ليس بالأمر السهل كما تظن.. 4 أشياء ضرورية عليك معرفتها لتبدأ مشروعاً تجارياً عبر الإنترنت

تصلني كل يومٍ، المزيد من الرسائل على البريد الإلكتروني من أشخاصٍ يريدون معرفة كيف يمكنهم أن يصبحوا مدونين أو مدربين.

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/10 الساعة 12:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/10 الساعة 12:01 بتوقيت غرينتش

دخلتُ مجال الأعمال التجارية عبر الإنترنت منذ عام 2010، وبدأته ككاتبةٍ مستقلةٍ ومدونةٍ، قبل أن أوسع من نطاق نشاطي، وأضيف التدريب والخدمات الاستشارية إلى شركتي.

ولا أبوح بسرٍ إذا قلت إنه منذ عام 2010، شهد فضاء الأعمال التجارية عبر الإنترنت إقبالاً شديداً، فأينما حوَّلت نظرك تجد شخصاً ما يترك وظيفته ويباشر بين عشيةٍ وضحاها نشاطه التجاري عبر الإنترنت.

تصلني كل يومٍ، المزيد من الرسائل على البريد الإلكتروني من أشخاصٍ يريدون معرفة كيف يمكنهم أن يصبحوا مدونين أو مدربين.

دعونا نقولها بصراحة، المشاريع التجارية أصبحت الموضة الجديدة، وما كان بمثابة الملاذ الأخير لكل من فشل في العثور على وظيفةٍ، أصبح الآن أروع شيء ينبغي عمله.

عندما أسأل البعض عن سبب رغبتهم في إنشاء أنشطة تجارية خاصة بهم، أجد جوابهم في معظمه يدور حول السهولة التي أصبح يمكن بها إنشاء هذه المشاريع بفضل ما تتيحه شبكة الإنترنت، وطموحهم الجامح في أن يكونوا ماري فورليو القادمة.

من اليسير بالنسبة إليّ فهم كيف يمكن أن يتسرب مثل هذا الاعتقاد الخاطئ. يوجد بعض المدربين -ماري فورليو ليست واحدة منهم- يعملون في مجال التطوير الشخصي، ويروجون لسهولة أن يترك المرء وظيفته ويباشر مشروعه الخاص.

يقول الكثيرون إن كل ما عليك فعله هو أن تعزم أمرك، وستختفي مباشرةً مشكلات مشروعك بشكل سحري.

سيداتي وسادتي، هذا ما أسميه أضغاث أحلام، وبيع السراب، أقول هذا بصفتي منظمة مشاريع، استقالتْ من وظيفتها، وتُواصل منذ زمن بناء أعمال تجارية مربحة عبر الإنترنت، وتُعلم آخرين كيف يفعلون نفس الشيء.

وحتى أكون واضحة، ما أسلفت قوله لا يعني أن بدء النشاط التجاري ليس أسهل بفضل الإنترنت، بل هو كذلك بالتأكيد بفضل الخدمات التي يقدمها، وإمكانية بدء نشاط تجاري دون الحاجة إلى رأس مال ضخم، ولا يعني أيضاً أن التحضير الذهني لا علاقة له بإدارة الأعمال، بل له بالتأكيد مكانته وتأثيره الحاسم.

ما أعني قوله هو أنك بهذه الطريقة لا تقول الحقيقة كاملة.

وأنت لا تُسدي خدمةً لأحد، عندما تقول إن إدارة الأعمال التجارية عبر الإنترنت -أو أي نوعٍ من أنواع الأعمال- أمرٌ سهلٌ. وبصراحة تامة، كلنا نعرف أنه أصعب شيء فعلناه.

بدلاً من ذلك، أنقل لكم فيما يلي، ما يجب على المدربين ومؤيدي الأنشطة التجارية عبر الإنترنت قوله للأشخاص الذين يرغبون في إنشاء أعمالهم الخاصة.

سيكون أصعب شيء تقوم به على الإطلاق.

كما أشرت سابقاً، فإن بدء النشاط التجاري أشبه بلعبة قطار ملاهٍ عاطفي، ارتفاعاته عالية جداً، وأحياناً تكون منحدراته منخفضة جداً، وخاصة في بداية المشوار حينما تكون غير مدرك لما يجب عمله، في ظل تراكم الفواتير، واستمرار تلقي الردود السلبية المحبطة.

ومع ذلك، إذا تمكنت من تجاوز اللحظات الصعبة، سوف تكتسب بفضل هذه التجربة المرونة والثقة وروح المخاطرة. وكل هذه اللحظات الصعبة لها قيمتها الثمينة، عندما تدرك أنك شيَّدت مزيداً من الاستقلالية والحرية في حياتك، حتى لو لم تبدُ لك الأمور على هذا النحو في البداية.

مسؤولية كبيرة

ريادة الأعمال تشبه الانتقال إلى سنِّ النضج بسرعة كبيرة، فتصير مسؤولاً عن كل شيء. ولن تكون مسؤولاً عن جميع جوانب حياتك المالية فحسب، بل تتحمل أيضاً مسؤولية الأشخاص الآخرين.

لسوء الحظ، ليس هذا ما ستراه في العالم الوهمي، الذي أصبح يروج لروح المبادرة وكأنها الحل المثالي للتخلص من العمل اليومي الذي لا تحبه. ولن تجد أحداً ينشر على الإنستغرام صوراً يظهر فيها مستيقظاً حتى الثانية صباحاً، مشغول البال بشأن الأمور المالية التي ترهق كاهله، أو صور العمل الشاق الذي يتطلبه الأمر حقاً لبناء مشروع تجاري من الصفر.

لا تسيئوا فهمي، إنه أمرٌ رائعٌ أن يرغب المرء في أن يكون رئيس أعماله، وأنا أشجع على ذلك بالتأكيد.

لكن، هل تريد أن تظلَّ رئيسَ مشروعك الخاص عندما تقع مسؤولية أرزاق موظفيك على عاتقك؟ وماذا يحدث عندما لا تأتي الأموال بالسرعة التي تريدها وتحتاج إليها؟ وماذا عندما توصد الأبواب في وجهك واحد تلو الآخر، قبل أن تصل إلى ذلك الشخص الذي يستجيب ويقول لك "نعم"؟

هو ليس أمراً مثيراً كما قد يبدو للناس، وليس كل واحدٍ مؤهل لخوض غمار هذه التجربة، لكني أعيد القول مرة أخرى، من المفيد تماماً أن تعرف أنك تؤسس شيئاً رائعاً، كل ما عليك فعله هو أن ترغب فيه بالقدر الكافي الذي يساعدك على تحمل صعاب هذا النوع من المسؤولية.

سوف يغير حياتك برمتها

إذا كنتَ غير مستعد للنمو كفرد، والمغامرة باستمرار خارج دائرة راحتك وهنائك، ومواجهة مخاوفك بشكل يومي، فأنت بحاجة في هذه الحالة إلى المضي قدماً، وتغيير مسارك لأن ريادة الأعمال بالتأكيد لا تناسبك.

لقد كانت ريادة الأعمال أعظم معلميّ، وأفضل وسيلة لنموي كإنسان. ويتطلب هذا النشاط بطبيعته أن تنمو كشخص، وإلا لن يُكتب لنشاطك التجاري النجاح والاستمرار.

لقد رأيت بعضَ من أقوم بتدريبهم يخطون خطواتٍ كبيرةٍ أثناء مواجهتهم التحديات، ويتخلون عن معتقدات قديمة، ويخوضون في مسائل كبرى. سيخبرونك بدورهم أن الأمر لم يكن سهلاً، لكنهم سيقولون لك أيضاً، إن بعض خطواتهم الهائلة كانت رافقها ظروف مزعجة تصاحب بناء أي نشاط تجاري.

تتطلب ريادة الأعمال أيضاً ترك معظم ما لقّنه لك المجتمع طيلة حياتك. وهذه هدية كبيرة تمنحك قدراً هائلاً من الحرية، لكنها لا تأتي من دون وجع الرأس وبعض الرضوض وأنت تشق طريقك لتحقيق هدفك.

لماذا يريد الناس أن يصبحوا رواد أعمال؟

وقد وصلنا إلى هذا المستوى، قد تحدث نفسك وتتساءل إذا كانت الأمور بهذا القدر من الصعوبة، لماذا يريد أي شخص أن يكون رائد أعمال؟

السبب هو أننا لا نسير على هذا الطريق فقط من أجل المال، بل لأن الحرية هي الهدف النهائي، ولأننا بالفعل نستمتع بعملية بناء نشاط تجاري، حتى في الأيام التي تكون فيها المهمة صعبة جداً.

أهتم بكل ما يهم الأشخاص الذين يديرون أعمالهم الخاصة، وصدقوني سأكون أكبر مشجع لهم، لكنني لن أكذب عليهم أيضاً. ريادة الأعمال عملية صعبة، تستحق فعلاً العناء والتضحية لما تمنحه من فوائد، لكنها تكون صعبة أيضاً للغاية في بعض الأحيان.

– هذه المدونة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد