ماذا تعلَّمتُ من فقدان شَعري في العشرينيات من عمري؟

كان عمري نحو 22 سنة عندما بدأتُ أشعر بتناقص كثافة شعري، وكان طويلاً جداً حينذاك، وكنت أصبغه باللون الأسود كل بضعة أشهر، مثلما كان شائعاً في العصر الذهبي لميغان فوكس، لكن ما لم ألتفت إليه من قبلُ، هو التناقض الصارخ بين منظر فروة الرأس البيضاء عندما تواجه الشعر شديد السواد.

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/16 الساعة 10:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/16 الساعة 10:47 بتوقيت غرينتش

تعلَّمنا منذ نعومة أظافرنا، أن شعرنا هو تاجنا، وشهدنا كيف أن كل شخصية من شخصيات ديزني، عبر التاريخ، تمتعت بشعر غزير، وخُصل تعصف بها الريح، حتى الأشرار لهم نصيبهم، على غرار شعر أورسولا الفضي الهائج.

أول قََصة شَعر على الإطلاق، كانت على يد والدتي. اشتهرتُ بصرخاتي المهولة كلما اقتربت من رأسي أي فرشاة للشَّعر، حتى فاض الأمر بوالدتي، وانتهت -بعد محاولات إقناع ممتازة من قِبلي- إلى قََص شَعري بالكامل (ليس قبل أن تحتفظ بجديلة منه؛ لأن هذا شأن الأمهات كما تعلمون).

ومنذ ذلك الحين، أصبحت علاقتي بشعري أكثر تحرراً. وباستثناء بعض تموُّجات الشعر التي تعود إلى سن المراهقة المبكرة والمتأخرة، اعتدت أن أقص شعري وأصبغه على هواي.

إنه مجرد شعر.. ينمو من جديد!

كان عمري نحو 22 سنة عندما بدأتُ أشعر بتناقص كثافة شعري، وكان طويلاً جداً حينذاك، وكنت أصبغه باللون الأسود كل بضعة أشهر، مثلما كان شائعاً في العصر الذهبي لميغان فوكس، لكن ما لم ألتفت إليه من قبلُ، هو التناقض الصارخ بين منظر فروة الرأس البيضاء عندما تواجه الشعر شديد السواد.

كنتُ في عطلة برفقة صديقٍ عديم الإحساس في تلك الفترة، وسألني لماذا كان شعري خفيفاً جداً! لقد فاجأني بسؤاله إلى درجة لم أجد ما أقوله سوى: "لم أكن أعلم أنه كذلك"، وقيل لي بعد ذلك إن قلة كثافة شعري "ستُنهي علاقتي" بمعظم الرجال من حولي. وبعد بضعة أشهرٍ، أشار لي مصفف شعرٍ، بأن لدي "3 شعرات على رأسي"، كانت سنة الاستيقاظ القاسي.

بلغ مني الضيق والحرج إلى درجة أنني لم أذهب إلى مصففي الشَّعر مدة 6 سنواتٍ، لجأت خلالها إلى أمي ثم زوجي الآن، لقص شعري في المنزل (لا شيء يعزز العلاقة تماماً مثل تجول صديقك في حمامك الصغير؛ للتأكد من أن الجزء السفلي من شعرك مستقيم).

غيرتُ نمط الخط الفاصل بين الشَّعر، واشتريت قدراً هائلاً من الأمصال المغذية، وجربتُ حبوب منع الحمل من مضادات الأندروجين، وتعاطيت جرعة زائدة من الفيتامينات، وغيَّرت حِميتي، وأنفقت الكثير من المال لاقتناء الشامبو DHT والمستحضرات الموضعية وحبوب "المعجزة" التي تؤخذ عن طريق الفم؛ بل وصل بي الحد إلى تجنبُّ التعرض للأضواء الكاشفة أو ضوء الشمس المباشر (قول الشيء أسهل بكثير من فعله، إذا أخذنا في الاعتبار أنني أعيش في بلد لا يحصل إلا على 1493 ساعة من الشمس سنوياً في المتوسط). وفي نهاية المطاف، لا شيء من ذلك أعطى ثماره، وحتى النتائج التي حصلت عليها كانت شديدة الضآلة، ما جعل الأمر مرهقاً ومحبطاً.

إن فقدان الشعر أمرٌ صعبٌ للغاية في حد ذاته، وعندما يقترن بالعمل في مجال يتصدر مظهرك أو مظهر من تعمل على تحسين مظهره، في صدارة المشهد، تشعر وكأنك تبيع الناس الأوهام أو تكذب عليهم. وإذا أضفنا إلى هذا المزيج الحرج، المعايير المرتفعة للجمال والأنوثة، فلا شك في أنك ستشعر مثلي بحالة من الضياع التام والوحدة واليأس.

بعد كفاحي السري مع فقدان الشعر، توقَّف عني الحيض قبل بضع سنوات، فتوجهت إلى الأطباء، أحالني أحدهم إلى زميله الاختصاصي؛ لإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية، حيث كشف وجود كيسات متعددة على المبايض، وشَخَّص حالتي بإصابتي بمرض PCOS (متلازمة المبيض المتعدد الكيسات)، وكان معدل التستوستيرون أعلى 4.6 مرات مما ينبغي أن يكون. ومن بين الآثار الجانبية لذلك، الصلع الوراثي (أو الصلع الذكوري الأندروجيني)، ورغم قسوة سماع خبر إصابتي بهذا المرض، فإنه منحني في الوقت نفسه قدراً من الشعور بالارتياح؛ لأنه أوضح لي سبب فقدان شعري.

وجاء الاكتشاف التالي عندما طُلِب مني المشاركة في حملة حول الشعر والجمال، ولأكن صادقة معكم، كان ذلك أكثر شيء حررني من كل ما مررت به، وحدثتني نفسي في البداية، برفض المشاركة في الحملة، لكن المال، وحاجتي الكامنة إلى إرضاء الآخرين والشعور بالحرج، دفعتني للموافقة في النهاية.
كانت هذه هي اللحظة التي عليَّ أن أعترف فيها علناً بأنني مصابة بداء الصلع الوراثي.

من المدهش أنه لدى سماعهم ذلك، لم يصرخ أحدٌ فزعاً، أو يشير إليَّ أو يضحك مني أو يعتبرني أقل أنوثة من غيري، وباستثناء عدد قليل من النظرات المعبرة عن "الشفقة"، لم يُذكر الأمر مرة أخرى. إن الشعور بالضعف، أمرٌ صعبٌ، إلا أنني أدركت أن هذا الحمل الثقيل الذي كنت أحمله، لم يكن يراه أحد غيري.

الإجهاد لا يساعد في نهاية المطاف، على الإطلاق، وبمجرد أن انفتحت على الغير وتوقفت عن القلق المستمر بشأنه، بدأت أشعر بأن شعري أصبح أفضل بكثير، طبعاً لن يكون كما كان من قبل، لكن أن يكون أفضل، فهذا أمرٌ عظيمٌ.

من المعروف أن الشَّعر الذي يتأثر بمرض الصلع الوراثي، لا ينمو بسرعة كبيرة، ولكن عدم السماح له بالتحكم فيّ وتسيير حياتي، ساعدني بشكل لا يصدَّق، والتحدث عنه منحني إمكانية توسيع معرفتي حول منتجاتٍ، مثل "مينوكسيديل" -أحد المستحضرات القليلة التي منحتني قدراً من مظهر إعادة نمو الشعر- ومادة نانوجين/توبيك، التي تقوي سُمك خصلات الشعر، مما ساعدني كثيراً عندما كان شعري في أسوأ حالاته. يبدو الأمر تافهاً، لكن المعرفة تشكل القوة فعلاً، ونحن السيدات، نتمتع بقوة هائلة.

الأشياء السبعة التي تعلَّمتها:

1. قُل الحقيقة دون الشعور بالخجل، لا تجعل الحرج يشل قدراتك، ويكبل طاقتك، لا أقصد أنه يتعين عليك أن تحدِّث كل من تصادفه، وتحثه على النظر إلى شعرك كم هو خفيف، لكن عليك أن تتعامل معه مثل أي ضرر يصيب الناس، وتحدث عنه بكل صراحة.

2. لا تكن مهووساً، فمن المحتمل جداً أن لا أحد قد لاحظ أصلاً ما يخيفك (قد تكونُ مركز عالمك الخاص، ولكنك لستَ مركزاً للآخرين).

3. لا تنفق أموالاً على علاجات "نمو الشعر المعجزة" باهظة الثمن، فالنتائج ستكون شديدة التواضع بالنسبة للصلع الوراثي، وستكون أكثر إحباطاً عندما تستيقظ بعد 3 أشهر من العلاج، وتلاحظ أنك لم تحصل على الشعر الغزير الذي حلمت به.

4. استثمر في مصفف شعر جيد، حتى لو كان ذلك فقط لتشعر بتحسُّن في وضعك؛ لأن فقدان الشعر أمر قاسٍ.

5. استمع إلى أغنية أنديا آري "أنا لستُ شَعري"، إنها بمثابة نشيد وشعور يؤثر في صميم وجدانك.

6. لا تُخفيه عن شريكك، التستر عنه قد يكون أصعب من إخباره بالأمر، وإذا هاله الأمر وتصرَّف بشكل سلبي، فمعنى ذلك أنه لا يستحق وقتك الثمين.

7. وضعك مثير للشفقة، لكن يجب ألا تطيل المقام في وضع المنكسر، فهناك الكثير مما يمكنك الاستمتاع به في حياتك.

– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد