لوفر أبوظبي هو التحفة المعمارية التي خرجت إلى الضوء حديثاً، هذا المتحف الذي يظهر القوة المعمارية والجمال بأبهى صورة يمكن لك أن تراها، تلك القبة الرائعة بضخامتها والمكونة من عدة طبقات لشبكة هندسية معقدة تم تصميمها اقتباساً من سعف النخيل الذي اشتهرت عمارة الإمارات القديمة باستخدامه لحماية المنازل من ضوء الشمس، بحيث رافق هذا التصميم الرائع دراسة الضوء الذي يتخلل عبر القبة التي تغطي منثورات تكعيبية ذات تشكيل رائع، ترسو على مساحة الموقع البالغة 97 ألف متر مربع في جزيرة السعديات؛ ليربط العمارة التقليدية التي ترمز إلى البيوت الصغيرة المنخفضة مع العمارة الحديثة، عن طريق قبة معدنية قطرها 180 متراً تغطي معظم أجزاء المتحف، وتتوج بمظهرها المهيب أفق المتحف للناظر إليه من البحر والمناطق المحيطة به.
تتكون القبة من ثماني طبقات، أربع منها مصنوعة من الحديد الصلب، وأربع طبقات أخرى داخلية يفصلها هيكل فولاذي بارتفاع خمسة أمتار؛ ليتخلل الضوء من خلالها، ويصنع الظل بأشكال رائعة تتحرك باستمرار مع تحرك أشعة الشمس.
وقد وصف المعماري المصمم جان نوفيل المتحف بأنه "جزيرة في الجزيرة"، فهو يبدو كمدينة مكونة من المباني الصغيرة والبرك والمناظر الطبيعية، ومغطاة بقبة تحتضن كل ذلك "التي تتيح الضوء الساطع المنتشر من خلال أفضل تقاليد للعمارة العربية العظيمة".
يتموضع المتحف بمكان يمكن للزائر الوصول إليه عن طريق قارب أو عن طريق ممر طويل مشيا ًعلى الأقدام؛ ليتشوق الزائر إلى الوصول للمتحف الذي يحتوي على ثلاث وعشرين صالة دائمة ومساحات العرض، ومتحف للأطفال، وقاعة، ومراكز بحث متصلة من قِبل منتزهات الواجهة البحرية التي نسجت تحت قبة المبنى الشهير.
جرت مناقشات فيما يتعلق بكيفية عرض الأعمال الفنية التي ستُعرض في المتحف، بحيث أعرب رئيس ومدير متحف اللوفر في باريس هنري لويريت عن أن لوفر أبوظبي سوف يكون مكاناً ليس فقط لعرض الأعمال الفنية الغربية، ولكن أيضاً سيكون مخصصاً لعرض جميع الأعمال الفنية المتنوعة، وفي الوقت نفسه سيكون لوفر أبوظبي حلقة الوصل التي تجمع بين الشرق والغرب مع الشمال والجنوب.
العمل الضخم هذا فاقت تكلفته 650 مليون دولار، وتلك المعروضات التي تم عرضها في المتحف لن تكون ذات قيمة فنية أكبر من المتحف نفسه كما يُعتقد؛ لأن لوفر أبوظبي هو التحفة الأهم في هذا العمل، وهو العرض الفني الأول، ولربما الوحيد الذي سيدفع الناس لزيارة المعرض، فالتحف التي يحتويها المعرض لن تكون محط اهتمام أكثر من المتحف نفسه، بل ولا تعادل قيمته المعمارية والجمالية؛ تلك القبة التي استغرقت سنوات من التصميم ودراسة الظل، في كل يوم تقوم بنثر ضوء الشمس؛ ليرسم لوحات فنية على جدران المتحف الرائع؛ ليصبح لوفر أبوظبي قبة السماء وعمارة الأرض.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.