتي- لأنك ستقابلين الكثير من السيدات والجدات و"الطنطات" اللاتي سيردِّدن على أسماعك كلاماً مثل "ده أنا كنت ببدأ مع أولادي من سن 40 يوم"، "إيه ده! بنتك كبيرة قوي! هي لسه؟!"، "إنتي مالك كسلانة معاها كده ليه؟!"، والكثير غيره. لا تتأثري بكلام أحد، فالأمر لا يعني أحداً سواك أنتِ وابنك أو ابنتك.

إذاً، ما السن المناسبة لبدء تعليم استخدام الحمام لطفلك؟ الحقيقة أن هذا أمر تحددينه من خلال ملاحظتك قدرة ابنك ومن خلال التجربة، فقد جربت -على سبيل المثال- أن أبدأ التمرين مع ابنتي في عمر عام ونصف العام (انصياعاً للضغوط!)، وفشلت فشلاً ذريعاً، وتركنا وراء هذه التجربة خسائر فادحة من بقع على كراسيّ السفرة! أعدت التجربة مرة أخرى عند سن عامين ثم عامين وشهرين ثم عامين و4 أشهر (4 تجارب)، وكانت الأخيرة هي الأنجح، حيث تمت العملية بسلام خلال 3 أيام!

ثانياً: اختاري التوقيت المناسب وهو فصل الصيف

نعم، العديد من المواقع وربما الكتب ستقول لك إن بإمكانك تعليم ابنك استخدام الحمام في أي فصل من فصول السنة، لكن التجربة العملية أثبتت فشل هذا الأمر، لماذا؟

1- لأن الطفل لا يستطيع التحكم في البول بالجو البارد بالقدر نفسه في الجو الحار؛ ومن ثم ستكون نسبة وقوع الحوادث مرتفعة، بدرجة كفيلة أن تفسد العلاقة بينك وبين ابنك.

2- أن التدريب على الحمام يتطلب دخول الطفل الحمام مرات عديدة على مدار اليوم (بمعدل كل ساعة في البداية)؛ ومن ثم سيخلع ثيابه عدة مرات، مما يجعله معرَّضاً لأمراض البرد والتهاب الحلق، وغيرها من أمراض الشتاء.

3- الملابس المتسخة ستأخذ وقتاً أطول لتجف (إلا إذا كان لديك مجفف ملابس)، وأيضاً الأرض المتسخة ستأخذ وقتاً أطول بعد مسحك إياها لتجف، وستحتاجين أيضاً إلى إزالة السجاد من غرفة المعيشة في أثناء فترة التدريب، وكل هذه الأمور لا تتناسب مع فصل الشتاء والبرد القارس.

ثالثاً: كوني مستعدة

عليكِ أن تتجهزي وتعدّي العدة لهذا الأمر، تأكدي أن لديك في المنزل:

1- جردلاً وممسحة، سواء كانت "الشرشوبة" أو غيرها.

2- مطهراً وصابون الأرضيات؛ حيث إنك ستستخدمينه كثيراً لمسح الحوادث خلال فترة التمرين.

3- مقعد التواليت للأطفال، حيث يمنع سقوط الأطفال داخل التواليت، ولا أحب البوتي الصغير الذي يوضع على الأرض؛ بل أفضل أن يكون التمرين مباشرة على التواليت؛ لتوافر المياه "للتشطيف"، كما أنه أسهل من أن يعتاد الطفل علي البوتي أولاً، ثم تقومي بنقله للتواليت الطبيعي فيحتاج فترة أخرى كي يتقبل الفكرة.

4- بوتي للسيارة وبعض الأمهات تستخدم برطماناً للأولاد (الذكور)؛ تحسباً لاحتياج الطفل للتبول في أثناء ركوب السيارة.

5- إذا كنت تعملين يستحسن أن تأخذي إجازةً مدتها أسبوع، وإذا كنت لا تعملين فتوقعي أنك ستحتاجين أسبوعاً من المكوث في المنزل، حيث يصعب الخروج بالطفل في الفترة الأولى للتدريب.

6- بعض الناس تستخدم ملابس داخلية مصنوعة من المشمع؛ لتقليل حجم الخسائر، وفي الوقت نفسه تجعل الطفل يشعر بالانزعاج، فيكره تكرار الحادثة ويفضل استخدام التواليت.

7- مشمع للسرير؛ حفاظاً على المَرتبة! ويفضل النوع المكون من طبقتين؛ طبقة من المشمع وطبقة من خامة مشابهة للفوط، حيث إنها تكون أكثر راحة عند فرشها على السرير تحت الملاءة المعتادة، وهو متوافر في محال المراتب المعروفة، مثل "كومفورت".

8- عدد مناسب من الغيارات الداخلية، وطبعاً مسحوق الغسيل؛ حتى يتسنى لك الغسيل المستمر.

رابعاً: Divide And Conquer أو قسِّمي واهزمي!

نعم، لقد قمت بتقسيم التدريب إلى 3 مراحل:

1- المرحلة الأولى مرحلة الفهم والتعارف: كنت أترك ابنتي ترتدي الحفاضة طوال اليوم كالمعتاد، ولكن بدأت أصطحبها مرة أو مرتين يومياً إلى التواليت وأخلع لها الحفاضة وأُجلسها عليه حتى تفهم "ماذا نفعل هنا" في التواليت وتتعرف عليه ولا تخاف السقوط بداخله، وانتقلت إلى المرحلة الثانية بعدما أصبحت تفهم وتستطيع استخدام التواليت.

2- المرحلة الثانية وهي مرحلة التواليت فقط: كان همي في هذه المرحلة أن تفهم أنه لا يصح أن تقضي حاجتها إلا في التواليت، وتوصيل لها مفهوم التواليت "فقط"؛ ومن ثم كانت ابنتي لا ترتدي الحفاضات طوال النهار، وأقوم بإدخالها الحمام فوراً عند الاستيقاظ وأصطحبها كل ساعة إلى التواليت، فإذا لم "تعمل" اصطحبها كل نصف ساعة حتى "تعمل"، وكذلك أصطحبها إلى التواليت قبل النوم ثم أقوم بإلباسها الحفاضة.

3- بعدما أتقنت ابنتي -بنسبة ما- السيطرة على نفسها بالنهار واستمر الموضوع أكثر من شهر، قمت بالتخلي عن الحفاضة ليلاً، ولكن يجب أن أدخلها الحمام مرة قبل أن تنام ومرة في منتصف الليل مع مراعاة التحكم في كمية المياه التي تشربها ليلاً قبل النوم.

4- تم!

خامساً: ممنوعات ومعلومات!

هناك عدد من الممنوعات في أثناء فترة التدريب مثل:

1- العقاب والضرب والصراخ.

2- الاستعجال على النتائج.

3- التململ أمام الطفل.

4- مقارنة الطفل بأي طفل آخر أو حتى بإخوته، فهناك أطفال أسرع في التعلم عن الباقين، فلا تظلمي ابنك.

وهناك أيضاً بعض الملاحظات:

  • من أساليب التشجيع، قراءة القصص التي تتحدث عن التدريب على استخدام الحمام مع ابنك، ومن الممكن طباعة بعض الصور من على الإنترنت وإعطاؤها لابنك ليقوم بتلوينها. 
  • يستحسن عدم إعطاء الطفل حلوي وما شابه في حالة التحسن أو المحاولات الناجحة؛ لأضرارها الصحية والتربوية، ويمكنك استبدال هذا بقُبلة أو كلمة طيبة أو تشجيع؛ فهذا له عظيم الأثر على نفس الطفل، ويمكنك في مرحلة متقدمة أن تجعلي هذا التشجيع عندما يعبِّر الطفل عن حاجته للحمام وليس على مجرد عمله في التواليت. 
  • من المتوقع ومن الطبيعي جداً بعد عدة أشهر من إنهاء عملية التدريب تماماً، حدوث الانتكاس والكثير من الحوادث غير المبررة، وقد تشعرين بأن عقارب الساعة قد عادت إلى الوراء، ولكن لا تقلقي؛ إنها مرحلة وستمر، ويجب عليكِ أن تتأكدي أن هذا الانتكاس ليس له أسباب أخرى؛ مثل الحالة النفسية للطفل أو الشعور بالبرد.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
سارة طاهر
متخصصة سيو
تحميل المزيد