نحن نعيش مسلسلاً لا ينتهي من الأحداث والمواقف والأفعال التي تصدر علينا من أشخاص، من المفترض أن يكونوا قدوة لنا ولأبنائنا، سواء على المستوى الرياضي أو الفني. ولكن، ما يحدث الآن هو العكس تماماً، فقلة الأدب والإشارات المسيئة كثُرت في الآونة الأخيرة من دون رد فعل رادع من الدولة.
التلفاز أصبح مصدراً للتلوث الأخلاقي الذي يصيبنا بضيق التنفس أمام أطفالنا
ما ذنبنا ونحن جالسون أمام التلفاز أن نرى أو نسمع لفظاً خادشاً للحياء أو نرى إشارة مسيئة في إحدى المباريات مثلما حدث من حسام حسن ومِن قبله ميدو، أو نسمع ألفاظاً وعبارات ملوثة مثلما نسمعها من مرتضى منصور وأبو المعاطي زكي وغيرهم من الشخصيات دائمة الظهور على التلفاز؟!
فلو تركنا الرياضة وذهبنا إلى الأفلام والمسلسلات، فسنرى قُبُلات وعـبارات تحثُّ على الشهوة وإثارة الغرائز، فإلى متى يظل هذا الانحدار الأخلاقي الرهيب مستمراً لدينا ويطل علينا من منبر الإعلام ومن الشاشات؟!
انتشار التطبيل والرقص لمن يملك المال واختفاء الحيادية والمعارضة والحديث عن حقوق المظلومين
لقد أصبح الإعلام يسير في اتجاه واحد من دون حيادية أو نقل للمعاناة أو توضيح حال الفقراء والمساكين في البلاد، ويظهرون علينا كل يوم في برامج التوك شو وينقلون الأحداث بعيونهم ويُشعروننا وكأننا نعيش في جنات عدن ونحن المذنبون ، فأصبح هؤلاء يبحثون عن مصالحهم وليس مصالح الشعب فهم لا يريدون سوى مصلحتهم وزيادة عقـودهم فقط وحتى لو على حساب جثث الأبرياء.
سيطرة النفاق على عقول أصحاب النفوس الضعيفة وانتشار التعريض للحاكم ولمن يملك القرار
فلقد أصبحنا نعيش عصر النفاق بأنواعه وأشكاله كافة، سواء كان النفاق للحاكم أو من يملك المال، فكل قناة أصبحت تأتي بأكثر الأشخاص المتميزين في التطبيل والرقص على جروح الفقراء، وتقوم بالتطبيل للمسؤولين حتى يستمروا في عملهم؛ ومن ثم سوف تزداد عقودهم ويستطيعون أن يدفعوا اشتراكات الأندية، ويقضوا إجازاتهم في أوروبا ويُعلّموا أبناءهم في أرقى المدارس.
وهذا كله على حساب الفقير الذي لا يجد أموال الدروس الخصوصية بعد انهيار المدارس وانهيار أخلاق معظم المعلمين الذين يبحثون عن الدروس الخصوصية، ولم يعد هناك دور فعال للمدارس فانتشر المال وأصبح التعليم قاصراً على من يملك المال فقط..
انتشار قلة الأدب والعري والكلمات البذيئة تحت نغمة حرية الفكر والإبداع
على الرغم من الوضع الأمني الضعيف والظروف الاقتصادية الطاحنة، نواجه مشكلة قلة الأدب وانعدام الأخلاق والفجور والعهر، بحجة أنه الإبداع الفني، الذي يجب أن يظل حراً طليقاً من دون رقابة أو عراقيل، فأين دور الرقابة والمصنفات على أحداث الدعارة والعهر الذي نراه في الأفلام والمسلسلات والكليبات الغنائية التي تحثُّ على الرذيلة ويراها أطفالنا من دون مراعاة الآداب العامة؟!
ولو تم سرد حالات الفجور، سواء التي تظهر في الأفلام أو المسلسلات أو الكليبات الغنائية، أو التي نقرأها في الأدب والروايات- لوجدنا انحداراً أخلاقياً رهيباً وانزلاقاً إلى العهر والرذيلة والتشجيع على أنواع الفجور والدعارة، وغيرها من الأشياء الدخيلة على مجتمعنا الشرقي.
ألم يَحِن الوقت لكي نتخلى عن السلبية وتحكُّم الشهوات في نفوسنا ونقول للفسق والفجور "لا وألف لا"؟
لا نعلم لماذا هذا كله؟! هل هو من أجل المال؟ أم من أجل الشهرة؟ أم من أجل ماذا؟ فلتذهب الشهرة والمال إلى الجحيم، فحان الوقت أيها العربي الشرقي أن تتحلى بالأخلاق وأن يكون لديك نخوة الرجال، فأنت وأنا والجميع قادرون على بناء أمة عظيمة يستمد الغرب منها الأخلاق الحميدة، وأن نترك الشهوات والمال فهي أمور زائلة مهما عاش الإنسان، ولكن تبقى الأخلاق والكرامة والشهامة مهما طال الزمان.
لقد حان الوقت لكي نقول للخطأ وللظلم ولتحكُّم المال والسيطرة على عقولنا "لا وألف لا" لكل شيء سلبي يجعل منا أشخاصاً كالعرائس، ليس لها قرار أو موقف، ونتخلى عن شهامتنا وأخلاقنا وننجرف وراء الفسق والفجور، فحان الوقت لكي نقف مع أنفسنا ونواجه موجة الظلم والفجور والفسق، ونلتزم بتعاليم ديننا، ونصرّ على أن نعيش في حرية وليس عبودية، فلقد خلقنا الله أحراراً وليس عبيداً لأي نوع من أنواع الشهوات، فالإنسان هو خليفة الله في الأرض، فيجب أن نكون كما خلقنا الله.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.