حاولت كتابة هذه الخواطر منذ زمن طويل، وكلما حاولت أن أخطّ بعضَ ما يجول في خاطري تزدحم الأفكار في خلدي، وتضيع قدرتي على وضع الألفاظ في أماكنها، لا أقدر على ترجمة هذه المعاني الحائرة، أحسبها تقف في قلبي في شدة الحب والغياب لا تجد لها شطاً ولا سفينة، لم أكن أعرف أن الكتابة عن بعض الأشخاص تكتنفها كل تلك الصعوبات، وأنا ما قررت وصفاً، ولا رمت قصصاً، بل هي بعض ملامح الذاكرة أجتهد في تحويلها أو نظمها، في إطارٍ واضح من الكلمات، أوَليس من البرّ أن أكتب عن أمي؟!
لا ريب أن الأمّ وما تذرفه لأولادها من عمر وجهد وتضحية، نموذجٌ دائم الوجود والحضور في حياتنا، وهي تضحية عظيمة نعاينها مع كل نفسٍ لها، عطاءٌ واضح لدرجة أننا نغفل عنه، فلم نعد نلتفت إليه كثيراً، إلا في مواسم يغلب عليها التفاعل الآلي ليس أكثر.
الأمّ، هي تلك الشخصية الاستثنائيّة في حياة كلٍّ منا، هي ذلك الطود الشامخ، والظل الوارف، هي هدأة الليل، ونسيم الصبا، هي تلك الرقة التي تحوطنا، هي كما قال الشاعر وأكثر:
كل النّاس يا أمّي مياهٌ *** ووحدك زمزمٌ تروي فؤادي
"لقد رأيت قلبي، قبل أن تراك عيناي".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات عربي بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.