في منطقة البولينيزيا القديمة بالمحيط الهادئ، قام النصف إله المسمى "ماوي" بإثارة لعنة رهيبة أثّرت بشكل سيئ على حياة المنطقة، الشيء الذي سيدفع الابنة الطائشة لرئيس قبيلة إلى إنقاذ جزيرتهم، وذلك عن طريق الاستجابة لطلب المحيط من أجل البحث عن هذا النصف إله؛ لكي يُرجع الأمور إلى مجاريها.
يعتبر هذا الفيلم ذو النوع الرسومي المتحرك الثلاثي الأبعاد من أنجح أفلام سنة 2016، فقد حصد أكثر من 600 مليون دولار على الصعيد العالمي، وترشح لجائزتَي أوسكار، أفضل فيلم رسوم متحركة وأفضل موسيقى تصويرية.
الفيلم هو من إخراج كل من "رون كليمنتس"، و"جون موسكر"، و"دون هول" و"كريس وليامس"، وبطولة أداء صوتي لكل من نجم المصارعة الشهير "دواين جونسون ذا روك" والشابة الصاعدة "أولي كرفالو".
كفانا الآن من تقديمٍ لهذا الفيلم، ودعنا نركز على ما يهمنا فيه، فرغم أنه يعتبر ممتعاً جداً، فإن هناك بعض الأشياء التي لا يجب أن تذهب مع ريح المتعة دون الإشارة إليها ومحاولة إشعال مناقشة حولها.
ليست أشياء وإنما مشهد واحد أثار فضولي على نحو أخذ بذاكرتي ومعرفتي المتواضعة إلى زمن غابر في الماضي.
إن المشهد الذي أتكلم عنه هو مشهد انشقاق البحر عند التوقيت 01:28:33، عندما طلبت بطلة فيلمنا "موانا" من البحر أن يشق لها الطريق؛ ليصبح هناك ممر آمن تمر منه شيطانة التراب والنار "تي كا"؛ لأن هذه الأخير لا تستطيع أن تلمس الماء بسبب أنه يضر بها.
أظن أن الفكرة التي أتكلم عنها أصبحت واضحة، واقعة انشقاق البحر للنبي موسى -عليه السلام- واقعة انشقاق البحر هذه كانت من أجل أن يمر قوم موسى بنو إسرائيل هرباً من بطش فرعون.. إلخ، لن أدخل في تفاصيل كثيرة حول هذه الحادثة، أردت فقط أن أقارنها بهذا المشهد في الفيلم، حتى إنني لن أعطي أي تحليل أو تفسير له، سأترك لك أنت أيها القارئ الفرصة كي تعطينا رأيك فيها في منطقة التعليقات في الأسفل.
لكن قبل أن أنهي، أريد فقط أن أشير إلى أن هذا المشهد، بدون نقاش، مستوحى من واقعة انشقاق البحر لموسى، ولِتتضح الصورة أكثر، سأبسط فقط هذا المشهد، أما واقعة موسى فالجميع يعرفها.
بعدما استعصت هذه الشيطانة "تي كا" على أن ترجع إلى سابق عهدها وتكفّ عما تقوم به من نشر للشر الذي يقتل كل ما في الطبيعة من محاصيل، قررت بطلة الفيلم "موانا" أن تناشدها بالكلمة الحسنة لعلها تؤثر فيها وترجع إلى سابق عهدها، فإذا بـ"موانا" تطلب من البحر أن يتركها تلاقيها، ثم نرى البحر ينفلق إلى شقين، فيصبح هناك ممر آمن؛ لكي تمر منه الشيطانة، التي كما قلنا لا تستطيع أن تلامس الماء لأنه يقتلها.
إذاً يلتقي الاثنتان في وسط الممر بين شقَّي البحر، تقوم "موانا" بغناء بعض الكلمات المؤثرة، ثم نرى الاثنتين تضعان رأسيهما على بعض في مشهد مؤثر يدل على أن "موانا" أقنعت الشيطانة "تي كا" بالرجوع إلى سابق عهدها.. إلخ.
الآن، قد تسأل: ما المشترك بين هذا المشهد وبين حادثة موسى؟ أنا شخصياً لا أعرف؛ لذا قررت أن أشارك معك هذا الفضول، وأن أطرح بعض الأفكار التي استنتجتها لعلها تساعدنا على الإجابة:
في واقعة موسى عليه السلام، أوحى الله له بأن يضرب بعصاه البحر لينشق ويمر قومه نجدةً من فرعون الذي كان سيقتلهم.
في الفيلم انشق البحر؛ ليتحد الإنس مع الشيطان من أجل أن يعيش الإنس.
من الفيلم كذلك نرى أنه بعد مساعدة الإنس (موانا) للشيطانة على أن ترجع إلى سابق عهدها، أعطت للإنس الكثير من المتعة تتجلى في الطبيعة وخضرتها.. إلخ.
حسناً، كانت هذه بعض الأفكار التي أثارت فضولي حول الفيلم، لا بد لك أنت أيها القارئ إن كنت قد شاهدت الفيلم أن تعطينا تفسيرك ورأيك حوله بالتعليقات في الأسفل.
– تم نشر هذه التدوينة في موقع aflamtalk
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.