من المعروف جيداً أن الأطفال الصغار يشبهون الإسفنج، فهم حرفياً يمتصون كل ما يرونه ويسمعونه، ولذلك خلال هذه المرحلة العمرية الدقيقة، نوصي أنفسنا بشدة كآباء ومعلمين، أن نستغل هذا الوقت لغرس العادات الجيدة ونمط الحياة الصحي في أطفالنا. من المثير للدهشة أن طفلاً يبلغ من العمر ثمانية عشر شهراً وغير مدرّب على استخدام المرحاض، يحب اللعب بوعاء الخلط والملعقة الخشبية.
وبصرف النظر عن جنس الطفل، يستمتع الأطفال للغاية بلعبة التدبير المنزلي. ومن خلال تجربتي الشخصية أستطيع أن أؤكد على أن إشراك الأطفال في المطبخ يحفز اهتمامهم بالطهي وتناول الطعام الصحي. بالنسبة للأطفال الصغار، تكون أنشطة المطبخ رائعة لأنها تثير جميع حواسهم؛ إذ إنهم يتعلمون عن طريق اللمس والشعور والتذوق والرائحة والرؤية، ما يجعل تجاربهم في المطبخ هادفة ولا تُنسى. التفاعلات الإيجابية والممتعة مع الطعام تشجعهم بالتأكيد على المشاركة أكثر في المطبخ، واليوم أشارككم بعض الأفكار التي كانت نافعة لي في إشراك طفلي في المطبخ.
قبل أن تبدأ بأي شيء، تأكد من أن مطبخك مُحصن وآمن للأطفال. ما أعنيه هو أن تبعد السوائل الساخنة، والسكاكين الحادة، والأواني الثقيلة، والأواني الزجاجية، والمنظفات، وما إلى ذلك. يمكنك استخدام طاولة الطعام أو طاولة طفلك التي يمارس عليها نشاطاته، إذا أردت زيادة الأمان، وكن متأكداً من مراقبته.
الآن دع طفلك يستكشف ويستمتع ببعض الأنشطة التالية. إذا كنت من نوع الآباء الذين لا يدعون طفلهم يستكشف بسبب الفوضى التي يُحدثها وصعوبة تنظيفها بعد ذلك، دعني أخبرك بأن هذه الأنشطة تستحق ذلك بالفعل وتعود بالنفع على المدى الطويل.
1. غسيل الفاكهة والخضراوات
في هذه العملية تكلم معهم عن اللون والملمس والقيمة الغذائية للفاكهة أو الخضراوات التي يغسلونها. واشرح لهم كيف تساعد الألياف على تنظيف معدتنا، ولماذا هي مهمة. وأخبرهم بفائدة صحية واحدة لهذا الطعام، سيساعدك أن تربط بينه وبين الأبطال الخارقين والأميرات. على سبيل المثال، جعلت طفلي يغسل تفاحة أو توتاً، وهو يستمتع بسحق التوت بينما يستكشف قوامه، تحدثت معه عن فائدة صحية واحدة، وكيف أن الألياف في الفاكهة أو الخضراوات تقينا من الإمساك. وكان بالفعل يعرف الإمساك لأنه رأى بعض أصدقاءه في المدرسة يعانون منه. هذا الأمر لم يجعل التدريب على استخدام المرحاض أسهل فحسب، بل جعل طفلي فضولياً لمعرفة الفوائد الصحية للفواكه والخضراوات المختلفة كذلك.
2. الهرس
يحب الأطفال ذلك للغاية، وخاصة إذا سمحت لهم بهرس الطعام بأيديهم العارية. يمكن استخدام شوكة بلاستيكية أو خاصة بالأطفال لهرس الخضراوات المسلوقة، خاصة البطاطس والبطاطا والأفوكادو.
3. صبّ السوائل
يحب الأطفال اكتشاف قوام الأطعمة، وهو أمر يفيد مهاراتهم الحركية كذلك. المرة القادمة عندما تحتاج إلى صبِّ الماء على العجين أو خليط الكعك، اطلب مساعدتهم أو ساعدهم أنت. في البداية كنت أساعد طفلي حتى بنى ثقته ثم صرت أدعه يصب الحليب على طبق حبوب الإفطار الخاص به. بالطبع لا تملأ الكوب لآخره، اترك نصفه فارغاً، أو ممتلئاً. لقد كان طفلي سعيداً للغاية عندما صبَّ أول كوب حليب له دون أن يسكبه، حتى إن هذه الواقعة لا تزال حية في ذاكرتي.
4. رصّ الأواني
كنت أظن أنه لا يزال صغيراً جداً على هذه المرحلة، حتى كنت في مرة أرصّ أواني الطعام، بدأ طفلي في ترتيب ملاعقه وشوكه وأطباقه ورصّها في خزانته. وضع الأواني الخاصة به في مكان يسهل الوصول إليه.
5. تقليب المكونات
(وهي في درجة حرارة الغرفة بالطبع) أعطهم ملعقة خشبية ووعاء خلط وستندهش. أعتقد أن هذه المهارة فطرية. بدايةً كنت أساعد طفلي في تعليمه وقد سكبنا المكونات، بعد فترة من الوقت عملنا على تطوير هذه المهارة، وشعر هو بالإنجاز لكونه أصبح قادراً على إنهاء مهمة وحده دون مساعدة.
6. استخدام قطاعة البسكويت
أعتقد أنني استخدمت هذه القطاعة لأنشطة غير متعلقة بالخبز أكثر مما خبزت بالفعل. هكذا علمته عن الأشكال في البيت، بدأت أولاً بصنع أشكال مختلفة من الخبز المسطح الموسمي. دوائر ومربعات وشاحنات وأبطال خارقين ووسائل نقل وحروف هجائية وأرقام وأعياد الهالوين والفصح والميلاد والديوالي، ثم ما شئت. في النهاية، أعطيته شرائح خبز كاملة الحجم، وكريب، وخبزاً مسطحاً، وعجة البيض، وفواكه أو خضراوات، وتركته يختار قطاعة البسكويت التي يريد. لقد أحب ذلك، وهو الآن يحب عمل حديقة حيوان من الفاكهة بقطاعة الكعك بأشكال الحيوانات.
7. التزيين
هذه هي الأسهل، أعطهم شيئاً صالحاً للتزيين وسيحبون اللعب به، يمكنهم استخدامه على الخضراوات المقطعة أو البقول أو المسكرات أو البذور أو الفواكه المقطعة أو الخضراوات، وأفضل ما في ذلك تزيين الكعك أو بيتزا صحية.
8. عجن ولف العجين
يعشق الأطفال اللعب بالعجائن، لذلك اجعلهم يصنعون عجينتهم الخاصة، واجعلها صالحة للأكل أو للعب. أعطِهم نشابة لفرد العجين وقطاعة بسكويت لعمل أشكال مختلفة.
9. أعمال البستنة
من المعروف أن الأطفال بستانيون طبيعيون. في الربيع الماضي ساعدني طفلي في غرس بذور الخيار والطماطم. أخرجنا المجرفة والحفار وساعدني في الحفر. اشترِ وعاء سقي صغير من المتجر وشاهدهم يسقون النباتات، وبينما هم يرون الثمار تكبر وتجهز للجني، يتحمسون بشدة لقطفها وأكلها. في هذه العملية تعلم طفلي كيف أن اليرقات تعيش على النباتات أيضاً.
10. اسألهم
بالإضافة إلى الأفكار السابقة، أعتقد أن الأكثر أهمية هو أن تسأل أطفالك أن يفعلوا شيئاً معك، تماماً كما يسألونك هم أن تلعب معهم. اسألهم مراراً وفي النهاية سيوافقون على الدخول إلى المطبخ. اجعل الأمر ممتعاً وفيه مشاركة، اجعل المطبخ حديقة لعب لهم.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.