برامج الوفاء أو ما يُعرف اصطلاحاً بـloyalty programs، هي استراتيجية تسويقية، غالباً ما تعتمدها الشركات لتوسيع قاعدة عملائها من جهة وتشجيع الزبائن الحاليين على اقتناء المزيد من معروضاتها من جهة أخرى.
وربما يتجسد نهج هذه الاستراتيجية بقوة في المغرب في صورة "نقط الوفاء-points de fidélité" التي توفرها بعض المؤسسات التجارية والخدماتية كمراكز التسوق وشركات الاتصالات… الاستفادة من نظام المكافأة هذا، يتوقف أحياناً على أحكام معينة، فثلّة من الشركات تشترط أن يكون الزبون أولاً منخرطاً فعلياً لديها قصد الحصول على "بطاقة الوفاء"، وربما شركات الهاتف الأكثر إلزاماً في هذا الصدد.
في المقابل، هناك مقاولات أخرى تعمم النظام على جميع المستهلكين، ويبقى على الزبون حينها التردد على شراء سلع الشركة بالوتيرة الكافية لجمع نقاط تخول له ربح "هدايا مجانية" أو تخفيضات مهمة على معروضات من المكان نفسه.
الطريف في الأمر أن أغلب الشركات تفرض سقف نقاط محدداً يجب بلوغه لتحقيق الأهلية في"عرض وفاء" معين، لكن المدة المحددة قبل إرجاع عدّاد النقاط لعلامة الصفر تكون غير كافية لاغتنام ذاك العرض بالأساس، فيكون الزبون بذلك مجبَراً إمّا على تصريف النقاط التي جمعها مكتفياً بالهدايا (العروض) الصغيرة، وإما محاولة تحقيق نقاط إضافية لإكمال النصاب ضمن الحيز الزمني، بالرفع من عدد عمليات الشراء وقيمتها (الكم والكيف)، حيث تبقى الشركة المستفيد الأول والأخير حين تضطر الزبون إلى التبذير المنقطع النظير بشراء الكثير في وقت قصير؛ طمعاً منه في العرض الكبير.
برامج الوفاء تساعد الشركات أيضاً في تكوين فكرة واضحة ودقيقة عن العادات الاستهلاكية لدى زبائنها المشتركين، من خلال المعلومات التي تجمعها عند استخدامهم بطاقات الوفاء في مكاتب الأداء، لكن تعقيد مساطر هذه البرامج وعدم جديتها بالشكل المطلوب في المغرب وغيره من الدول النامية، يجعلان الزبون يقف حيران فاقداً الثقة أمام كل تلك الشروط التعجيزية والمنح الوهمية، ليوجه بحثه بعد ذلك صوب الغنائم (الجوائز) الآنية instant bonus، (مثلاً: اشتر اثنتين وخذ واحدة مجاناً)، عوض الإذعان لخيار انتظار ثمار استثمارٍ عالي الأسوار.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.