من دون أدنى شك كانت منافسة كأس إفريقيا للاعبين المحليين المقامة في المغرب فرصة سانحة للمدرب المغربي جمال السلامي؛ للوقوف على مدى استعداد مجموعة من اللاعبين المحليين للانغماس في غمار المباريات الكبرى أمام منتخبات عتيدة من طراز رفيع، فالكرة المغربية اليوم أضحت معروفة بالتخطيط للمستقبل، والعمل القاعدي المبنيّ على أسس صحيحة.
بكل المقاييس الكروية قدمت الأسود المحلية ثورة كروية في بطولة الشان من خلال الأداء والنجاعة التي أظهرها لاعبو المنتخب المحلي في كل المباريات التي خاضوها.
الأسود المحلية تعزف أنغام التألق، وترسل رسائل لكل المشككين بالقدرات المحلية.
بتدشينه أولى مبارياته ضمن منافسات كأس إفريقيا للاعبين المحليين، المنتخب الوطني المحلي، وبأربعة أهداف دون رد أمام نظيره الموريتاني، برسم المباراة الافتتاحية "الجولة الأولى من دور المجموعات" لـ"الشان"، يكون زملاء أشرف بنشرقي قد أرسلوا رسائل غير مشفرة لكل المشككين بقدرات الأسود المحلية؛ إذ دشنوا فوزاً مقنعاً ضمن لهم ريادة الصدارة.
وأمام غينيا أكد الموهبة وظاهرة البطولة أيوب الكعبي أنه من ثوابت الأسود؛ إذ قاد نجم اللاعب الكعبي منتخب بلاده للفوز والتأهل للدور الموالي على منتخب غينيا، بثلاثة أهداف لهدف، لحساب الجولة الثانية عن المجموعة الأولى من نهائيات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، معلناً شموخ وكبرياء لاعب أجمع الكل على أنه الأفضل في البطولة، رحلة أبناء السلامي في البطولة استمرت بتعادل، بدون أهداف، أمام نظيره السوداني، برسم الجولة الثالثة والختامية من دور المجموعات لـ"الشان"، جعلت المنتخب المحلي يتأهل للدور الثاني منفرداً بصدارة المجموعة الأولى برصيد سبع نقاط.
مشوار البطولة.. الطموحات تكبر والرهان يفوق فرص الميدان
عبر بوابة المنتخب الناميبي، أبان زملاء الياميق عن علو كعبهم؛ حيث تمكن المنتخب المحلي المغربي لكرة القدم، من حسم التأهل إلى دور نصف نهائي المسابقة بهدفين نظيفين، ضارباً الموعد مع منتخب الثوار ليبيا وعينه على نهائي "الشان"، صحيح أن الأسود أخذت الحذر من ليبيا فمارست ضغطاً ضعيفاً لم يربك الليبيين، ومع ذلك كانت النجاعة حاضرة لدى الأسود المحلية، في حدود المشهد الثاني من اللقاء بعد انقضاء سابقه خاوي الأهداف، المغاربة المحليون استغلوا عاملي الأرض والجمهور، الشيء الذي أثمر الهدف الأول عن طريق المهاجم أيوب الكعبي، وفي الوقت الذي أوشكت المباراة فيه على نهايتها تمكنت ليبيا من تسجيل هدف التعادل قبل 5 دقائق من الصافرة؛ ليتأجل الحسم للأشواط الإضافية، ولأن كبرياء الأسود كانت ثابتة، واصل المنتخب المحلي سيطرته على مجريات اللقاء؛ ليعود الكعبي ويسجل هدف التقدم، ليتمكن بعدها وليد الكرتي من تسجيل ثالث الأهداف، معلناً تأهل المنتخب المحلي للمشهد النهائي لعرس إفريقيا المحلي.
أسود السلامي إلى نهائي "الشان" بجدارة واستحقاق
للإنصاف كان الاتحاد المغربي على رأسه السيد فوزي لقجع، على صواب عندما كلف الإطار جمال السلامي بالعارضة الفنية للمنتخب المحلي، ودون أدنى مبالغة كانت لمسة الرجل واضحة المعالم على أداء الكرة المحلية في البطولة، خاصة أن جمال وفي وقت وجيز، تعرّض لتسونامي كبير من الانتقادات بسبب اختياراته وقناعاته الكروية التي لم يتقاسمها معه كثيرون، لكن الرجل بقي مصمماً على نهجه، راسماً طريقه بدقة متناهية، حدها تتويج مستحق على حساب المنتخب المغمور، منتخب نيجيريا بأربعة أهداف نظيفة؛ ليؤكد للكل أن المدرب المغربي يملك من الخبرات ما يكفي للنجاح على الصعيد القاري.
النجاح يولد النجاح، ويبدو أن رياح التغيير التي شلّت المنظومة الكروية بالبلاد مؤخراً جرت بما تشتهيه السفن والأوساط المغربية، فبعد مشاركة خامسة للكرة الوطنية في المونديال بعد فوز تاريخي في أبيدجان على فيلة ساحل العاج، قد تكبر الطموحات ويلوح في الأفق إنجاز كروي بهيّ بالنسبة لهذا الجيل المغربي الجديد؛ ليؤكد ريادة الأسود الحالية في عالم الساحرة المستديرة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.