الجيل الجديد من المعلِّقين الرياضيين

وبالحديث عن القنوات الرياضية في العالم العربي، وجب التطرق إلى ظاهرة "التعليق" على المباريات التي تشهد منافسة بين المحطات التلفزية حول من سيقدم منتوجاً يروق للمتتبع؛ إذ بغضّ النظر عن دور هذا "المعلّق" في وصف مجريات اللقاء وتقديم معلومات للمشاهد وكسب ثقته، لا يسلم هؤلاء من بعض الزلات والهفوات المهنية التي تفقدهم توازنهم وتؤدي بهم إلى خلق جدل داخل الأوساط الرياضية.

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/17 الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/17 الساعة 09:22 بتوقيت غرينتش

تعد رياضة كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية وانتشاراً في العالم، فالإحصائيات تشير إلى أن عدد الممارسين يصل إلى 250 مليون لاعب في أزيد من 200 دولة في أرجاء المعمورة؛ ما يجعلها إحدى أكثر الرياضات تأثيراً في المجتمع، بحكم أن المباريات صارت تستأثر باهتمام جميع الفئات الاجتماعية حتى أصبحت شكلاً من أشكال وسائل الترفيه خاصة في نهاية الأسبوع.

وفي سعيها إلى تطوير منتوج كرة القدم، سارعت العديد من الدول المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي للعبة FIFA إلى إنشاء ملاعب وتجهيز مرافق رياضية، سواء كان ذلك طمعاً في احتضان منافسة إقليمية أو دولية، أو فقط بتوصيات من الاتحاد المذكور، حتى يصل صيت الرياضة لأكبر عدد من ساكنة العالم.

وتواكب عملية ترقية لعبة كرة القدم ازدهار الإعلام الرياضي بأصنافه المختلفة، الذي لم يعد يقتصر دوره في نشر الثقافة الرياضية في المجتمع فحسب، وإنما يعود له الفضل في إشهار اللعبة والزيادة في انتشارها.

ورغم الاحتكار الذي فرضته الشركات الناقلة للمباريات في السنوات الأخيرة، خاصة بالعالم العربي، فإن ذلك لم يؤثر على شغف الجماهير التي تسارع إلى مشاهدة نواديها المفضلة والاستمتاع بمهارات لاعبيها المؤثرين عبر الشاشة.

وبالحديث عن القنوات الرياضية في العالم العربي، وجب التطرق إلى ظاهرة "التعليق" على المباريات التي تشهد منافسة بين المحطات التلفزية حول من سيقدم منتوجاً يروق للمتتبع؛ إذ بغضّ النظر عن دور هذا "المعلّق" في وصف مجريات اللقاء وتقديم معلومات للمشاهد وكسب ثقته، لا يسلم هؤلاء من بعض الزلات والهفوات المهنية التي تفقدهم توازنهم وتؤدي بهم إلى خلق جدل داخل الأوساط الرياضية.

فقد اعتذر معلق قناة "MBC PRO" أحمد النفيسة على خطئه حينما صرخ "ينصر دينك يا شيخ.." لما سجل لاعب النصر السعودي فيكتور أيالا هدفاً، بحيث اعتبرته الجماهير تداخلاً بين ما هو ديني وما هو رياضي.. وفي إحدى مباريات كأس تونس، تعرض المعلق نبيل خيرات لوابل من الانتقادات حينما وصف أحد اللاعبين من ذوي البشرة السوداء بـ"الوصيف"، الذي يعني العبد أو الرقّ بالعامية التونسية.

كما أوقفت قناة رياضية عراقية أحد معلّقيها وذلك بسبب إساءته لحكم المباراة التي جمعت المنتخب العراقي ضد نظيره السعودي في نهائي كأس الخليج 21، بعدما بالغ في شتمه وهو ما اعتبرته القناة تنافياً مع أخلاقيات المهنة.

جماهير الرجاء الرياضي بالمغرب تؤاخذ معلقاً بإحدى القنوات الرياضية القطرية بكونه يتدخل في شؤون ناديها وتتهمه باستغلال منبر القناة لتقزيم تاريخ النادي مع تمرير رسائل لمنتقديه من جماهير هذا النادي التي سبق لها أن كالت له العديد من رسائل التوبيخ واللوم على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي.

إن صعوبة مهمة الواصف الرياضي تتجلى بالأساس في طريقة التزام الحياد والموضوعية، وعدم إظهار تعاطفه مع فريق على حساب آخر، إضافة إلى محاولة إرضاء ذوق الجمهور الذي ينتظر معلومات عن المباراة، مع إضفاء مزيد من الحماسة عليها، والابتعاد عن كل ما من شأنه خلق الجدل؛ حتى يكون مستوى التعليق أكثر رُقياً للحاق بركب الدول الرائدة في هذا المجال.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد