هل يرتدي أبناؤك الجينز الممزق الجديد موضة أون فليك؟ هل يرسل أطفالك المزيد والمزيد من الصور والقصص خلال برنامج سناب شات وإنستغرام؟ هل أصبح الـ"سيلفي" أكثر الأمور التي يقوم بها أبناؤك في المنزل؟ هل تشعر في بعض الأوقات أن أبناءك المراهقين يتحدثون لغة أجنبية أخرى (على الرغم من أنها لا تزال تشبه اللغة الإنكليزية؟) هل تشعر في كثير من الأحيان أنك تتحدث إلى الجدران؟ من هي فيليشيا ولماذا تقول ابنتك "وداعاً" لها، في حين أنها تلوح لك؟
إذا كنت أحد الوالدين لطلاب المدارس المتوسطة أو الثانوية الذين يقومون بمثل تلك التصرفات، فاعلم أنك لست وحدك! الجزء الأكبر في هذه المشكلة هو أن الآباء والمراهقين من جيلين مختلفين تماماً في التفكر والأولويات، ما يجعلهم كما لو كانوا يتحدثون لغة مختلفة.
لا نريد لأطفالنا شيئاً سوى أن يكونوا سعداء وبصحة جيدة، وأن يبقوا آمنين. فقط نريد منهم اتخاذ القرارات السديدة، ونريدهم أن يثقوا فينا. ولكن كيف يمكننا التحدث إليهم وتزويدهم بما لدينا من خبرة وحكمة دون أن يبتعدوا عنّا وينفروا منّا؟
سأضع بين أيديكم أيها الآباء والأمهات بعض الاستراتيجيات التي تدفع أبناءكم المراهقين للثقة بكم ومصارحتكم بما يشغلهم.
كونوا هذا الأب أو الأم وسيثق بكم أبناؤكم
1- تعرف على من تتحدث إليه – لدينا جميعاً تلك الشخص الذي يكبرنا في السن. اثنان من أقدم أصدقائي توائم، اعتدت التحدث مع أمهما عن كل شيء وعن أي شيء؛ لأنها كانت ودوداً. كلنا تحدثنا مع ذلك الشخص الذي يكبرنا ووثقنا به عندما واجهنا بعض المشاكل؛ لأننا لم يمكننا التحدث لآبائنا عنها، فعلنا ذلك لأننا نستطيع أن نثق به بعدم الحكم علينا ومساعدتنا في العثور على أفضل طريقة للتعامل مع الحالات الصعبة (والحرجة في بعض الأحيان).
لقد استطاعت القيام بدور الأم وكاتمة أسراري في آن واحد، لم تكن صديقتي، ولكنني شعرت في كل مرة تحدثت لها فيها أنني يمكنني أن أكون صادقاً معها دون الخوف من إطلاق الأحكام أو سماع جمل، مثل:"لقد قلت لك ذلك"، أو "لا أستطيع أن أصدق أنك فعلت شيئاً من هذا القبيل".
2- لا بأس أن تخسر معركة لأجل أن تكسب الحرب كلها
في حين أن هناك عدداً قليلاً من القواعد غير القابلة للتفاوض، إلا أن الكثير يمكن التعامل معه بمرونة أكثر؛ لذلك لا تكن صعب المراس مع كل شيء وإلا ستصبح حياتك المنزلية صراعاً مستمراً على السلطة.
هذه هي الطريقة التي أدير بها الفصل الدراسي في المدرسة الإعدادية، إذا أراد أحد الطلبة الجلوس على الأرض للعمل، ليس هناك أى مشكلة! طالب آخر يقسم أنه طعن إصبعه عن طريق الخطأ، أتفهم ذلك.
آخر أتى بجينز لا يتوافق تماماً مع متطلبات اللباس؟ ليس هناك مشكلة حقيقية وبالتأكيد لا تستحق المجادلة. التسلط، السلامة، العنف، أمور أخرى غير قابل للتفاوض.
وجهة نظري هنا هي أنه يجب عليك فقط الاهتمام وعدم مناقشة بعض الأمور، فقط إذا كانت حقاً مهمة. منذ مطلع العام الدراسي، يعرف طلابي أن هذه هي الطريقة التي أتعامل بها، وجدير بالذكر أنها تعمل على أتم وجه.
