منذ اليوم الأول الذي حاول فيه تركي آل الشيخ التقرب من النادي الأهلي المصري، واستغلاله لورقة الانتخابات والمنافسة الضارية وقتها بين محمود طاهر، ومحمود الخطيب الذي صرح بعد ذلك بمنتهى الوضوح بأن الشخصية السعودية المقربة من ولي العهد سألته قبل أن يحسم النزال الانتخابي لصالحه: عايز إيه؟ فقلت: استاد الأهلي.
هذا الكرم تبعه فوراً إعلان آل الشيخ رئيساً فخرياً للنادي الأهلي، وهنا بدأ الأخير يكشّر عن أنيابه ليعبث بهذا الفريق العريق كما يشاء، فبعد مباراة السلام ضد أتلتيكو مدريد في مصر ثم مباراة تكريم اللاعب السعودي فؤاد أنور التي خاضها الفريق الأحمر بالصف الثاني؛ نظراً لكثرة التزاماته، والدليل أنه حضر للسعودية وعاد في اليوم الموالي، ثم خاض مباراة مهمة في اليوم الذي يتبعه في الإسكندرية أمام فريق الاتحاد، عن منافسات الدوري المصري، فهل يمكن للمدرب أو حتى الإدارة أن تحتاج لبرمجة الحفل التكريمي في هذا الظرف الذي لا يخدم الفريق؟
قطعاً لا، طالما أن آل الشيخ يتصرف كأنه الآمر الناهي في نادي القرن، وكي تتأكد من هذه الخلاصة المريرة، يقوم رئيس هيئة الرياضة السعودية بمداخلة هاتفية في برنامج كل يوم مع عمرو أديب، وهنا قمة الإهانة التي أجزم أن كل مشجع أهلاوي شعر بها، ويسمعه يتحدث عن أفضاله على الفريق، وبأنه السبب الرئيسي لصفقات الميركاتو الشتوي، وعلى رأسها صفقة صلاح محسن التي باتت تصنف بالتاريخية في مصر؛ لأنها الأغلى.
غير أن النقطة الأكثر أهمية تجلَّت في سعيه لإحداث شرخ في صفوف إدارة الفريق الذي لطالما كان الوحيد عربياً الذي يتسم بحسن التنظيم وعدم نشر غسيله الوسخ خارج أسواره، وهذا مبدأ دأبت كل الإدارات المتعاقبة على السير عليه، من أيام صالح سليم؛ ليصبح الفريق نموذجاً يحتذى به في الاحترافية والتعامل، وشخصياً أتمنى أن تستفيد كل الأندية العربية من دروسه.
اليوم أكتب بحزن وحُرقة كيف يسعى البعض لردم كل هذه القيم والتفنن في إذلال هذا النادي الكبير بأمواله، وإلا فكيف نفسّر ما جاء على لسانه بأنه يريد أن تسبّح إدارة الخطيب بحمده ليلَ نهار، وتكشف بأنه الوحيد الذي ينفق في سبيل النادي؟ ثم يتحدث عن رفض صفقة اللاعب العالمي الذي أراد جلبه، وهذه كانت ستكون أكبر سقطة في تاريخ النادي الأحمر لو تمت، فكيف يتم تجاوز كل الاختصاصات ونحن نتحدث عن كيان منظم وبلجان فنية متخصصة وشخصيات لها باعٍ طويل في كرة القدم؟
حقيقة لم أنهِ تلك المداخلة المشينة إلا وتملكني القلق على مصير هذا النادي العظيم، وهذا ما عبّرت عنه منذ اللحظة الاولى لهذا التعاون (كلفظ مهذب)؛ لأن من يشاهد كيف يتصرف زعيم البطانة المقربة من بن سلمان في المناخ الرياضي (سنكتفي بهذا المجال)، وكم القرارات الغريبة التي تكشف جهلاً مدقعاً بالميدان سيدرك مليّاً ما يحدث، ولمن يود التأكد أكثر ما عليه سوى مشاهدة تلك الحلقة التي وصفت بالاستثنائية من برنامج "كوورة" على روتانا خليجية، وجمعت أغلب الشخصيات الرياضية، وكيف يهين المسؤول الأول عن الرياضة السعودية كل الأسماء التي قدمت الغالي والرخيص لبلدها.
فرجاءً احموا كيان النادي الأهلي.. فعلاً إذا أُسندت الأمور لغير أهلها…
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.