"تحدِّي القيادة هو أن تكون قوياً، ولكن ليس وقحاً؛ أن تكون لطيفاً، ولكن ليس ضعيفاً، أن تكون جريئاً، ولكن ليس متنمِّراً، أن تكون عميق التفكير، ولكن ليس كسولاً، أن تكون متواضعاً، ولكن ليس خجولاً، أن تكون فخوراً، ولكن ليس متعجرفاً، أن تمتلك حسّ الدُّعابة، ولكن من دون حماقة" – جيم رون.
في حين أنّ اقتباس جيم رون كان أكثر توجّهاً نحو القيادة، إلاّ أنّ قوله عميقٌ في جوهره، وينطبق على أيِّ شخص.
عندما نتّصف بهذه الصِّفات، من المرجّح أن يرانا الناس كقادة، ولكن هذا لا ينبغي أن يكون هدفنا الأساسي، وكما نقرأ من خلال كلِّ جزءٍ من الاقتباس، يتّضح لنا أنّها طرق بسيطة لكنّها قوية للعيش.
وبطبيعة الحال، لا يستفيد الجميع من دروس الحياة، فنحن نرى العديد من الأشخاص يُظهرون العيوب الشّخصية التي تمّ ذكرُها في الاقتباس باستمرار: قساوة، ضعف، البلطجة، الكسل، الخداع، الغطرسة والحماقة، وسيظل كثيرٌ من هؤلاء الناس يعيشون بمثل هذه الطريقة، دون بذل أيِّ جهد واعٍ لتحقيق سماتٍ جديدة أكثر احتراماً.
قد تكون الحياةُ معقّدة، ولكن تجسيد صفاتٍ فردية قوية ليس صعباً كما يبدو، عندما نبذل جهداً واعياً، سوف يؤتي مستقبلنا بثماره بطبيعة الحال.
نحن البشر أقوياء، قادرون ومؤثِّرون، ولكن يجب علينا أولاً أن نُدرك ذلك، والأهم أن نؤمن بأنفُسنا، فمستقبلنا يتطلّب أن يكون لدينا مثل هذا الوعي والمُعتقد.
1- الحبّ يقهر كلّ شيء
الحبّ هو الأقوى، الأكثر وضوحاً، أعمق عاطفة يمكنُ أن نشعر بها، إنّ القُدرة على حبّ النّاس في مواجهة الظُّروف الأكثر سوءاً هي ما يجعل البشر مخلوقاتٍ فريدة حقاً.
فقد قال غاندي ذات مرّة: "حيثُ هناك حياة، هناك حب"، اقتباسٌ بسيط وعميق من شخصٍ يُقال إنّه عاش حياته بالحبّ والرّحمة إلى النّهاية.
غالباً ما اعتنق الناس الأكثر احتراماً في التاريخ الحبّ بطرقٍ سمحت لهم بالمُثابرة في مواجهة المشقّة والخسارة واليأْس.
2- الأحلام تستحق المُخاطرة.
كما قالت "هيلين كيلر" ذات مرّة: "الحياة إمّا مغامرة جريئة أو لا شيء". علينا أن نمضي في حياتنا من خلال عدم الاهتمام بمخاوف الحياة الضّحلة، ففي نهاية المطاف ما يهمّ حقًّا هو هدفنا… أحلامنا.
غالبية المجتمع لديه "عقلية الأمن"، التي تعني أنّ الناس يريدون العيش بشكلٍ مريح ومع الحدِّ الأدنى من الاضطرابات.
الكثير منّا يريد أن يستيقظ، يذهب إلى العمل، ويعود إلى البيت، ويحاول قضاء بعض الوقت للمُتعة.
المشكلة في مثل هذه النّظرة هي أنّها غالباً ما تأتي من الخوف – مشاعر قويّة بما فيه الكفاية لجعل العديد من النّاس غير قادرين على تحمُّل المُخاطرة.
شيء مهمٌّ بالنّسبة لنا جميعاً هو أن نفهم أنّ الخوف أمرٌ طبيعي – الجميع يخاف، ومع ذلك، فإنّ مُعظم الناس لا يفهمون أنّه يمكننا أن نوظِّف الخوف، بدلاً من أن يوظِّفنا هو.
إنّ تحقيق أحلامنا يتطلّب المُخاطرة؛ المخاطرة تستجلبُ الخوف، وظِّف هذا الخوف.
3- الشّرف والاحترام مهمّان جداً
إذا تبنّينا جميعاً الشّرف والاحترام كسلُوكيات ضرورية، فإنّ عالمنا سيكون مكاناً أقلّ إثارةً للجدل، ولسُوء الطالع، تبنّى المجتمع عقلية "الثرثرة"، العقلية التي غالباً ما تحرِّض البشر ضدّ بعضهم البعض، ومع ذلك، عندما نتخلّى عن المُجاملة المُشتركة لأفضل ما في بعضنا البعض والصِّدق، فذلك من شأنه أن يؤثِّر على نسيج المُجتمع.
يُمكن اكتساب الشّرف والاحترام من خلال تبنّي شخصية ذات تقديرٍ عالٍ.
4- اللّحظة الحالية هي كلّ ما لدينا
الوقت هو أثمنُ ما نملكه، فكِّر في ذلك: متوسّط عمر الشّخص في أميركا حوالي 79 عاماً (76 للرجال، 81 للنساء)، يمكن لأيِّ شخص وصل إلى متوسط العمر أن يشهد على أنّ "الوقت يمضي بسُرعة"، وكلّما طال أمدنا، كلّما مضى الوقتُ بشكلٍ أسرع.
ومن الغريب أن نُدرك أنّ الكثيرين (معظم الناس) لا يتبنّون اللّحظة الرّاهنة، بل يعملون دائماً، ويرحلون، ويبحثون ويصِلون، في كثيرٍ من الأحيان إلى لا شيء على وجه الخصوص.
والحمد لله، مدارس الفكر المتعلِّقة بالذهن والوعي والتأمُّل بدأت تتخلّل المجتمع الذي في حاجةٍ ماسّة إلى إعادة اكتشاف أهمية الحاضر.
5- نحن لن نملك الوقت أبداً
هذه النُّقطة مرتبطة بالنّقطة السابقة، فالكثير منا يستخدمُ ذريعة "ليس لدي الوقت"، بشكلٍ أو بآخر.
حسناً، هناك حالاتٌ حيث يكون الواحد منّا حقاً "ليس لديه الوقت"، ومع ذلك، هذا القول يُلفظ بلا حصر من قبل عددٍ لا يُحصى من الأفراد كذريعة.
حيث هذه العقلية تُسبِّب الضّرر للأشياء التي هي مهمّة بالنِّسبة لنا – العلاقات والأهداف والأحلام والصحّة – على سبيل المثال لا الحصر.
لمثل هذه الأمور الهامّة، أليس من واجبنا أن نستغلّ الوقت، بدلاً من أن يستغلّنا؟ بعد كلِّ شيء، نحن لن نملك "الوقت" حقاً، حتّى نقوم بفعل ذلك.
6- الظُّروف لا تحدِّدُنا
أحدُ تعاريف المسؤُولية هو القدرة على اختيار كيفية استجابتك، لا يمكننا أن ندّعي معرفة صعوبة ظروف بعض الناس، فهذه الظّروف غالباً ما تكون غير متوقّعة ولا يُمكن التحكُّم فيها، ومع ذلك، فإنّ أكثر الناس تأثيراً في العالم تغلبوا حتى على أشدِّ الظروف.
بمجرّد أن نسيطر على طريقة ردِّنا على أيّ ظرف من الظُّروف، بغضِّ النّظر عن المشاعر السِّلبية التي تُثيرها، سوف نُدرك التمكين الحقيقي.
7- ضبط النّفس هو حليفنا
المشاعر السّلبية قويّة بما فيه الكفاية لتشتيتنا، ولكن الحازم من يملكُ القدرة على تجميع نفسه والسّيطرة على تفكيره، وأثناء القيام بذلك، السيطرة على عواطفه.
هناك عددٌ قليل من السِّمات القوية مثل القُدرة على السيطرة على أذهاننا من خلال التركيز والاهتمام والوعي.
في حين أن تطوير مثل هذه القدرة غالباً ما يكون مضنياً ويتعثّر مع النّكسات، إلاّ أنّ إمكانياتها تصبح غير محدُودة عند اكتسابها.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.