هذه الاستراتيجية تعمل بشكل جيد للآباء والأمهات أيضاً، ابنتك تريد صبغ شعرها باللون الأزرق؟ تماشى مع الأمر. ابنك يتلفظ ببعض الألفاظ الخارجة القليلة مع أصدقائه – لا تبدِ انتباهاً كبيراً. وجهة نظري؟ أجل تلك المجادلة النارية عندما يستدعي الأمر لذلك حقاً، وأنا أعدك أن القواعد وجمل التوبيخ ستكون أكثر فاعلية بمليون مرة.
3- لا تحكم عليهم أو على أفعالهم، حتى إذا كنت حقاً تريد ذلك
إذا خشي الأطفال إطلاق الأحكام المسبقة، لن يصارحونا بما يشغلهم أو بما حدث معهم. ابنك يحتاج إلى أن يعرف أنه يمكن أن يخبرك بما ارتكب من أخطاء دون الخوف من سماع أشياء مثل "كيف يمكن أن تكون بهذا الغباء!" إذا كنت تريد أن تكون الوالد الذي يتصل به أبناؤه عندما يقعون في محنة – سواء كان ذلك حفلة خرجت عن السيطرة، أو صديقاً أصبح في حالة سُكْر شديدة أو تورط في حادثة سيارة أو ما إلى ذلك من مواقف. كُن ذلك الوالد من خلال تجنب إطلاق الأحكام عليهم.
عندما كنت في المدرسة الثانوية، كنت خارجةً مع صديقةٍ لي وتم سحب سيارتها، كانت خائفة جداً ان تتصل بوالديها؛ لذلك اتصلت بوالدي. على الرغم من أن الوقت كان متأخراً جداً في الليل، فلقد دفع الغرامة وأخرجنا ولم يقل لنا ولو لمرة واحدة: "لا أستطيع أن أصدق أنكم يا فتيات لم تقرأن علامات وقوف السيارات"، بدلاً من ذلك، فقد جاء وساعدنا. علمني أنني يمكن أن أثق به لمساعدتي، دون الخوف من الانتقاد، حتى لو كنت قد ارتكبت خطأ أحمق.
لذلك بدلاً من الحكم على أطفالك، يجب عليك مساعدتهم على الخروج من ذلك الوضع الصعب ثم التعامل مع الأمر في وقت لاحق.
من المحتمل أن أبناءك يعلمون بالفعل أنهم قد اتخذوا قراراً سيئاً – وبذلك فهم ليسوا في حاجة للانتقاد، وعلى الأرجح أيضاً أنهم لن يفعلوا ذلك مرة أخرى.
4- أخبرهم عن الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها عندما كنت في سن المراهقة
لقد ارتكبت أخطاء جسيمة عندما كنت سكران جداً في إحدى حفلات الرقص أثناء المدرسة الثانوية، وقامت إدارة المدرسة بالاتصال بوالدي، ولكنه بدلاً من توبيخي، فقد أخبرني والدي أنه ذات مرة سرق إحدى علامات التوقف بينما كان خارجاً يتنزه في سيارة والدته. وأخبرني كيف كان يشعر بالخزي عندما جاء رجال الشرطة وقاموا برن جرس الباب، وأخبروا والدته بما حدث وطلبوا إعادة علامة التوقف مرة أخرى. سماعي منه أنه قد تخبط في صغره كما فعلت أنا جعل هناك رابطة بيننا، وجعلني أتعلم من خطئي أكثر ومن تأثير العقاب الذي ربما كان يمكن أن يوقِعوه عليّ.
الكبار لديهم هذه العادة أثناء التحدث إلى المراهقين كأنهم أفضل منهم، مما يجعل أطفالهم يشعرون دائماً بالخوف. تحدث مع أطفالك على مستوى عقليتهم.
من الضروري ألا تكون انتقادياً، حتى في تعبيرات وجهك ولغة جسدك (قد تضطر إلى القيام بعمل شاق لتخفيها). إذا كان هناك شيء مروع -كالحمل في سن المراهقة، والشرب المفرط، أو التوقيف من قبل الشرطة – اكتم صدمتك إلى أن تكون بمفردك معهم وحاول معالجة الأمر بعد ذلك.
الخلاصة: إذا كنت تريد أن يصبح أطفالك صريحين معك ويتحدثون إليك عن الأشياء المهمة التي تشغلهم، يجب أن يكون لديك سعة الصدر لسماع ما لديهم ليقولوه.
هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا