هل الإرهاب ماركة مسجّلة للمسلمين بعد الحرب العالمية الثانية

قاموا بطرد جميع سكان المدن إلى الأرياف وإجبارهم على العمل في الزراعة، بمن في ذلك 2 مليون شخص كانوا يسكنون العاصمة بنوم بنه، وإلغاء التعامل بالنقود، وحظر التعليم وتحويل المدارس والجامعات إلى سجون، وحظر تام على ممارسة الشعائر الدينية، وحظر اللغات الأجنبية والقضاء على مسؤولي وعسكريي النظام السابق وتصفيتهم جسدياً.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/07 الساعة 03:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/07 الساعة 03:08 بتوقيت غرينتش

يرفض الكثيرون الخوض في أحداث إرهابية تاريخية عظيمة وقعت قبل الحرب العالمية الثانية؛ لقوله إن البشرية نضجت بعد هذه الحرب، وإنه من غير العملي العودة لما قبل هذا التاريخ، وعلى الرغم من سفسطائية هذا الطرح المتعمد لحصر تهمة الإرهاب في دين معين، فإن الأمثلة على ممارسة غير المسلمين للإرهاب بعد الحرب العالمية الثانية أكثر من أن تُحصى وتُعدّ.

في أبريل/نيسان 1993 أعلنت الأمم المتحدة بلدة سريبرينيتسا الوادعة الواقعة في وادي درينا في شمال شرق البوسنة "منطقة آمنة" تحت حماية قوات الأمم المتحدة، ممثلةً بعناصر الكتيبة الهولندية في قوات الأمم المتحدة التي يبلغ تعدادها 400 عنصر، وبناءً على ذلك قام المتطوعون الذين كانوا يدافعون عن المدينة، بتسليم أسلحتهم.

قامت القوات الصربية، وبأوامر مباشرة من أعضاء هيئة الأركان الرئيسية لجيش جمهورية صربيا القادة – العسكريين والسياسيين- بالقيام بعمليات تطهير عِرقي ممنهجة ضد المسلمين البوسنة والمعروفين باسم "البوشنياق"، وقد حدثت على مرأى ومسمع من الفرقة الهولندية التابعة لقوات حفظ السلام الأممية المتواجدة على مرمى حجر، دون أن تقوم بأي شيء لإنقاذ المدنيين، فبعد دخول القوات الصربية البلدة ذات الأغلبية المسلمة، قامت بعزل الذكور بين 14 و50 عاماً عن النساء والشيوخ والأطفال، ثم تمت تصفيتهم جميعاً ودفنهم في مقابر جماعية، كما تمت عمليات اغتصاب ممنهجة ضد النساء المسلمات.

وصف الأمين العام للأمم المتحدة هذه المجزرة بأنها أسوأ جريمة على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية بواقع 8000 قتيل مدني.

أعلنت الأمم المتحدة أن مسلحي جيش الرب للمقاومة بقيادة جوزيف كوني، قتلوا أكثر من 100 ألف شخص في وسط إفريقيا خلال السنوات الـ25 الأخيرة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، في تقرير عن وسط إفريقيا: إن هؤلاء المسلحين ملاحقون أيضا لخطفهم ما بين 60 و100 ألف طفل، وتسببهم بنزوح مليونين ونصف مليون شخص. (المصدر: الأمم المتحدة)

تأسس جيش الرب كمعارضة أوغندية من قبائل الأشولي في الثمانينات، وبالتحديد عام 1986، على يد جوزيف كوني، وهو نفس العام الذي استولى فيه الرئيس يوري موسيفيني على السلطة في كمبالا.

واستندت في تحركها على دعاوى بإهمال الحكومات الأوغندية للمناطق الواقعة شمال أوغندا.

وبدأ نشاطها منذ عام 1988 في شمال أوغندا، إلا أن مقاتليها أخذوا بالانتشار في أطراف شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وفي إفريقيا الوسطى وفي جنوب السودان منذ عام 2005.

يسعى جيش الرب إلى إقامة نظام ثيوقراطي (حكم ديني) يتأسس على الكتاب المقدس/العهد الجديد والوصايا العشر.

تعتبر منظمة الخمير الحمر المسؤولة عن موت 1.5 مليون شخص (تتراوح التقديرات بين 850,000 إلى 3 ملايين) عن طريق الإعدام، والتعذيب والأعمال الشاقة.

حاول زعيمهم بول بوت تطبيق نوع راديكالي متشدد من الشيوعية الزراعية؛ حيث يجبر الشعب على نوع من الهندسة الاجتماعية للعمل في مزارع اشتراكية وفي أعمال شاقة.

الخمير الحمر كان الحزب السياسي الحاكم في كمبوديا، وهو عبارة عن حلف لمجموعة أحزاب شيوعية.

قاموا بطرد جميع سكان المدن إلى الأرياف وإجبارهم على العمل في الزراعة، بمن في ذلك 2 مليون شخص كانوا يسكنون العاصمة بنوم بنه، وإلغاء التعامل بالنقود، وحظر التعليم وتحويل المدارس والجامعات إلى سجون، وحظر تام على ممارسة الشعائر الدينية، وحظر اللغات الأجنبية والقضاء على مسؤولي وعسكريي النظام السابق وتصفيتهم جسدياً.

كما تعرضت جميع الأديان في كمبوديا للحظر تحت طائلة الموت، وتم تدمير المعابد البوذية والكنائس وجميع مساجد كمبوديا وعددها 180، ولم يبقَ من 40 ألف مسلم على قيد الحياة في محافظة كامبونج تشام سوى 4 أشخاص بعد سقوط نظامهم.

أما قصة الروهينغا وتعرضهم للتطهير العرقي بتعاون ساسة مع رجال دين بوذيين فلا أظنه يحتاج إلى شرح، فكلنا نتابعه يومياً على الشاشات وعلى السوشيال ميديا.

التطرف فكر عالمي غير محصور بقومية أو دين، يظهر إذا توافرت البيئة والظروف المناسبة، ولم آتِ إلا على ذكر أمثلة لإرهاب اعتمد بشكل أو بآخر على أيديولوجيا للقتل والتصفية والتطهير، ولا يتسع المقال للإحاطة بالموضوع.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد