ماذا يَجري في ستامفورد بريدج؟

لقد استطاع "كونتي" مقارعةَ أمجد الأندية الإنكليزية ولعلَّ أبرزها قطبي مانشستر، توتنهام، آرسنال. كان "كونتي" يلعب بخطة تكتيكية تجعلُ الخصوم في حيرةٍ من أمرهم

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/12 الساعة 02:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/12 الساعة 02:00 بتوقيت غرينتش

إن العصر الراهن قد هيمنت عليه بشكلٍ كبير الساحرة المُستديرة، كيف لا ولعبةُ كرةِ القدم استحوذت على رؤوس الأموال والاستثمارات الكبرى؟ لعلَّ أبرزَ دوريٍّ من الدوريات الخمسة في القارة العجوز، هو الدوري الإنكليزي الممتاز، فيه تتهاطل الأموال الطائلة والتجارة، والأندية العريقة.

من أبرز الأندية الإنكليزية نجدُ تشيلسي، برئاسة الروسي "أبراموفيتش". حقق تشلسي الدوري ست مرات، وكانت أولها في سنة 1955 وآخرها في سنة 2017 مع المدرب الإيطالي المُحنَّك "أنطونيو كونتي".

لقد استطاع "كونتي" مقارعةَ أمجد الأندية الإنكليزية ولعلَّ أبرزها قطبي مانشستر، توتنهام، آرسنال. كان "كونتي" يلعب بخطة تكتيكية تجعلُ الخصوم في حيرةٍ من أمرهم 3-4-3. يتضحُ لنا منذ الوهلةِ الأولى أن الخطة هي دفاعيةٌ بامتياز؛ لأن الثلاثة الأوائل يلعبون في وسط الدفاع ولا يكترثون للأجنحة، وكان "كونتي" يعتمدُ في خطِّ الوسط على شابين "ماركوس ألونسو" والنيجيري "موزيس".

دور هذين الشابين اليافعين هو الهجوم والدفاع في الوقت نفسه، بمعنى مساندة الدفاع كظهير أيمن وكظهير أيسر، ومساندة الهجوم في الكرات المرتدة، وإغلاق المساحات على الخصوم.

في الارتكاز كان المحرك الذي لا يتحرك الفرنسي "نغولو كونتي" الذي يقومُ بدورِ تكسير الهجمة، ومساعدة الدفاع في صد الكرات المرتدة، شأنه شأن الإسباني "سيسك فابريغاس" الذي ساعد تشيلسي بخبرته الكبيرة في الدوري الإنكليزي مع آرسنال سابقاً.

بالنسبة للمهاجمين، كان الثلاثي المرعب، يرعبُ الحراس والمُدافعين، فالإسباني "بيدرو رودريغيز" يلعب على اليمين يقوم بتمريرات حاسمة لرأس الحربة، وفي الجهةِ اليسرى كان البلجيكي "إيدين هازارد" يقوم بتوغلات خطيرة من الأطراف، يتعب المدافعين بسرعته الكبيرة وتسديداته الدقيقة. في مركز الهجوم نجد الإسباني "دييغو كوستا" في مركز مهاجم صريح، يشتتُ ذهن المدافعين بمشاكسته، ودائماً يحسمُ المبارايات بالاعتماد على قدراته الفنية والمهارية، وقوتهِ البدنية وطوله الفارع.

كانت هذه هي التشكيلة المثالية التي اعتمد عليها "كونتي" فحسم بها الدوري الإنكليزي الممتاز.
كان تشيلسي في الموسم المُنصرم أكثر صرامةً وأداءً. كانت تخافُ منه جلُّ الأندية الإنكليزية؛ لأنَّ "كونتي" زرعَ في لاعبيه مفهوم "الغْرِنْتَا"، هذا المفهوم إيطاليٌّ بكلِّ التفاصيل، ويقصدُ به: القوة، الثقة في النفس، عدم الخوف، القتال إلى آخر رمق من المباراة.

في هذا الموسم رأينا تشيلسي بشكلٍ مُغاير، خصوصاً مع صحوة فريق "بيب غوارديولا" مانشستر سيتي، الذي حقَّقَ أرقاماً خيالية في هذا الموسم، لم يخسر في الدوري إلا في مباراةٍ واحدة.

"كونتي" دخلَ في مشاكل مع الإدارة؛ لأنَّها لم تدعمهُ بشكلٍ كبير في جلب مجموعة من اللاعبين الذين سيضيفونَ أشياء كثيرة للفريق اللَّندني.

تشيلسي هذا الموسم يعاني من تذبذب النتائج، ويبتعد عن المتصدر بحوالي 19 نقطة في المركز الرابع.

إنَّ "أنطونيو كونتي" أخطأ نوعاً ما في اعتماده على خطة 4-4-2؛ لأنَّ هذه الخُطة لا تتماشى مع فِكر الدوري الإنكليزي، الذي يقومُ على السرعة، والاندفاع البدني، وإغلاق المساحات. هي خطة دفاعية وهجومية في نفس الوقت، ولكن هذه الخطة تصلحُ كثيراً في الدوري الإسباني أو الفرنسي الأقل سرعة.

بهذه الخطة أصبح الهجوم متعباً، الكلُّ يعتمدُ على "هازارد" في الجهة اليسرى لإيجاد الحلول النَّاجعة، ومع تضييق الخِناق على "هازارد" يصبحُ البلوز عاجزاً على الوصولِ إلى مرمى الخصوم.

"ألفارو موراتا" ليست لديه الخبرة الكافية في هز الشباك، أداء المدافع "كاهيل" تراجع بشكل كبير. انتدب تشيلسي في الميركاتو الأخير المهاجم الفرنسي الفذ "أوليفيه جيرو" قادماً من – المدفعجية – آرسنال.

في الآونةِ أصبحت نتائج تشيلسي كارثية، وآخرها الهزيمة المذلة أمام واتفورد برباعية مقابل هدفٍ يتيم.

هنا تم قطع الشكّ باليقين أن المدرب "أنطونيو كونتي" اقترب من الرحيل عن تشيلسي، وأفادت صحيفة "ديلي ميل" بأنَّ المدرب الإسباني "لويس إنريكي" هو الذي سيخلفُ "أنطونيو كونتي"، خصوصاً أن المنتخب الإيطالي بلا مدرب، وكونتي هو المرشح لتولي قيادة الأدزوري.

هنا تم طيُّ صفحةٍ من تاريخ جميل، خطَّه كونتي ولاعبوه، ربما هذه الفترة سيتم حكيها للأحفاد؛ فقد حقق كونتي ما عجز عنه السابقون.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد