بزغت شمس المنتظر

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/09 الساعة 02:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/17 الساعة 12:10 بتوقيت غرينتش

لعله لم يكن في حاجة للقراءة بقدر ما كان يحتاج إلى الكتابة، عقله المشتت، شعوره بالأرق، أفكاره التي بدأت تتدفق دفعت به لأخذ صديق دربه "قلمه" من درج مكتبه.

هذا القلم الذي ما فتئ يعبر عن آرائه، ومواقفه ورغباته، إنه في كلمة واحدة ملاذه الوحيد.

خاطبه قائلاً: "يا رفيق الدرب أنا في حاجة إليك، تعتريني رغبة جامحة للكتابة"، إن شعوره بالقلق مثل له دافعاً رئيسياً للكتابة.

لكن ما الذي أراد وبشدة أن يخوض غماره؟ ما الذي سعى إلى تحليله، وطرحه ونقده؟
جل هذه التساؤلات تبادرت إلى ذهنه، سعى إلى أن يكون تناوله للموضوع المزمع طرحه مغايراً، غير معتاد. ارتأى أن تتجسد أفكاره في قصيدة، محاولة شعرية تضفي طابعاً إبداعياً على طرحه للقضية، أراد وبشدة التعبير عن علاقة المثقف بالمجتمع عموماً والسياسي خصوصاً. فما كان له إلا أن وضع مستشاره الحكيم على دفتر أفكاره؛ لتكون هذه بداية:

قلم انتقد الاستبداد، حارب الاستعباد
حبر فتح الآفاق، سحق الأطواق
أشاد بالحق، ندد بالرق
خطاب سحر الفكر، مهد لما هو مرتقب
في زمان يكاد يندثر، أمام مجتمع مغترب
*****
ازدهر عهد الحريات،
قلم أنار كهف الظلمات
حرر العقول من قيود الانتهاكات
قلم انتشل الفكر من التعسفات
واجه القمع والتهميش مثقف أراد أن يعيش
في زمان ارتأى فيه التغيير
لواقع يحتاج التحرير
غرس بوادر التمرد
ضد نظام قمعي مستبد
أغار عليه المحارب الملتزم
بفكر ناقد محكم
*****
قمع، استبداد، تعسف، فانتقام
كان ذاك رد السياسي المنهزم
فما كان للمجتمع إلا أن يثور
انتقاما للمفكر المنتصر
بقلم أفاض كأس النقمة ضد السياسي المحتضر
فما كان له إلا أن ينتظر
جزاء فعله المتكبر
خلف عرشه استتر
عمله السلطوي الغادر
أما كان له أن يغير
نظامه الردعي، الجائر
انتهى عهد المغتر
لتبزغ شمس المنتظر
************
شمس أنارت دربا، بددت غيوما
انقشعت ظلمة الاستبداد،
بقلم شجاع، مقدام
فكان له ما أراد
أن أطاح بالظلم المعتاد
استفاق الوعي النائم
من سباته المطول
ها قد حل زمان الحريات..
فلا مجال لعودة المستبد الجائر

* هذه المحاولة الشعرية تجدونها على موقع المجلة الثقافية الجزائرية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
إسماعيل الهدار
كاتب وشاعر تونسي
باحث في القانون العام، حاصل على الإجازة في القانون العام والعلوم السياسية، حاصل على ماجستير في القانون العام، الآن بصدد إعداد أطروحة الدكتوراه. لديَّ اهتمامات أدبية وفكرية، ونشرت العديد من المقالات في صحف ورقية من أهمها القدس العربي، العربي الجديد، الزمان الدولية، كواليس الجزائرية، البناء اللبنانية، صدى المستقبل الليبية، الزمان العراقية وغيرها من المواقع والصحف الإلكترونية.
تحميل المزيد