4 أسباب تجعلك تأخذ قراراً بعدم التحرش بالفتيات

التحرش ممنوع شرعاً وعرفاً وقانوناً وأخلاقياً، والإنسان الحر الأصيل هو الذي لا يتحرش ببنات الناس

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/12 الساعة 04:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/12 الساعة 04:07 بتوقيت غرينتش

خرجْتُ مسرعاً من البيت؛ لأنني كنتُ على موعدٍ مع أحد التربويين في حي الجامعة في مدينة الموصل، وكالعادة أوقفت سيارة خاصة لنقلي لذلك المكان، أوقفْتُ سيارة، وبكل بساطة، قلتُ له: أريد أن تقلّني إلى حي الجامعة أو ما يعرف بــ(المجموعة الثقافية).

قال لي: تفضّل، وبعد أول ثانية من جلوسي في السيارة، أخذ يتكلم، وكان الغضبُ يبدو واضحاً على وجههِ، وملامح صوتهِ تشير لذلك بشكل كبير.

قال: خرجتْ من الفرع الذي قبل هذا الفرع الذي خرجت منه أنت عائلة متكونة من مجموعة فتيات وهؤلاء الفتيات كُنّ يرتدين ألبسةً ضيقة جداً، وكانت وجوههن مليئة بالأصباغ وأحمر الشفاه، وغيرها من أنواع أدوات التجميل التي تُزين وجه المرأة، كل هذا الغضب الذي كان يبدو عليه لا أدري غيرةً عليهنّ أم أنه لم يحظَ بتوصيلهن لمكانٍ ما، لستُ أدري وليس هذا شأني.

ثم قال بعدها: يخرجْنَ بألبسة ضيقةٍ وقد تزيْنّ بأنواعٍ مختلفة من الزينة، ثم يريدن من الشباب ألا يتحرش بهِنّ.

قلْتُ له بعد أن فرغ من كلامه: إذا كان هؤلاء النسوة قد قصرن في التستر أو في لبس الألبسة المناسبة كما تدّعي، وقدْ قمن بدعوةِ الشباب للتحرش بهن، وإذا تحرش بهن فالذنب ليس ذنب الشاب وإنما ذنب هؤلاء الفتيات اللاتي بالغن في الزينة والتبرج، هن قليلات الخلق، والشاب الذي يتحرش بهنّ ليس له ذنب إلا أنهن فتنّه بهذه الملابس، قلتُ له: أليس هذا المنطق الذي نبرر به للذين يتحرشون به ببنات الناس، قال: نعم وهو الصحيح.

قلْتُ له: هذا ليس صحيحاً، وإنما أصبح ارتباطاً شرطياً تعلمناه من المنطوق المجتمعي والفهم الديني الخاطئ، يا عزيزي ليس شرطاً مَنْ تخرج بهذه الطريقة أو بهذا الشكل أن تكون عُرضة للتحرش أو للاعتداء بالكلمات الجارحة أو غيرها من الاعتداءات، ليس كل من تخرج بهذا الشكل تقصد غواية الشباب كما تعلمنا، رُغم أنني أؤمن أن خروجها متسترة خير من خروجها بهذا الشكل أو المظهر، فضلاً عن أننا اتفقنا على أنه لائقٌ أو غير لائق.

كان هذا الحوار ممتدّاً على طول الطريق، وكان هذا السائق فيه الخير الكثير، لكن للأسف في مجتمعاتنا التربية المجتمعية السلبية التي أعطتْ انطباعات في أذهاننا، أو جعلت أشبه ما يكون من الارتباطات الشرطية أن كل فتاة غير محجبة أو لبستْ ملابس لا تتوافق مع عادات المجتمع الحاكمة، فهي بالمحصلة معرضة للاستفزاز والتحرش، والذنب ليس ذنب المتحرش، وإنما ذنبها، هي التي خرجت بهذه الطريقة.

هذه التربية التي جعلتْنا نقف حائرين مع مَنْ بإمكاننا أن نقف مع هذه الفتاة أو هذا الشاب الذي قام بالاعتداء، نهاية الأمر أو غاية ما يمكن قوله: إن الفتاة تخرج بالملابس التي تقتنع بها، سواء توافقت مع عادات مجتمعها أو قوانين دينها؛ لأن دينها وهو الإسلام الذي يُمثل القيم العليا هو دينُ القناعات وليس دين الجبر والإكراه، فأصل الدين وهو قول الشهادة والتحول من دين إلى آخر لا إكراه فيه؛ إذ (لا إكراه في الدين).

لا يعني هذا الكلام هو دعوة لعدم الحجاب، وإنما دعوة لضبط الموازين، فليس كل من تخرج بهذه الطريقة هي إنسانةٌ آثمةٌ أو غير طاهرة، فضلاً عن أن سائق السيارة أضاف قائلاً: يوجد في مجتمعنا من الشباب مَنْ يتحرش بمن ترتدي النقاب، ومعلوم أن ارتداء النقاب يستر الجسد والوجه كاملاً
الخلاصة:-

1- التحرش ممنوع شرعاً وعرفاً وقانوناً وأخلاقياً، والإنسان الحر الأصيل هو الذي لا يتحرش ببنات الناس، وإن كانت الفرصة مواتية للتحرش.

2-
الفتاة الغير محجبة أو مَنْ كشفتْ عن جزء من جسدها أو كشفت شعرها ليس شرطاً أن تكون غايتها غواية من حولها، لربما تربتْ على أنه لا يخالف مجتمعاً أو ديناً.

3- القوانين هي التي تضبط حركة المجتمع فعندما تقوم المؤسسات التربوية، أو التعليمية، بتحديد نوع الملابس بأشكالها وألوانها نكون قد سرْنا على الطريق الصحيح.

4- القوانين لا تضيق الحريات، وإنما تُشرّع القوانين لحماية حريات الناس، فحين يسنّ قانون لمعاقبة المتحرش نكون قد حافظنا على بنات الناس أن يخرجن بأمان وسلام.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد