قواعد المحنة العشر

لا ينجو أحد من تكرار المحن والشكوى من المصائب، وتجدد الهموم والمنغصات؛ لذا كانت هذه القواعد للتعامل مع المحن، اكتبوها لعلها تكون عوناً لنا في حياتنا.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/08 الساعة 02:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/08 الساعة 02:35 بتوقيت غرينتش

لا ينجو أحد من تكرار المحن والشكوى من المصائب، وتجدد الهموم والمنغصات؛ لذا كانت هذه القواعد للتعامل مع المحن، اكتبوها لعلها تكون عوناً لنا في حياتنا.

القاعدة الأولى: لست وحدك
المسلم والكافر أمام سنن هذه الدنيا سواء، الحياة لا يمكن أن تسير على وتيرة واحدة، لا بد من خير يناكفه شر، وحق يصارعه باطل، وهكذا يعيش الإنسان في كبد (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، فلا تحزن ففي هموم الدنيا لست وحدك.

القاعدة الثانية: كل شيء له حكمة
لا يقدر الله تعالى شيئاً إلا لحكمة بالغة، وعاها من وعاها، وجهلها من جهلها، وكم في المحن من منح وكم في المصائب من ألطاف! ومن وراء الابتلاء حكم وأسرار تعجز قلوب البشر وعقولهم عن إدراكها، كم من شارد عن ربه يبتليه مولاه بحادث فيكون الحادث سبباً في توبته ورجوعه إلى مولاه! وكم من حادث أنجى من حادث أكبر منه! ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

القاعدة الثالثة: لا تتعلق إلا بالله
تيقن أن جالب النفع هو الله، ودافع الضر هو الله، وما دون ذلك، كلها أسباب يحركها الله لحكمة، ورحمة الله وسعت غضبه، وأنه أرحم بعباده من أمهاتهم اللائي ولدنهم، بل من أنفسهم التي يحملونها، وهذا كله يدعوك لأن تعلق قلبك بالله وحده فقط، لا تتعلق إلا بالله، وخذ بالأسباب مع التضرع والدعاء لله.

القاعدة الرابعة: الفرج بعد الكرب سُنة ماضية
تذكر أن الفرج بعد الكرب سنة ماضية، وقضية مسلمة، كالنهار بعد الليل، لا شك فيه ولا ريب، لا توجد كربة في الحياة استحكمت أحكاماً لا فرج معه، بل لا بد من فرج، إما فرج حسي أو فرج معنوي.

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت، وكنت أظنها لا تفرج.

القاعدة الخامسة: اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك
تذكر دائماً أن اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك، هذه ضعها نصب عينيك؛ لأنها تورثك عبادة أخرى، هي الرضا عن الله، والرضا عن الله عبادة جليلة، من فقدها فقد خيراً كثيراً.

قال الأعمش: كنا عند علقمة فقُرئَ عنده هذه الآية (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) "التغابن : 11″، فسُئِلَ عن ذلك، فقال: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.

القاعدة السادسة: شدة المحنة علامة قرب الفرج

كلما اشتدت المحنة، فاعلم أنها علامة على قرب الفرج، هذه سنة كونية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً) مسند أحمد )2803) وسنده حسن.

ولا تفكر بكيفية الفرج، فان الله إذا أراد شيئاً يسر له أسبابه، وقد تكون هذه الأسباب لا تخطر على البال، وسل نفسك هل كان موسى يعرف كيفية الفرج التي أوحي له بها حين وقف أمام البحر؟ وهل كان يوسف يعرف أنه سيخرج من السجن برؤيا للملك وهو نائم؟

القاعدة السابعة: كن إيجابياً

أعداؤك يريدون تدمير حياتك، فلا تستسلم، وكن إيجابياً، ولا تلهيك المحنة عن تطوير ذاتك، والتفكير الإيجابي، وحسن إدارة ما بعد المحنة، وتذكر دائماً أن الأفكار الجيدة تحمل ثماراً جيدة، والأفكار السيئة تحمل ثماراً سيئة، والمرء بستان نفسه.

القاعدة الثامنة: لا تكن عبئاً على أحد

في المحن العامة دائماً، يكثر من يحتاج العون، فلا تكن منهم، ولكن اجتهد أن تكون ممن يقدمون العون، وكن صاحب اليد العليا حتى ولو بالكلمة الطيبة، واليد العليا خير من اليد السفلى، ولو وجدت تقصيراً فالتمس العذر, وتجنب الصراع مع من كانوا يوماً سبباً لخير عشته في حياتك.

القاعدة التاسعة: اجعل محنتك نقطة انطلاق للأمام
البكاء على ما حدث لك لن يفيدك، ولكن اجعل محنتك نقطة انطلاق وتعلم منها وطور نفسك، وتعلم مهارة جديدة ولغة جديدة واقرأ كثيراً، وتذكر أن أول أمر من السماء كان (اقرأ).

القاعدة العاشرة والأخيرة: إذا طالت المحنة
إذا طالت المحنة ثم انفرجت وأدركت ذلك فتلك بشرى وخير في الدنيا، وإذا انقضى الأجل وأنت في المحنة، فلتكن سعادتك بلقاء الله وأنت على الحق وأنت من الصابرين، وتذكر وعد الله (وبشر الصابرين)، فهنيئاً لمن لقي الله وهو صابر محتسب.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد