تاملات

تأملتُ (جرعات الأمل) والتحفيز تلك تتعرض إليها في مسار الهدف الذي أنت ناشده، إثر اجتماع يضمك بمؤسسة أو تاجر، أو ربما أمير، فتجدهم يتبادلون معك ذات الأحاسيس والأهداف فيطلبون أن تشملهم بنصيب مما أنت فيه من حظ، ثم إن استوفيت ما طلبوه، لا تجد لهم أثراً عبر ما اقترحوه من طموحات، فتعجب عما يمكن أن ينم سلوكهم هذا من رساله!

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/23 الساعة 01:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/23 الساعة 01:16 بتوقيت غرينتش

تأملتُ (جرعات الأمل) والتحفيز تلك تتعرض إليها في مسار الهدف الذي أنت ناشده، إثر اجتماع يضمك بمؤسسة أو تاجر، أو ربما أمير، فتجدهم يتبادلون معك ذات الأحاسيس والأهداف فيطلبون أن تشملهم بنصيب مما أنت فيه من حظ، ثم إن استوفيت ما طلبوه، لا تجد لهم أثراً عبر ما اقترحوه من طموحات، فتعجب عما يمكن أن ينم سلوكهم هذا من رساله! ويزال العجب، كذلك إن علمت أن جسد الإنسان يحتاج أحياناً لجرعات تنشيطية، سواء عبر ما تتناوله من أطعمة كقطعة كاكاو أو سكاكر، أو ربما مستخلص دوائي، فتلك لا يصح أن تحل محل الغذاء، غير أنها هامة كي تبقيك مستيقظاً ومستمراً في عطائك ومتقلباً في شؤون الحياة، عندما تقل فيها عزيمتك، فلا تقلل من نتائج اجتماع أضناك لم تنزع منه ما يعزز لهدفك.

تأملتُ (اركب) معنا، في ﴿يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا﴾، تعال معي لنُعِد تَصوُّر المشهد مجدداً، فثمة مشهد يستحق أن نلحظ فيه المقارنة فيما بين (الشكل) و(المفهوم)، ما بين (الجبل) الذي هو (الشكل) و(المفهوم) الذي هو (السفينة)، ذلك أن ابن نوح عليه السلام، آثر عِظَم شكل الجبل الذي سيعصمه، في حين أن الله جل جلاله قدم له الأفضل فيما يعصمه من الغرق بالماء، وهو السفينة، فالجبل مهما بلغ ارتفاعاً فإنه لا محالة سيغرق، بالرغم من عِظَم وضخامة أمره، بينما السفينة على صغر حجمها مقارنة بالجبل، ستصمد حتى وإن أُغرق الجميع، فهو توجيه للدماغ لأن يعقل ما (للمفهوم) من سبق، بل إن (المفاهيم) concepts تستحق أن تُكتَشف كبُنية تحتية لقوانين الأرض ونواميس الكون من حولنا، (فارجع البصر) هنا دور في إدراك المشهد البانورامي هذا، لانتزاع المفهوم، كما فيه توجيه حيال عدم الاغترار بالمظاهر، متضمنة لآلة الإعلام بتهويلها وبتزييفها للحقائق، وفيه توجيه لإعمال العقل وتحفيزه نحو الابتكار.

تأملتُ (حُرقة القلب) إثر دمعة اغرورقت لها عينها بسماعها لصاحبي وهو يقول، عزّزّي لعلامة أرضية لك غير مسبوقة في تركيا؛ إذ قالت: لقد قررت أن أتحجب بالرغم من كل الإرهاب الذي تعرضت إليه من أهلي وأصدقائي، قالوا لن تتمكنين من ممارسة حياتك بشكل طبيعي، سينفر عنك الناس، لن يقبلوك في الجامعه، ولن تتوظفي كمعلمه، غير أنني قررت وبدأت بالالتفات إلى الدين الإسلامي بالقراءة والاطلاع، وها أنا ذا اليوم وبعد مضي اثني عشر عاماً، أدير مدرسة لي في إسطنبول وفي أرقى الأحياء السكنية، ويلتحق بمدرستي أبناء ذوي الوجاهة، وزوجي يؤازرني في كل ما أعمل وأخطط، وها أنا اليوم سأعتمد منهج القيم مع مناهجنا العلمانية، راجية أن أكون نقطة تحول لمسار جديد، خنقتها العبرة مجدداً بعد مجاهدات بدفعها، متوجهة لعرينها اللبؤي، تمسح دموع الرجاء والقبول من الله.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر ش تحرير الموقع.

تحميل المزيد