“احتراف” اللاعبين السعوديين في “الليغا”.. كيف كان مجرد “مقلب”؟

أية "احترافية " تلك في الزج بهؤلاء اللاعبين في فترة لا تتعدى 6 أشهر قبل المحك العالمي في غياب "ضمانات"، مع العلم أن أي متتبع عادي يعرف أن اللاعب السعودي، وحتى العربي إجمالاً، باستثناء "المغرب العربي" وبعض الأسماء المصرية حالياً يعانون صعوبات في "الاندماج"، ولاعبو الخليج أصلاً متعودون "الترف" والعيش تحت "كذبة النجومية المزيفة"، فكيف سيتكيفون مع القارة العجوز ونظامها الصارم في فترة محدودة وقبل المونديال بالذات؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/17 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/17 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش

تمر الأسابيع وتمضي ولا أثر لأولئك اللاعبين السعوديين الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس فترة من الزمن، لا سيما بعد "الحملة الدعائية" الضخمة التي تبنّتها "هيئة الرياضة السعودية" ورئيسها الذي يتفنن في كسر كل "الأصول" المتبعة عالمياً، ويكشف أنه بالفعل لا يجمعه بهذا المجال غير "الخير والإحسان".

9 لاعبين جرى "انتقاؤهم " (ما زلنا نجهل على أي أساس، ومن يتحكم في هذا الموضوع، ولماذا؟)، وتم "الاحتفاء" بانتقالهم صوب البطولة الإسبانية "الليغا" بعد "توقيع اتفاقيات" مع بعض الأندية على غرار "فيا ريال" (الفريق الأول والثاني)، بالإضافة إلى "ليغانيس" و"بلد الوليد" و"سبورتينغ خيخون" و"رايو فايكانو"؛ من أجل "إقناعها" بضم هؤلاء اللاعبين (مع العلم أنها استفادت مادياً في سابقة فريدة من نوعها)، والسبب -كما قيل في السعودية- هو "تأهيلهم وزيادة فرص تأقلمهم قبل المونديال".

ولنفترض أننا سلمنا بهذا "المنطق الأعوج"، أليس من المهم أن نسأل اليوم: أين اختفى هؤلاء اللاعبون بعد مرور كل هذه الفترة؟ ولماذا لم يتمكن أي منهم من لعب دقيقة واحد فقط أو حتى الجلوس في مقاعد البدلاء كأضعف الإيمان؟

بل إن الطامة الكبرى أن هؤلاء اللاعبين تحولوا إلى مادة دسمة للإعلام الإسباني، الذي لا يتوانى عن "السخرية" من هذا "المشروع الفاشل" للسعوديين، والرابح قطعاً هو الأندية التي لم تقدم وعوداً على الإطلاق واكتفت بالاستفادة المادية، و"يا دار ما دخلك شر".

الآن، وبعد أن أضحت كأس العالم على الأبواب، نتساءل: لماذا ما زال البعض "خائفاً" ومتوجساً من الجهر بالحقيقة بأن "اللاعبين" ومعهم الجمهور السعودي والأهم "أكلوا المقلب"؟

هذا دون إغفال أن المنتخب ومعه حتى الأندية التي يمارس فيها هؤلاء اللاعبون وكانوا "نجوماً" فيها على غرار "يحيى الشهري" مع "النصر"، و"سالم الدوسري" مع "الهلال"، وفهد المولد مع "الاتحاد"، تكبدوا "خسائر" بالجملة؛ فلا هم لعبوا وحققوا الغرض المطلوب ولا عادوا بالنفع على "الأخضر"؛ بل العكس فقدوا التنافسية واكتفوا بالتدريبات لا أقل ولا أكثر، وهذا ما سيضر بمصالح المنتخب في كأس العالم حتماً.

أية "احترافية " تلك في الزج بهؤلاء اللاعبين في فترة لا تتعدى 6 أشهر قبل المحك العالمي في غياب "ضمانات"، مع العلم أن أي متتبع عادي يعرف أن اللاعب السعودي، وحتى العربي إجمالاً، باستثناء "المغرب العربي" وبعض الأسماء المصرية حالياً يعانون صعوبات في "الاندماج"، ولاعبو الخليج أصلاً متعودون "الترف" والعيش تحت "كذبة النجومية المزيفة"، فكيف سيتكيفون مع القارة العجوز ونظامها الصارم في فترة محدودة وقبل المونديال بالذات؟

كما لا يبدو منطقياً تجاهل نقطة أخرى مهمة في هذا السياق، تهم "الوهم" الذي شُيد أمام الجمهور السعودي الذي "اجتاح" صفحات تلك الأندية الإسبانية ظناً منه أن لاعبيه فعلاً سينالون الرسمية وينافسون في "الليغا" أسوة بالآخرين، قبل أن يستبد بهم "اليأس" في الأيام الأخيرة؛ لأن فترة الانتظار طالت وتجاوزت كل الحدود.

لا بد من "التعقل" والاحتكام للعقل والمنطق في أمور محسومة بدلاً من الانسياق وراء العواطف والكلام المعلّب، وها هي النتيجة تبدو جد مكلفة، ولهذا يجب فعلاً أن يحاسَب كل المسيئين إلى الكرة السعودية..

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد