أجل.. النساء أفضل في قيادة السيارات

لكن للأسف فالمرأة نفسها على قناعة بأنها أقل مهارة من الرجل حتى قبل أن تحصل على رخصة القيادة؛ لذلك فإنها يجب أن تواجه الكثير من السخرية والنظرات الغاضبة والزوامير الوقحة لأقل خطأ قد يصدر منها، مما قد يزعزع ثقتها بنفسها.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/24 الساعة 03:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/24 الساعة 03:25 بتوقيت غرينتش

ينتشر اعتقاد ليس في مجتمعنا وحسب، بل في كل أنحاء العالم، أن الرجال يقودون السيارات أفضل من النساء بكثير، وأن السيارة التي تقودها المرأة عبارة عن حادث أو مصيبة على وشك الحدوث، وهي سبب أغلب حوادث السيارات والأزمات المرورية، وبل وحتى الحوادث التي قد يكون طرفاها رجلين، فإن هناك امرأة انحرفت بسيارتها بشكل خاطئ تسببت بهذا الحادث.

كما أن موضوع قيادة المرأة للسيارة أصبح موضوعاً للتندر.. فينتشر في مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الصور لحوادث غريبة مرفق معها تعليق بأن هذه الحوادث لا ترتكبها إلا النساء.

لكن هل فعلاً يقود الرجال أفضل من النساء؟
إن كان الجواب نعم.. فما سبب ذلك؟
هل بسبب وجود غدة في جسد المرأة تعيقها أثناء القيادة أم يعود ذلك لسبب نفسي أم لسبب غير هذا وذاك؟
وهل هناك فعلاً فرق بين قيادة الجنسين أم أنها مجرد توهمات؟

هناك عشرات الدراسات التي خلصت لوجود فارق فعلاً بين قيادة كل من الرجال والنساء، بعضها يرجّح كفة النساء والآخر يرجح كفة الرجال، وذلك لأن كل دراسة تعتمد على عوامل مختلفة عن الأخرى، وبالتالي تنظر لقيادة كلا الجنسين من زاوية مختلفة.

فبحسب دراسة أجرتها Privilege insurance البريطانية على سبيل المثال، تبين أن الرجال يتفوقون على النساء في: التحكم بالمقود، ملاحظة النقطة العمياء، كفاءة الانعطاف.

لكن النساء يتفوقن في: الالتزام بالسرعة المحددة، استخدام الغمازات، استخدام المرايا بكفاءة أعلى، الالتزام بإشارات المرور، والحفاظ على مسافة الأمان، وعدم إعاقة الحركة، وقلة استخدام الهاتف أثناء القيادة.

إذاً فلعقد المقارنة بين قيادة الجنسين علينا أولاً تعريف ما نقصده بـ"القيادة الأفضل".. فإن افترضنا أن القيادة الأفضل هي القيادة بسرعات عالية والمراوغة بين السيارات والتفحيط ورد الفعل السريع، فالأفضلية هنا للرجال، أما إن افترضنا أن القيادة الأفضل مرتبطة بالالتزام بقوانين السير وبأمن وسلامة السائق والركاب والمشاة، فالغلبة هنا ستكون للمرأة بلا شك.

لا يستطيع أحد أن ينكر أن النساء يتقيّدن بقوانين المرور أكثر من الرجال، وهذا في الحقيقة ما يزعج الرجال، فالرجل عادة لا يعترف بالضوء البرتقالي، بل إنه لا يتوقف عند إشارة المرور إلا إذا أضاءت الضوء الأحمر.

بينما المرأة تتوقف فور إضاءة الضوء البرتقالي، كما أن الرجال عادة كثيرو الانتقال من مسرب لآخر، بالإضافة لأنهم يميلون أكثر من النساء لمخالفة قوانين السير، فالرجال لا يلتزمون بوضع حزام الأمان مثل النساء، كما أنهم حول العالم هم من قد يقودون سياراتهم تحت تأثير الكحول، هذا فضلاً عن أنهم هم من يقودون سياراتهم بطرق خطرة عليهم، وعلى غيرهم من مثل التفحيط وسباقات السيارات وغيرها، وجميع هذه التصرفات يقع بها الرجال أكثر من النساء بكثير، ولذلك وحسب موقع بلومبيرغ، فإن بعض شركات التأمين الأميركية ترفع قسط التأمين على السائقين الذكور أكثر من الإناث.

هذا لا يعني أن النساء لا يرتكبن أخطاء أثناء القيادة، لكن أخطاءهن -على الأغلب- لا يمكن اعتبارها خطراً مميتاً وقاتلاً. فأغلب الحوادث والأخطاء التي يعيب بها الرجال على النساء لا تتجاوز أن تكون صعوبة في الاصطفاف أو تردداً أثناء التجاوز، كما أن الحوادث التي تتسبب بها النساء لا ينتج عنها إلا سقوط عمود إنارة أو انبعاج في أحد أبواب السيارة، أو ربما ارتطام برصيف ينتج عنه تحطم لمقدمة السيارة.

وهي أمور يعود سببها لبطء في ردة الفعل، والذي قد يكون ناتجاً عن سببين، أحدهما قلة الممارسة؛ حيث إن الرجال يقودون سياراتهم لمسافات وفترات أطول بكثير من النساء، والسبب الثاني هو الخوف والقلق الذي تعاني منه المرأة أثناء القيادة.

يمكن للمرأة تجاوز أخطائها في القيادة بالمزيد من الممارسة وبتعزيز ثقتها بنفسها، فالثقة بالنفس أثناء القيادة من أهم عناصر القيادة السليمة.

لكن للأسف فالمرأة نفسها على قناعة بأنها أقل مهارة من الرجل حتى قبل أن تحصل على رخصة القيادة؛ لذلك فإنها يجب أن تواجه الكثير من السخرية والنظرات الغاضبة والزوامير الوقحة لأقل خطأ قد يصدر منها، مما قد يزعزع ثقتها بنفسها.

فبحسب إحدى الدراسات تم سؤال مجموعة من الرجال والنساء عن رأيهم في قيادة الجنس الآخر، أجابت 28% فقط من النساء أنهن الأفضل، بينما 87% من الرجال أجابوا بأنهم الأفضل.

زعزعة الثقة هذه جعلت الكثير من النساء الحاصلات على رخصة القيادة يمتنعن عن القيادة لا لخوفهن من ارتكاب حادث ما، بل كي لا يتعرضن للسخرية والنظرات الغاضبة، وكأن حوادث السيارات لم تحدث إلا عندما بدأت المرأة بالقيادة.

إن شوارع المملكة العربية السعودية تعد من أخطر الشوارع في العالم، مع أن نسبة النساء السائقات فيها تقارب الصفر بالمائة؛ لذلك لا يمكن تحميل النساء وزر الحوادث والوفيات هناك إلا إن كن قد تسبّبن بهذه الحوادث من بيوتهن.

إذاً فالرجل أمهر من المرأة في القيادة، لكن غروره وحبه للتباهي وعدم التزامه بقواعد السير يعرضه ويعرض غيره للخطر.

أما المرأة فقيادتها أأمن لالتزامها بالقوانين، ولأنها أقل تهوراً وأكثر حذراً، فلذلك فهن أفضل من الرجال في القيادة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد