نرفع شعار كل من الحيرة والتردد، عندما نتساءل عن ماذا نريد أن نكون عليه بعد فترة من الزمن، فعدم وجود إجابة هو السمة العامة لأغلب الأشخاص، ويعود السبب في ذلك إما لعدم وجود هدف ورؤية واضحة لمستقبل الإنسان، أو الشعور بصعوبة الحصول على فرصة وغياب عنصر العدالة في منح الفرص لمستحقيها، ما يعود بالسلب على أنفسنا ومن ثم مجتمعاتنا، من هنا سنذكر بعض خطوات قد تُفيد في محاولة رسم صورة واضحة المعالم للطريق إلى مستقبل أكثر إشراقاً.
استراتيجية تحديد المجال
يجب أن يتوافر لديك ثلاثة أشياء؛ لكي تقنع نفسك ومن حولك بأن ما أنت عليه هو مجالك الذي لن تحيد عنه، وليكن لفترة طويلة من الزمن، وذلك عن طريق توافر الرغبة لديك في أن تعمل أو تدرس بمجال معين، وأن يكون البحث في أغواره وكل ما هو جديد فيه هو غايتك، والشيء الثاني أن تتوافر الفرصة التي تساعدك على العمل أو الدراسة به، فقد تتعلق بمجال معين ولكن لا يوجد من يستطيع أن يُعينك ويقدم لك النصح والإرشاد فيه، والشيء الأخير أن تتوافر القدرة لديك على التعلم والتطور في هذا المجال، فقد تحتاج بعض المجالات مهارات ومواهب خاصة وأوقاتاً طويلة للتعلم، وهو ما قد لا يتوافر لديك، ولكن إذا وجدت الأشياء الثلاثة السابقة فعِ جيداً بأنك على الطريق الصحيح من المجال المطلوب.
المجال والهواية
يوجد فارق كبير بين المجال والهواية؛ لذلك يجب أن تمنح كل أولوياتك لمجالك؛ لكي ترتقي في سلم الخبرة والإجادة، وفى وقت فراغك ضع لهواياتك مساحة، ولكن لا يجب أن تتعدى ما تمنحه لمجالك، فكل معلومة في المجال تؤدي للريادة في الأعمال.
الحلم الكبير
ضع أمامك هدفاً تريد تحقيقه بعد فترة زمنية طويلة، وحاول أن يكون كبيراً بما يكفي لأن تستمر في العمل لفترة طويلة، وأن يكون له عوائد مختلفة، سواء كانت مادية أو معنوية، ولا تنظر لمن قد يستخف بحلمك، وأحسن الظن بهم، ولا تغفل أن البعض قد يجهل ما تحلم به أو يحقد عليك.
الاختلاف الطبيعي
نشترك جميعاً في الصفات الإنسانية، ولكن لكل شخص مميزات وعيوب ومهارات ونواقص فكل شيء، نملكه أو لا نملكه يُميزنا عن غيرنا، والعالم يحتاج للتنوع والاختلاف حتى يستطيع كل من أن يقوم بدوره في الحياة، فلا تميل لأن تصبح نسخة مكررة من شخص آخر، بل لا تكرر نفسك، واسلك طريق التطور لتصبح أكثر نجاحاً.
مهارات لكل المجالات
يوجد العديد من المهارات التي يجب أن يتحلى بها الجميع، كالمرونة والرغبة في التعلم، والأمانة والتحدث بأكثر من لغة، والقدرة على استخدام الحاسب الآلي وتطبيقاته المكتبية وبعض من لغات البرمجة، والقدرة على العمل تحت الضغوط، والقدرة على العمل مع الفريق بجماعية، وتطبيق ما يوكل إليك من مهام في الوقت المحدد، وغيرها من الأمور التى لا يتسع المجال لذكرها.
المجال والوقت
تذكر دوماً بأن اختيارك لمجال محدد يُجبرك على أن تُوفر له الكثير من الوقت، حتى يمكنك الوصول لمرتبة عالية فيه، فلا يمكن أن تكتفي فقط بأوقات العمل الرسمية ذات الطابع المكرر الرتيب، بل خصص وقتاً أطول للقراءة والبحث والتحدث مع الخبراء في المجال حتى تصل لمصاف الكبار.
تغيير المجال
لا يوجد شيء ثابت، فأنت لست في مأمن من تغيير المجال، إما بسبب طموحك أو لظروف خارجة عن إرادتك، ولكن يجب أن تدرس هذه الخطوة جيداً قبل أن تبدأ في السعي نحوها والبدء في البناء من جديد لتنال المراتب الأولى في المجال الجديد.
وفي الختام، السعي نحو النجاة والميل للراحة هما فطرة نشأ الناس عليها، لكن حصولهما يتطلب بعضاً من الجهد، فالأرزاق مقسمة، وستأتي لصاحبها، لكن الشعور بلذة السعي تشبه الوصول لقمة الجبل، وأقصر الطرق هو الخط الواحد المستقيم، كما هو الحال في مجالات العمل، فالتركيز هو الدليل لكل ما هو جميل.
المصدر: من محاضرة بعنوان: رتب حياتك للدكتور طارق السويدان.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.