خرجنا إلى هذا العالم لنجد معظم أوطاننا العربية قابعة في وحل الجهل والمشاكل والصّراعات وغياب التّخطيط والعشوائية في شتّى مجالات الحياة، قيل لنا إنّها حالة جديدة نشأت في العقود الأخيرة فقط، قالوا أيضاً إنها حالة أريدت لنا لم يكن لنا رأي ولا شأن فيها، أقنعوا أنفسهم واتخذوه سبباً للتّخاذل والرّكود، وكأنّه عذر قبيح يتحجّجون به ليواروا به خطيئة ما فعلوه ببلادنا.
نشأت فكرة نظريّة المؤامرة بين الأوساط العربية في بدايات القرن الماضي بعد سايكس – بيكو ووعد بلفور وانصياع حكام العرب والمسلمين لأوامر وتعليمات الغرب للحفاظ على مناصبهم ونفوذهم بعد تهاوي الدّولة العثمانية، وانتقلت النّظرية من مجرّد سياسيّة إلى فكريّة واجتماعيّة من جيل إلى جيل حتى بدأ ينبذها جيلنا الحالي، وعاش العرب دور الضّحية معلّقين كلّ مشاكلهم على شمّاعة المؤامرة، وبات الحديث عن المؤامرة والمجادلة فيها وإثباتها أهم من العمل والإخلاص والبناء والتّعمير، حتى صار مقياس وطنية الرّجل بمدى كرهه للغرب وثقافته لا بمدى حبّه لوطنه.
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.