4 علامات تشير إلى أنك ألدُّ أعداء نفسك

أنت لست بحاجة إلى درجة علمية من أكاديمية ويست بوينت لتُدرك أن التقرب إلى عدوك استراتيجية غير مُثلى لأنك لا تستطيع بالضبط الانسحاب من التعامل مع نفسك حين يصيبك الملل، ربما يكون هذا الوقت الأمثل لصنع هدنة مع نفسك. إن التقبل هو أفضل طريقة للانطلاق، ليس بالضرورة أن تحب أو يروق لك ما تكرهه في شخصيتك

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/25 الساعة 10:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/25 الساعة 10:52 بتوقيت غرينتش

احذر قد يكون أكبر أعدائك أقرب إليك مما تتخيل

"اجعل دوماً أصدقاءك بالقرب منك لكن اجعل أعداءك أكثر قرباً" عبارة قالها مايكل كورليون في الجزء الثاني من فيلم The Godfather.

ليس من عادتي تتبع نصائح أفراد العصابات الخيالية لكن في هذه الحالة أفعل. إن ألد أعدائي أقرب إلي مما أتخيل: إنها ترقُد تحت جلدي. نعم هناك أشخاص آخرون في هذا العالم آذوا مشاعري، أطلقوا علي عدداً من الأسماء وساهموا في تخريب عملي وصحتي وعلاقتي بالآخرين لكن حينما يتعلق الأمر باهتماماتي الخاصة لا يستطيع أحد سواي أن يحمل شمعة النور لي بطريقة سليمة.

أراهنك أنك تكون عدو ذاتك اللدود على الأقل في بعض الأحيان بالرغم من أنك قد لا تدرك ذلك، قد تكون عميلاً مزدوجاً مُقنّعاً بالبراءة مثل شخص يتمنى لك الأفضل لكنه يطعنك في كل منعطف. وإليك قائمة بالطرق التي تساعدك في التعرف على عدوك. اقرأها وانظر أي منها ينطبق على علاقة بنفسك.

العدو غير متسامح

بحسب التعريف فإن الأعداء هم من يرغبون في غزو أو تدمير الخصم، يحدث ذلك غالباً لأنهم يبغضون جزءاً أساسياً في هوية خصمهم. قد يبغضك عدوك بسبب الهيئة التي تكون عليها أو الطريقة التي تتحدث بها أو الطريقة التي تفكر بها أو كل ماسبق.

فكر سريعاً في شيء بغيض بشخصيتك. هل يأخذ من تفكيرك به أقل من 10 ثوان؟ إذا كان الأمر كذلك تفحص أقرب مرآة عاكسة فألد أعدائك يحدق فيها إذاً.

أنت لست بحاجة إلى درجة علمية من أكاديمية ويست بوينت لتُدرك أن التقرب إلى عدوك استراتيجية غير مُثلى لأنك لا تستطيع بالضبط الانسحاب من التعامل مع نفسك حين يصيبك الملل، ربما يكون هذا الوقت الأمثل لصنع هدنة مع نفسك. إن التقبل هو أفضل طريقة للانطلاق، ليس بالضرورة أن تحب أو يروق لك ما تكرهه في شخصيتك. إن ما بك من عيوب مثل بطنك المترهلة أو القلق الاجتماعي الذي يصيبك، أو موهبتك في فقدان مفاتيحك الخاصة، صفات لا تستطيع تغييرها حتى هذه اللحظة، لكن إذا تركت الأمر يسير بأريحية قد تجد إحساسك بالقلق قد أخذ يتقلص. ولأنك بدأت بالتسامح مع نواقصك فإنها ستصبح أقل ترسخاً وأسهل في التغيير، فما نقاومه يستمر وما نتقبله قد يذهب.

العدو ينشر الدعاية

إن كل الجيوش المقاتلة تحتاج إلى مؤسسة دعائية تروج لها، واستخدام اللغة القاسية وغير الإنسانية كفيلة بإقناع الأشخاص العاديين بقتل الآخر. إذاً ما هي اللغة القاسية وغير الإنسانية التي تستخدمها خلال الحديث مع نفسك؟ هل حين تفشل في ارتداء البنطال الجينز بسبب زيادة وزنك تشبه نفسك بالبقرة؟ إذا نسيت دفع فاتورة تليفونك هل تقول ما هذا البله؟ إذا كانت الإجابة بنعم فمرحباً بصناعتك لعقل مجرم الحرب. عليك أن تتصالح مع نفسك بنبذ هذا الخطاب العدائي سواء كنت تتحدث إلى نفسك أو إلى الآخرين وعوضاً عن ذلك استخدم الكلمات العطوفة كأنك تكسب حليفاً.

عدوك يستغل نقاط ضعفك

هل تتصَبب عرقاً مثل خنزير صغير مُصاب بالحمى حينما تُعد حفل عشاء أو مقابلة عمل أو جلسة نطق بالحكم أو غيرها من الأحداث الهامة؟ هل تعيد عمل شيء فعلته على نحو جيد عندما تغرق في الخجل؟ هل يطمع زميلك في العمل في موقعك الوظيفي بالرغم من أنك أنسب شخص له، لذا عليك المرة القادمة التي تتعرض فيها إلى الأذى من الآخرين أن تقول إن الأمر ليس رائعاً لكنه جيد أو تقول "إنك فعلت ما بوسعك ولا تستطيع فعل أكثر من ذلك أو "حسناً لا يهم" .

عندما تقول هذه الأشياء تكون بذلك معبراً عن رأي الأغلبية. يقول علماء النفس إن أغلبنا يميل إلى التفكير في الصفات والأحداث التي تحصد المزيد من الاهتمام عن غيرها التي نفعلها حقاً، وتُسمى هذه الظاهرة تأثير إلقاء الضوء، إليك وصفة مدروسة لمحاربة العجز الذاتي.

سلط الضوء على نفسك من خلال تعلم قاعدة الـ 20- 40 -60 إنها حكمة شعبية تقول؛ حينما تكون في عمر الـعشرين تكون على ثقة بأن كل شخص يفكر فيك، وعندما تصل إلى سن الأربعين تبدأ في تجاهل الأشخاص الذين يفكرون بك، وعندما تلامس سن الستين تُدرك حقيقة أنه لا يوجد شخص يفكر بك على الإطلاق. إن الناس مشغولون لدرجة لا تمكنهم من جعلك عدوهم اللدود، حتى أنهم لم يلاحظوا أخطاءك مثلما كنت تتوقع.

هل تذكر حفلة العام الجديد بالمكتب في 2002 عندما تناولت المارجريتا التي كانت مخصصة لعدد كبير من الحضور ورقصت رقصة بي-وي هيرمان " Tequila"نعم لقد فعلت ذلك، لكن حتى لو كنت على يقين من أن كل الحضور فعلوا ذلك فأثق أنه لا يوجد شخص يستعيد الحدث في ذاكرته بوضوح كأنه يدور في حلقة مفرغة مثلك. من يملك كل هذا الوقت؟ إنه عدوك اللدود الذي يجلس يميناً، حينما يلوح بأُفقك ما حدث بحفلة رأس السنة عام 2002 مرة أخرى كف عن التفكير، واسحب ورقة وقلماً واكتب كل تفاصيل الحدث، وبمجرد أن تنتهي من قصة خطيئتك، انتقل إلى كرسي آخر واسحب ورقة أخرى نظيفة واكتب فيها "لقد سمعت اعترافاتك وسامحتك".

إن التسامح الذاتي هو جوهر صلاة عالم اللاهوت الشهيرة لرينهولد نيبوهر والتي تساعدك على تقبل ما مضى وتغيير ما هو موجود حالياً في حدود قدرتك على التغيير.

إنك لن تستطيع الفوز في الحرب ضد نفسك. لذا النصر الحقيقي يتحقق حينما تدع عَتادك وتصادق عدوك. إذا نجحت بتحقيق السلام الداخلي وجدت العالم كله أصبح عطوفاً معك وصار مكاناً لطيفاً للحياة.

ولكي تتسلح في مشوار مجاهدة نفسك احفظ ما قاله لرينهولد نيبوهر في صلاته والذي بدأ كخطيب بالكنيسة وأصبح من يقود صلاة 12 مجموعة حول العالم "الرب يعطينا نعمة قبول الأشياء التي لا يمكننا تغييرها والشجاعة لتغيير الأشياء التي علينا تغييرها وحكمة التمييز بين الأولى والثانية".

هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأمريكية لـ هاف بوست وللاطلاع على المادة الأصلية أضغط هنا

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد