بلد المليون “شير”

من مشاكل المُحتوى العربي المُتاح حالياً على الإنترنت هي عدم اليقين من مدى صدقه؛ حيث تسعى معظم المواقع إلى مُجرد لفت الانتباه وجذب الناس بعناوين كاذبة أو معلومات غير حقيقية فقط لزيادة "الترافيك" الخاص بالموقع، أو لمزيد من الإعجابات والمُشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي.

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/10 الساعة 01:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/10 الساعة 01:30 بتوقيت غرينتش

رغبة البعض في الحصول على أكبر قدر ممكن من اللايكات والشير باتت أمراً جنونياً لا تطيقه خوارزميات ولا تُحبّه برمجيات ولا يقبل به أي موقع، صحيح أن هذا دليل على قوة الموقع (سواء كان فيسبوك مثلاً أو تويتر أو حتى غيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي)، إلا أن هذه المواقع وغيرها أيضاً تبحث عن المُحتوى القيّم المفيد غير المُضلل أو الكاذب.

ينصب اهتمام رواد هذه المواقع أو بمعنى أدق "المؤثرين" وأصحاب الصفحات الشهيرة والأكونتات ذات المليون مُتابع، على كثرة اللايكات والتعليقات ويا حبذا الشير، هذه الفكرة جعلته يفعل أي شيء في مقابل هذه الغاية أو ذاك الهدف، ومع كثرة الصراعات للحصول على الشير ضاع تحرّي الصدق والتدقيق في المعلومة، وشاعت الأخبار الجاذبة الكاذبة.

دفعت كثرة المعلومات السطحية والعناوين المُضللة والموضوعات التافهة والأخبار الكاذبة العديد من المواقع للسعي وراء جودة المُحتوى وبالأخص طبعاً المُحتوى العربي، فانتشرت الحملات التوعوية التي دعت لفكرة الاهتمام بجودة المُحتوى وقوته، والسعي وراء المعلومة الصادقة، آخر هذه الدعوات هي حملة دشنها أحد المواقع تحت عنوان "قُم بدورك.. حارب الجهل".

"العلم الحقيقي لا يُوجد على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يُوجد على فيسبوك، واتساب، تويتر، أو غيرها، العلم الحقيقي يُوجد في الكتب؛ حيث لا مُحتوى فيروسي ولا مُشاهدات ولا روابط إعلانية"، بهذه الكلمات بدأ موقع "قلّ ودلّ" حملة على الإنترنت ( شاهد الفيديو الخاص بالحملة ) تعمل هذه الحملة على توعية الجمهور بأهمية تحرّي الدقة في المعلومات التي ينشرونها على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

الحملة التي دشنها "قلّ ودلّ" هي استمرار لسلسلة من الحملات التي يسعى من ورائها المُهتمون بالمُحتوى العربي إلى الارتقاء به رافعين شعار "إثراء المُحتوى العربي"؛ حيث مر المُحتوى العربي بمراحل مُختلفة بدأت على صفحات المُنتديات قديماً، مروراً بالمُدونات الشخصية، وصولاً لوسائل التواصل الاجتماعي أو حتى مواقع الأخبار والمواقع المُتخصصة، لكن للأسف لا يزال المُحتوى ضعيفاً لا يرتقي للمُستوى المطلوب، اللهم إلا قليلاً من هذه المواقع التي تسير عكس التيار.

من مشاكل المُحتوى العربي المُتاح حالياً على الإنترنت هي عدم اليقين من مدى صدقه؛ حيث تسعى معظم المواقع إلى مُجرد لفت الانتباه وجذب الناس بعناوين كاذبة أو معلومات غير حقيقية فقط لزيادة "الترافيك" الخاص بالموقع، أو لمزيد من الإعجابات والمُشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفاة الفنان عادل إمام.. تعرّف على رد فعل ابنه محمد، لن تُصدق ماذا حدث للمذيعة على الهواء، الآن يمكنك أن تعرف من يزور بروفايلك، ثلاث ممثلات قُمن بالمشاركة في أفلام إباحية.. الثالثة ستصدمك، وضع الثوم في حذائه قبل الذهاب إلى الفراش، لن تُصدق ماذا حدث بعد ذلك.

الأكيد أنك تعرضت لمثل هذه العناوين، حجب المعلومات، المُبالغة في خلق التوقعات، هذا ما تُحاول أن تقضي عليه خوارزميات جوجل وفيسبوك بشكل نهائي، حتى إن فيسبوك يُحاول منذ فترة مُعاقبة الصفحات التي تستخدم مثل هذا الأسلوب بتقليل نسبة وصول هذه المنشورات، فنسبة الـReach أو وصول مثل هذه المنشورات ستكون أقل بكثير من نسبة وصول أي منشور آخر؛ لذلك إذا كُنت تعتمد على هذه الطرق الـSpam لجلب الزوار أو الرغبة في زيادة الـEngagement أنصحك أن تترك مثل هذه الأمور، وتعمل على تقديم محتوى قوي ومفيد للجمهور الخاص بك.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد