مع توارد خبر أن الموديلات الجديدة من الهواتف الذكية سترفق خدمة الشحن الوايرلس، قرأت خبراً عن أن شركة آبل وقّعت مع سلسلة مقاهي ستاربوكس وماكدونالدز وغيرها من الشركات العابرة للقارات لتقديم هذه الخدمة لعملائها.
في كل يوم نسمع فيه خبراً كهذا نندهش للمزايا والتسهيلات الجديدة، وفي الوقت نفسه لا ننتبه إلى أن العالم بهذه التقنيات يتحول من قرية صغيرة إلى حي صغير وغني، على حساب الأحياء الأخرى الفقيرة والتابعة.
هذه هي المعادلة الملاحَظة من سلوك الشركات العابرة للقارات.. أصبحت تتكتل بشكل دراماتيكي في الظاهر، وتحكم العالم بشكل درامي من الباطن،
يبدو هذا التكتل اقتصادياً في الظاهر، لكنه في الحقيقة مزيج من الاقتصادي والسياسي والأيديولوجي.
حيتان كبيرة تتربص بجميع الأسماك القادمة، وتستخدم لضربها كل الأساليب بما فيها القوة العسكرية إذا لزم الأمر، وبالطبع تحت لافتات مغرية.
فيسبوك تشتري واتساب وإنستغرام.. جوجل تشتري يوتيوب وأخواتها، فولكسفاغن تشتري سكودا والأمثلة كثيرة.. إذن، لماذا تبلع الحيتان الأسماك الناشئة؟
يريد اللوبي الغربي أن يظل ممسكاً بأدوات القوة وحده، ويضرب أي مشروع عابر للحدود الوطنية، سواء كان اقتصادياً أو سياسياً أو أيديولوجياً، وفي جانب الأفكار، سواء كان المشروع إسلامياً أو قومياً أو حضارياً، فإنه يظل هدفاً لهم لا يمكن أن يسمحوا له بأن يكبر.
أدرك الصينيون والروس والإيرانيون والأتراك هذه اللعبة وحاولوا الوقوف امامها بقوة
فمثلا في الصين لا يوجد جوجل، لديهم محرك بحث خاص بهم، ولا يوجد فيسبوك لديهم مواقع تواصل خاصة بهم، وهناك إجراءات بديلة لكبح جماح هذا التغول الناعم في روسيا وايران وغيرها.
أما في عالمنا العربي فلا زلنا نشعر بالزهو عندما نأكل من ماكدونالدز او نشرب في ستاربوكس، هذا فضلا عن أننا يمكن ان نفكر بمنصات تقنية بديلة او نتكتل في مشروع حضاري واحد!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.