كيف تقنع طفلك بالنظام؟ كيف تقنع طفلك بأهمية النظافة؟ كيف تقنع طفلك بتناول الطعام الصحي؟ كيف تقنع طفلك بالرفق بالحيوان؟ كيف تقنع طفلك باحترام الكبير؟ كيف تقنع طفلك بصلة الرحم؟ كيف تقنع طفلك باختيار الصواب؟ كيف تقنع طفلك بأي شيء؟ هذا هو موضوع مقال اليوم والإجابة المختصرة هي: كن قدوة! هذه الإجابة تبدو بسيطة وسهلة ولكنها السهل الممتنع.
الكثير من الأهل يمضون ساعات طويلة يقدمون المواعظ والدروس المستفادة لأطفالهم؛ يستخدمون هذا الصوت الرخيم والنبرة الهادئة والنظرة المتميزة التي تحمل بين طياتها الخبرة والحب والخوف والحذر والتوعد والترقب – يستخدمون هذا المزيج من لغة الجسد لتقديم النصح لأبنائهم. قد ينصت الأبناء وقد يدعوا الإنصات. قد يهتموا وقد يدعوا الاهتمام. وفي أغلب الأحيان يصاب الأهل بخيبة الأمل وكما يقول المثل "كلام الليل مدهون بزبدة؛ ان طلع عليه النهار ساح".
أثبتت الدراسات أن الطفل لا يتعلم المبادئ والأخلاق والسلوكيات والاجتماعيات من خلال النصح والإرشاد؛ يتعلم الطفل من خلال مراقبة أبويه وامتصاص سلوكياتهم وعاداتهم ومبادئهم خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره ثم يراجع ما امتصه ويعيد انتاجه وتوزيعه حتى عمر ستة أعوام. كأم أو أب لا يمكنك تغيير الكثير من شخصية طفلك بعد عامه السابع وسوف تحصد ثمار ما زرعت في سنوات الطفولة المبكرة.
أصعب ما في رحلة الأمومة وتجربة الأبوة هو القدوة – أن تكون شخص يقتدي به طفلك! أنت تعرف الصواب ولكن المطلوب منك اليوم هو اتباع هذا الصواب حتى يقتدي بك طفلك. عليك بتغيير الكثير من عاداتك وترك الكثير من سلوكياتك وتغيير نمط حياتك لتكون صورة حية لما تود أن يشب عليه طفلك. هذه بعض الأمثلة:
أم تريد من طفلها أن يكون منظم؛ عليها أن تبدأ بنفسها ويصبح النظام والترتيب روتين يومي في بيتها – بدأ من ترتيب الأسِرّة كل صباح وانتهاء بتنظيم المطبخ ومحتوياته بعد كل وجبة ومكان الأنشطة بعد انتهاء كل نشاط.
أب يريد أن يشب طفله بصحة جيدة؛ عليه أن يتوقف عن التدخين وعن المشروبات الغازية وعن المعلبات وعن الوجبات السريعة والحلويات والسكريات.
أم تريد لابنتها زوج صالح يحبها ويحترمها؛ لن تتزوج ابنتها من مثل هذا الرجل إذا امتص عقلها صور إهانة الأم – على يد الأب – باستمرار وقهرها والاعتداء عليها قولا أو فعلا.
أب يريد لابنته أن تحب نفسها كما هي وألا تتحول إلى مدمنة مساحيق وصالونات التجميل؛ لن يحدث هذا إذا لم ترى في عيون هذا الأب كل الإعجاب والحب لوجه والدتها بدون مساحيق أو عمليات.
أم تريد لأطفالها حب القراءة والبحث؛ لن يكونوا هذا الشخص إلا إذا لمسوا وشعروا بحبك للقراءة والعلم والاطلاع.
الخلاصة هي أنك بمجرد اتخذت قرار الإنجاب فاعلم أنك لن تبقى على حالك ولن تستمر حياتك كما هي وأنك يجب أن تتغير للأفضل والأرقى والأصح حتى تعطي لطفلك فرصة ليكون أفضل ما يمكن أن يكون.
هذه التدوينة منشورة على موقع مصر العربية
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.