التطور السريع في عالم السوشيال ميديا جعل شباب العالم العربي كالمخاتير يعلقون على كل شيء ولا يمر لأي حدث دون إبداء الرأي فيه، هل هذا الشيء صحي ويعبر عن الحرية للشباب العربي أم هو نقمة على شبابنا العربي؟
بعض المخاتير وجدوا في هذا العالم الافتراضي تسلية وإدماناً وكثيراً من الأحيان نجد من يسيطر على آراء المدونين أو المغردين ونجدهم يستخدمون الألفاظ البذيئة في التعبير عن آرائهم.
لقد وصل بالبعض إلى زيادة الشرخ بين الشعوب العربية، تحول هذا العالم الافتراضي إلى اختصاصات فنجد كثيراً من الشباب العربي يلقب نفسه باختصاص ومن تلك الاختصاصات "الزعران" من مهامهم شتم الشعوب العربية ويعتبر نفسه القائد المخلص للأمة العربية.
وتوجد فئة أخرى تسمى "المدافعين" هم يردون على أي تعليق أو عبارة شتم لأي شيء، وطبعاً الرد أيضاً يكون بالشتم وبعبارات نابية وأحياناً يصل البعض إلى رد الشتيمة بعشرة والتويتر يضاعف لمن يشاء، حسب تعبيرهم.
وهناك أيضاً فئة "العلاكين" هي فئة كبيرة في هذا العالم الافتراضي، يعملون على جمع اللايكات ويستخدمون وسائل التعري والدخول في مناقشات عن الجنس، وطبعاً هم أشخاص يعتبرون أنفسهم متحررين وأصحاب قضية.
أما "الحلف الممانع والمقاوم" فهم أشخاص متاجرون بالقضايا العربية، وهم أيضاً مَن لديهم شهادات مقاوم وخائن وحتى عميل مجرد اختلفت معهم بأي رأي.
أما باقي المستخدمين يقومون بنشر ما يحدث في حياتهم وما يتعرضون له من مشكلات وما يحتاجون إلى أخذ النصح والرأي فيها، وهو ما يفتح الباب لغير المتخصصين من الأصدقاء على تلك المواقع لإبداء الرأي، وهو ما يجعل الشباب عُرضة إلى أفكار غير مسؤولة وغير متخصصة ومتطرفة في بعض الأحيان.
استطاع الكثير من مستخدمي السوشيال ميديا التعبير عن مواهبهم وهواياتهم المختلفة، ومنها الكتابة الأدبية والشعر ونشرها على صفحاتهم الشخصية، وهو ما أدى إلى ضياع حقوق الملكية الفكرية لهؤلاء الأفراد؛ حيث يستطيع أي شخص نسخ ما كتب على صفحة شخص آخر وسرقة محتوى صفحته دون دليل يُثبت ملكية الأول ولا سرقة الثاني.
أحدثت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً بين علماء الدين والمعنيين بالفتاوى الدينية.
أدى الاستخدام غير المنضبط ونشر صور ومقاطع مخالفة للأعراف الاجتماعية والقواعد الدينية إلى تنامي الدعوات بإطلاق فتاوى دينية تحظر استخدام تلك المواقع، أو على الأقل تضع ضوابط تقنن استخدامها بعد أن بات من المستحيل حظر استخدامها، وتزايد الجدل حول إمكانية تأثير تلك الفتاوى من عدمه على جمهور المستخدمين من الشباب؛ حيث يستخدم هؤلاء الشباب مواقع التواصل الاجتماعي في المقام الأول للتحرر من السلطة السياسية والاجتماعية وحتى الدينية، على حد سواء.
الواقع الذى نعيشه وفي ظل التأثير الكبير للإعلام الرقمي لا بد من الاعتراف بأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من الحتميات في العالم العربي؛ نظراً لانتشارها المتزايد، والإقبال الشديد عليها من الشباب العربي، كما أنها خلقت بيئة أكثر ثراء في المحتوى المعلوماتي في العالم العربي، ولكن مثلها مثل أي من الاختراعات الحديثة لديها من الإيجابيات ومن السلبيات.
العمل على نشر الوعي للحد من السلبيات والاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي هو التحدي الأكبر الذي يواجه المجتمعات العربية في المستقبل القريب.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.