رائد فكري.. مؤثر.. خبير. .
هل سمعت من قبل هذه المصطلحات وأبديت امتعاضك؟
أعني، هي تبدو رائعة، فمن منا لا يريد أن يُنظر إليه على أنه قائد مؤثر؟ الجزء المحبط ليس أن تصبح قائداً فكرياً أو مؤثراً، بل "كيف" تكون كذلك؟ كيف تصير قائداً فكرياً يعيره الناس اهتماماً فعلاً؟ كيف تجعل صوتك مسموعاً في بحر من الأصوات الأخرى؟
ضع هذه العناصر السبعة نصب عينيك:
1- اطرح أفكارك وتابع رد الفعل عليها
يجب أن يتمتع القادة الفكريون بالقدرة على إيصال أفكارهم إلى العالم، وهو ما يحدث عادة في شكل محتوى.
سواء اخترت كتابة المقالات أو عمل مقاطع فيديو أو تسجيل ملف صوتي أو حتى مشاركة الأفكار على شبكات التواصل الاجتماعي، فإن تطوير المحتوى وتنمية جمهور لهذا المحتوى أمر بالغ الأهمية.
وجزء من ذلك، وفقاً لجيمس كلير، هو "تقبّل خلق القمامة"، يوضح كلير قاعدة "الاحتمالات المتكافئة" قائلاً إنه نظراً لأنك "غير قادر على التنبؤ بنجاحك، فإن أفضل استراتيجية هي أن تنتج أكبر قدر ممكن من العمل، ما سيزيد من فرصك في إصابة الهدف".
نظراً لأنك لا تعرف أبداً ما الذي سيجعلك تحقق النجاح، عليك أن تكون مستعداً للعمل، لإنشاء محتوى، واختبار النظريات، والنهوض مرة أخرى عند الفشل.
أن تكون مستعداً لطرح أفكارك ومتابعة رد الفعل عليها.
ولكن بطبيعة الحال، مهما كانت غزارة إنتاجك، عليك أن تتأكد من أن:
أسوأ ما تقدمه هو أفضل ما يقدمه الآخرون.
هل تريد معرفة أمر جنوني؟
هناك 54.2 مليون مدونة تُنشر يومياً، و300 مليار تغريدة، وفي الدقيقة الواحدة يتم رفع أكثر من 300 ساعة من محتوى الفيديو على موقع يوتيوب.
هذا يعني أن هناك الكثير من اللغو على الإنترنت. وبما أن أي شخص عادي يمكنه نشر محتوى على الإنترنت، فإن الجودة في معظم الأحيان لا تكون بالمستوى المرغوب.
القيادة الفكرية تتطلب أن يكون المحتوى الذي تنتجه وافراً وأن يكون ذا جودة عالية كذلك.
مع وجود العديد من الخيارات، ليس هناك من يريد قراءة شيء لن يضيف قيمة إلى حياته، لذلك عليك تحسين جودة منتجك والتأكد من أن ما تعرضه هو أفضل جودة ممكنة.
ألزم نفسك بمثل هذا المستوى العالي بحيث تظل أسوأ أعمالك أفضل ما لدى الآخرين.
يعني هذا أن عليك الالتزام بتقديم فقط الأفضل على الإطلاق؛ لأن قادة الفكر لا ينشئون المحتوى فحسب، بل ينشرون محتوى رائعاً أيضاً؛ إذ إن نشر قطعة واحدة من المحتوى المتوسط يمكنها أن تضر بمكانتك.
يمكن أن تستخدم أدوات مثل FrontPageIt، والتي تمكنك من توسيع مدى وصولك إلى ما هو أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي، وتثبيت نفسك كخبير في تخصصك لمساعدة المحتوى المعين الذي تقدمه.
خدمة FrontPageIt هي دعوة للمديرين فقط؛ لذا استغل الفرصة عندما تبدأ في الظهور كقائد فكري ويدعوك أحد المتابعين.
2- ارفع مستوى الناس الذين تتعامل معهم
هل تساءلت من قبل عن سبب شهرة كيم كارداشيان؟
قد يفاجئك أن تعرف أنها كانت مشهورة حتى قبل تسريب مقطع الفيديو الخاص بها. إن لم تكن، فما كان ذلك ليشكل فارقاً، أليس كذلك؟
الحقيقة هي أن كيم كارداشيان اشتهرت؛ لأنها صاحبت المشاهير.
والدها قام بتمثيل أو جاي سيمبسون أثناء محاكمته. وكانت هناك علاقة صداقة بين عائلتها وعائلة جاكسون، كما كانت كيم صديقة لباريس هيلتون في مراهقتها.
عندما نرى بعض الناس يرافقون المشاهير، تخبرنا عقولنا أن هؤلاء لا بد أن يكونوا مهمين أيضاً. وهو السبب في أنك ترى قادة الفكر الصاعدين يقضون أوقاتهم مع المؤثرين، فهم يتلقون التدريب على أيديهم ويجرون اللقاءات معهم ويقابلونهم في المؤتمرات.
يقول جيم رون: "أنت من تُصاحب"؛ لذا كي تصير قائد فكر حقيقياً، عليك أن تزيد من مستوى الأشخاص الذين تتعامل معهم. قم ببناء علاقات مع مؤثرين آخرين، وشارك معرفتك معهم وأضف قيمة إلى حياتهم، وأجرِ لقاءات معهم، وابحث في العمق لتعرف كيف وصلوا إلى ما هم عليه.
لن تتمكن من ترك مكانك والوصول إلى ما تريد إلا بمساعدة الآخرين؛ لذا كن محاطاً بالأشخاص المناسبين.
3- ضيِّق مجال تخصصك
إذا كنت ترغب في أن تصير قائداً فكرياً في تحسين الذات، فهناك الكثير من العمل الذي ينتظرك.
عليك أن تحاول جعل أفكارك مسموعة على أصعدة مشابهة لتوني روبينز وأوبرا وبرين براون.
والسبب هو أن تحسين الذات تخصص مزدحم، وممتلئ بالفعل بمؤثرين وقائدي فكر أقوياء؛ لذلك فالتوجه إلى هذا المجال يكون صعباً على الأغلب.
لهذا السبب يبدأ قادة الفكر الصاعدون بشيء أكثر تحديداً، ويعثرون على تخصص أصغر وأقل ازدحاماً يطورونه ويكتسبون خبرةً فيه.
على سبيل المثال، بدأ لويس هوس بتطوير خبرته في موقع LinkedIn، ومن خلال هذه البداية وبعض التمركز الاستراتيجي، صار يُنظر إليه كقائد فكري في مجالات الأداء البشري، وريادة الأعمال، وحتى الرياضة.
الأكثر سهولة هو أن تؤسس نفسك كقائد فكر في تخصص صغير، وأن تتفرع منه بعد ذلك.
4- كن متفرداً
لأن الدخول على الإنترنت والشروع في صنع علامة تجارية وجماهير متاح للجميع تقريباً، يكون التميز شبه مستحيل.
لقد رأيت الأرقام، حجم المدونات التي تُنشر على الإنترنت شهرياً فقط مخيف، ولكن لحسن الحظ أن معظم هؤلاء الناس الذين يتنافسون في جلب اهتمام الجماهير، يتشاركون في شيء واحد: أنهم عاديون، يقفون في منتصف الطريق ولا يفرقون أنفسهم عن الآخرين.
ولكن ليس أنت، إذا كنت ترغب في أن تصير قائداً فكرياً، عليك أن تكون مختلفاً؛ إذ إنك لو فعلت ما يفعله الجميع ستظل في نفس المكان مثلهم: عادياً، وغير مُميز، وجزءاً من الجموع الغفيرة.
قيادة الفكر لا تُمنح إلا لهؤلاء الذين يبقون في الذاكرة، والمميزين، والمختلفين. لا يمكن أن تكون قائداً فكرياً إن لم يتذكرك أحد؛ لهذا ابتعد عن الزحام، واعثر على مشروعك الخاص الفريد، ثم اعمل على توصيله إلى العالم.
5- انشر كتاباً
يمكن القول إن أفضل طريقة لتصير قائداً فكرياً في ليلة وضحاها هي أن يتم نشر ما تقدمه.
فكر في الأمر، ينتقل المؤلفون من الخفاء إلى كونهم قادة فكر مشروعين عن طريق ذلك الختم الذهبي بالموافقة على النشر.
وهناك سبب لاستخدام عبارة "لقد ألّف كتاباً عن الموضوع"، عندما نصف الخبرة المذهلة لأحدهم.
نشر أعمالك يعطيك نفوذاً، وكذلك يزيد مدى وصولك إلى ما هو أكثر من قنوات المحتوى العادية التي لديك.
لذلك إذا أردت الإسراع في طريقك لتكون قائداً فكرياً، ألف كتاباً عن موضوعك وانشره.
6- تحكم في رأي الناس عنك
هل تعرف حجة القوة التي تمتلكها؟
نعم، أنت تسيطر على أمور كثيرة.
على سبيل المثال، أنت تسيطر على جميع الأمور المتعلقة بمستقبلك تقريباً، وإذا كنت تقرأ هذا الكلام، فأنت تتحكم في كم المال الذي تجنيه، ومدى الحرية التي تتمتع بها، وردود فعلك على مختلف الأمور.
وبكل تأكيد تتحكم في آراء الناس عنك.
أعرف أن هذا قد يبدو تخيلاً جامحاً، ففي النهاية أنت لا تسيطر على عقول الآخرين، أليس كذلك؟ ولكن بكل تأكيد أنت قادر على ممارسة الهندسة العكسية في طريقة نظر الناس إليك، وذلك عن طريق تدريب الآخرين، من خلال كيفية تقديمك لنفسك.
على سبيل المثال، إذا كنتُ سأقابلك وأقدم لك نفسي باسمي الأول فقط، وبصوت كئيب كما لو كنتُ غير مسرورة لرؤيتك، فأنا أدربك على أن تراني كشخص عابس لا يملك مهارات اجتماعية كافية.
ولكني إذا قدمتُ نفسي بصفتي خبيرة الموارد البشرية في الشبكات الاجتماعية، وحييتك بثقة، فأنا أدربك على أن تراني "خبيرة الموارد البشرية في الشبكات الاجتماعية" الواثقة والجذابة، فكيف إذاً تقدم نفسك؟ كيف تتحكم فيما يظنه الناس عنك؟
7- القيادة الفكرية فعل
قد يبدو الأمر الآن مستحيلاً أن تصير قائداً فكرياً في أي شيء.
ولكن فكر في القيادة الفكرية على أنها فعل، وأنها شيء تقوم به. وعندما تحافظ على فعل شيء ما لوقت كافٍ، تصير كذلك فعلاً.
لذا إذا كنت ترغب في أن تصير قائد فكر، تصرف كأنك كذلك، وقريباً ستصبح واحداً.
ما هو أفضل ما تكسبه من كونك قائد فكر؟
أن يُتاح لك تقديم قيمة فريدة للعالم، وخلق ومشاركة معرفتك مع الآخرين، والحصول على اهتمام الناس، وخلق تأثير عليهم.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.