“طنط حشرية”.. كابوس لا ينتهي

"طنط حشرية" ليست فقط متخصصة في السؤال والتطفل، بل تتفنن في كيفية إشعال الأجواء بين والدتك وبينك. بالنسبة لي "طنط حشرية" تمثل ذلك النوع من الناس الذي يترك باب منزله مفتوحاً، واضعاً كرسياً على الباب يجلس عليه ويراقب من يذهب ويعود؛ ناظراً إلى ماذا يحمل، أو إلى تعبيرات وجهه.

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/07 الساعة 09:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/07 الساعة 09:26 بتوقيت غرينتش

كثيراً ما يقابلنا في الحياة سيدات متطفلات أرسلهن الله عقاباً لنا، كل مهمّتهن في الحياة رفع الضغط والسكر، والتدخل في حياة الناس من أول "العيلة الصغيرة اللي بضفاير" مروراً بالمطلقة، والمسنة، والسيدة التي لم تتزوج حتّى الآن.

يطلق عليهم البعض "طنط حشرية".. هي توجد في كل مكان ليس في البيت فقط؛ تجدينها صديقة لوالدتك، أو صديقة قديمة لجدتك، أو زميلتك في العمل، أو الأسوأ أن تكون صديقتك المُقربة!

تقوم "طنط حشرية" بمهمتها المعروفة؛ التفنن في اختيار الأسئلة التي لن تستفيد من معرفة إجابتها، وتستغل جيداً كبرها في السن متجاهلة تماماً قواعد الذوق والإتيكيت و"أ ب" تربية التي علمها لنا آباؤنا في الصغر: من تدخل في ما لا يعينه، سمع ما لا يرضيه.

لكن من الواضح أن "طنط حشرية" لم يعلمها أحد تلك القواعد، وأصبحت كالبلاء الذي وقع على الرأس لا خلاص منه.

"طنط حشرية" زيارتها لمنزلك تشبه كثيراً "القلقاس" الأكلة التي تعلم والدتك جيداً أنكِ لا تحبينها، ولكن تُصر على طبخها متجاهلة رغبتك في تناول طعامٍ معين؛ فهي تعلم جيداً أن زيارة طنط حشرية تمثل لك الكابوس، الميكروب، ساعة ثقيلة مثل يوم الثلاثاء. زيارتها لكم تشبه ذلك المكان الذي لا تحبين زيارته حتى إن أرسلوا لك دعوة لتناول وجبة مجانية هناك.

"طنط حشرية" ليست فقط متخصصة في السؤال والتطفل، بل تتفنن في كيفية إشعال الأجواء بين والدتك وبينك. بالنسبة لي "طنط حشرية" تمثل ذلك النوع من الناس الذي يترك باب منزله مفتوحاً، واضعاً كرسياً على الباب يجلس عليه ويراقب من يذهب ويعود؛ ناظراً إلى ماذا يحمل، أو إلى تعبيرات وجهه.

تتفنن "طنط حشرية" في كيفية إلقاء اللوم عليك، والظهور بدور الضحية التي جنيت عليها، وهي تمثل الاهتمام، والخوف على مصالحك؛ فهي – حسب وجهة نظرها – تعلم جيداً الأفضل لك، وهي في الحقيقة أبعد عن ذلك؛ فهي فقط تريد أن ترضي فضولها، ومعرفة ما يدور خارج حدود منزلها.

للأسف يقع بعض الفتيات في ذلك الفخ ولا يستطعن صدها، أو التخلص من السُم الذي تُلقيه.

"طنط حشرية" وأمثالها لا يمكن التخلص منهم نهائياً، ولكن يمكن ببعض الأساليب أن ترسلي لها رسالة غير مباشرة: "خليكي في حالك، مش عايزة أرد، مش عايزة أشوفك".

1- عدم الاهتمام، مع ابتسامة باردة.

لا تستقبلِيها استقبالاً حاراً، وهي أيضاً لا تبالغ في أسئلتها إلا إذا وجدت أذناً تستمع إليها؛ لذلك لا تستمعي لها، تجاهليها تماماً، لا تجلسي معها وحدك، ولا تنسي أن تبتسمي لها ابتسامة باردة حتّى لا يقع اللوم عليك في النهاية.

2- قصري في الكلام

ثرثرة "طنط حشرية" تشبه كثيراً مكالمة والدتك مع خالتك، طويلة وليست مهمة ولا تجدين فيها سوى أخبار عن فلانة وعلانة؛ لذلك حتّى تتخلصي من سموم طنط حشرية أكثري من الردود المختصرة: حاضر، طيب، إن شاء الله؛ فتلك الردود الباردة التي لا تُشفي فضولها بمثابة طلقة تقضي على آمالها في معرفة أي شيء عنك.

3- أشغلي نفسك بأي حاجة:

التظاهر بالانشغال في أي شيء حتى لو بإطالة النظر إلى سقف الصالة، وأن تقومي بعدّ كل ما هو موجود حولك سيكون أهون على قلبك من أن تجلسي معها وتعطي وقتك لها! قومي باختراع أي حُجة: "تعبانة، عايزة أنام، عندي شغل".

رسالة لكِ:

"تعلّمي أن تجُيبي عن الأسئلة السخيفة وكيفية إحراج مَن أمامك بالأدب، دون أن تُسقطي نفسَك في دائرة الخطأ. تعلّمي أن تطالبي بحقك؛ حتَّى لا تجدي نفسَك تقومين بالموافقة على أشياء لا تُريدينها أو الإجابة عن أسئلة شخصية أنت لا تريدين أن يعلم عنها أحد شيئاً.

تعلّمي.. ليس من أجل أن تتخلّصي من طنط حشرية؛ لزميلك الرخم في الشغل، لصديقك الذي يُلقي عليك بالعديد من العبارات التي تأخد إطار الهزار وأنتِ تعلمين جيداً أنه يقصد كُل حرف خرج منه.

(طنط حشرية) ليست فقط سيدة، هُناك بعض الرجال أيضاً متطفلون.

عليكِ أن تصدّقي نفسك، وتُحبّيها كما هي، وعلى أن تصدقي أنه لا يوجد مصطلح "عنّست"، الأمر كله بيد الله، حسابات لا دخل لنا فيها، قدر ونصيب، وحين يأتي الوقت المناسب يرزقك الله.

الزواج ليس نهاية المطاف، ولا توجد ميدالية ذهبية لمن يتزوج أولاً، لا يوجد ضمان أو قانون يثبت لك 100% أن كل مَن عثروا على شريك الحياة سُعداء.

لا تتسرّعي حتى تتخلّصي من زنّ وإصرار من حولك على التخلص منك، سيقومون بالانتهاء منك ويقومون بالبحث عن ضحية جديدة.. دائرة لا تنتهي.

الحشري أو الحشرية لن يستيقظ صباحاً يبكي على اختياره، ويغضب من تسرّعه.. أنتِ وحدك من سيتألم، يبكي، ويحترق داخله.. أنتِ وحدك.. زواجك، نجاحك، عندما يرزقك الله بطفل أو حتى إذا لم يرزقك لن يُزيدهم شيئاً، ولا سيُنقصهم شيئاً؛ لذلك أحرِجيهم بأي طريقة تحبينها.. المهم أن تبحثي عن سعادتك.. لا سعادتهم".

رسالة لطنط حشرية:

"طنط حشرية، أتمنى أن تتقبلي كلامي.. زواجنا لن يُفيدك بشيء.. يمكنك أن تفتخري بنا بأشياء أخرى ليس بالزواج فقط، يمكنك أن تفرحي لنا عندما ننجح ونحقق ما نتمناه، عندما نعمل في وظيفة تعبنا كثيراً حتَّى نصل لها، يمكنك أن تفرحي لنا عندما تجديننا سُعداء في حياتنا كما هي، يمكنك أن تدعو لمن لم يرزقها الله بطفل أن يرزقها بدون أن تسألي عن سبب التأخير وتؤلمي قلبها، يمكنكِ أن تقومي بالدعاء لمن انفصلت عن زوجها بأن يعوضها الله بشخصٍ أفضل بدون أن تسألي عن سبب الانفصال، يمكنك أن تُصلّي لله وتدعي لمَن لَم يرزقها الله بشريك حياة إلى الآن أن يكرمها، ويرزقها بمن يعوضها عن صبرها وتحملها.. بدون أن تأتي لها كل يوم محمّلة بقائمة بها أسماء ابن فُلانة يبحث عن زوجة تختارينها أنتِ.

أسئلتك السخيفة نعلم جيداً أنا وأنتِ أنها بعيدة كل البُعد عن خوفك على مصالحتنا، وأنه تدخل واستغلال لطيبة أمهاتنا وأدبهن وتربيتهن لنا؛ لأنهن قمن بتربيتنا على احترام الكبير حتّى لو كان مُتطفلاً سخيفاً يتدخّل فيما لا يعنيه.

أتمنى منك أن تحترمي خصوصيتنا.. لا تتدخلي في أمورنا.. تعلّمي من نصائحك واستفيدي منها لنفسك أو لأولادك.. لا تربطي سعادتك بسعادتنا.. دعِي الناس في حالها".

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد