هل سبق أن شعرتَ أن أشياء كثيرة تنتظر منك أن تنجزها، كل يوم، لكنك لا تملك الوقت الكافي لإنجازها كلها؟ أو تنقصك الطاقة اللازمة لإتمامها كلها؟ في الواقع أكره مثل هذا الشعور، لكن مع ذلك، كلما تقدمت في السن، أدركت أن هذه حقيقة الحياة ولا مفر منها.
يقول دالاس ترافرز، أحد الموَجهين الذين أسترشِد بنصائحهم: "يمكنك القيام بكل الأشياء، لكن لا يمكنك إنجازها كلها في نفس الوقت"، أما أنا أعتبر نفسي بكل تأكيد فتاة من النوع الذي "يريد فعل كل شيء وفي الوقت نفسه"، أريد أن أؤلف كتاباً، وأكتب سيناريو، وأنتج فيلماً، وأطهو طبقاً رائعاً، وكل ذلك في نفس الوقت، وأريدها كلها في القريب العاجل!
ولهذا السبب كان عليّ أن أتمرن بشكل يومي، لأتقِن مهارة تحديد الأشياء المهمة حقاً، وإيجاد طريقة لإنجازها باستمرار، بحيث لا تتعثر مجالات حياتي التي أعطيها الأولوية، وأمضي قدماً في مشوار حياتي بكل حماسة ونشاط.
1- كيفية تحديد ما هو مهم حقاً
في مستهل كل شهر، اجلسْ وأعِد قائمةً طويلةً تتضمن كل الأشياء التي تريد أو يجب أن تنجزها في الثلاثين يوماً القادمة.
قمْ بتوزيع عناصر هذه القائمة إلى فئات، مثل "قائمة المهام الشخصية" و"قائمة مهام العمل" بالنسبة لي، لدي أيضاً فئة أخرى تحمل اسم "قائمة الأعمال الإبداعية"، أدرج فيها كتابة السيناريوهات، وإنتاج الأفلام، وتدريب الممثلين وما إلى ذلك.
ثمة أمرٌ مهم، عندما تُعِد القائمة، لا تغفل أي شيء، كن صارماً في شمل كل ما تفكر فيه، ولا تدع أي أمرٍ يلهيك ويصرف انتباهك عن مهمتك.
لقد سمعت أنه يشار إلى هذه العملية باسم "تفريغ الذهن"؛ لأنه يفترض منها تحرير طاقتك العقلية. عندما تستيقظ في منتصف الليل، وتشعر بفكرة تضايقك، مثل هاجس داخلي يصيح "يا للهول! يجب أن أسدد مستحقاتي الضريبية!"، يُمكنك الاسترخاء؛ لأنك أدرجت هذه المسألة في قائمتك الشهرية وحددت لها يوماً للتخلص من هذا العبء.
بعد إتمام إعدادك القائمة الشهرية، يمكنك الرجوع خطوة إلى الخلف وإلقاء نظرة ثاقبة وشاملة، لتحديد الأولويات. قد تعتبر على سبيل المثال أن "عملية المتابعة مع عميل محتمل" أكثر إلحاحاً من "إعادة تنظيم خزانة الملفات الخاصة" وفقاً للوضع المالي الذي أنت فيه في تلك اللحظة.
وعندما يتم وضع كل شيء أمامك، يكون من الأسهل بكثير تحديد الأشياء التي يجب إجراؤها قبل غيرها.
2- كيف يمكنك إنجاز مهام القائمة؟
إحصاء المهام المهمة شيءٌ، أما تنفيذ هذا المهام وإنجازها على أحسن وجه، فشيءٌ آخرٌ تماماً!
قمْ في كل ليلة، بإلقاء نظرة على قائمة المهام الشهرية واختر واحدة أو اثنتين من كل قائمة، المهمة التي تعزم التفرغ لإنجازها في اليوم التالي. فيما يخصني، أحب كثيراً كتابة مهام اليوم على السبورة البيضاء في مكتبي وأتأكد تباعاً من سير الأشياء خلال اليوم بينما أشطِب عليها الواحدة تلو الأخرى بعد تنفيذها.
إن إنشاء قائمة كهذه مفيدٌ حقاً في هذه الأوقات التي أصبح فيها فيسبوك يمتص طاقتك ويصرفها عن جوهر تركيزك. يكون أحياناً مبرراً أخذ قسطٍ من الراحة للتجول عبر فضاء فيسبوك، وأحياناً أخرى، كل ما في الأمر أن مارك زوكربيرغ يسرق منك انتباهك!
3- تذكر، العناية الذاتية مهمة جداً
ملاحظة للتوضيح: من السهل جداً إدراك أن الأشياء الكبيرة أكثر أهمية ولها أولوية بالمقارنة مع الأمور الصغرى، لكن يميل الكثير منا على سبيل المثال، إلى تأجيل التمارين الرياضية، في حين إنها تشكل جزءاً كبيراً من الشعور بالارتياح، وممارسة فن المثابرة وتنمية الإحساس بالقدرة على التحمل.
كنْ حذراً، احرصْ دائماً على تضمين شيء تقوم به بشكل يومي في قائمتك، شيء يغذي روحك، إما في فترة قيلولة، أو تخصيص وقت لقراءة روايتك المفضلة، أو وقت للعب مع كلبك الصغير.
كيف تنظم أنت وقتك، وتفلح في إنجاز أهم الأشياء التي برمجتها في كل يوم؟ شارك بأفكارك في التعليقات.
– هذه المدونة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
