دراسة تكشف أن الاستيقاظ باكراً للعمل أو للدراسة هو أحدث أشكال التعذيب

النوم بشكل غير كافٍ والاستيقاظ مرغماً لأجل الذهاب باكراً للعمل أو للمؤسسة التعليمية، يجلب التعب النفسي والجسدي كنتيجة، وأموراً أسوأ على المدى البعيد كالاكتئاب أو حتى الإدمان.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/04 الساعة 07:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/04 الساعة 07:05 بتوقيت غرينتش

جاء في دراسة للباحث من جامعة أكسفورد بول كيلي Paul Kelley أن نظام التوقيت الذي ينتهجه كل من قطاعي الشغل والتعليم هو شكل عصري من أشكال التعذيب التاريخية.

يمتلك الإنسان ساعة بيولوجية، أي: نظاماً عصبياً حيوياً، يوازن بين الجهد والراحة التي يحتاجها الجسد، فساعات معينة من النوم أمر مطلوب.

لكن منطق المجتمع المحكوم بمنظومة اقتصادية – اجتماعية متوارثة يأتي بالعكس؛ ليحرم الناس من ساعتين صباحيتين لهما أهمية لراحة أجسادهم.

ليس هناك من لم يواجه صعوبات ومشاكل مع الصباح، نمط العيش الحديث يحث الناس على النوم متأخرين، فكيف نتوقع منهم الاستيقاظ بسهولة باكراً؟!

نظام الاستيقاظ باكراً لأجل العمل والتمدرس هو نظام قديم يعود للمرحلة الصناعية التي كانت تهدف للإنتاج والربح أكثر مما تهتم بمصلحة البشر.

لا وجود لمعيار نؤسس عليه سبباً لإيقاظ الناس باكراً، خصوصاً الأطفال الذين يجدون صعوبة في التركيز وصعوبة أكبر في الاستيقاظ، وأدمغتهم عصبياً بحاجة لمزيد من النوم والراحة.

الناس يعانون ولا أحد يهتم لمعاناتهم في هذا الجانب.

النوم بشكل غير كافٍ والاستيقاظ مرغماً لأجل الذهاب باكراً للعمل أو للمؤسسة التعليمية، يجلب التعب النفسي والجسدي كنتيجة، وأموراً أسوأ على المدى البعيد كالاكتئاب أو حتى الإدمان.

الجسم الذي لا يرتاح بشكل كافٍ معرّض للضغط النفسي والمعنوي اللذين يؤثران في إنتاجيته سواء تعلق الأمر بالعمل أو الدراسة.

إذن ليس هناك من فائدة بهذا النظام سوى العكس؟ باستثناء ارتفاع أرباح صناعة القهوة التي يزداد الطلب عليها باعتقاد الناس أن القهوة تجعلهم متنبهين، فيستهلكون الكوب بعد الكوب طوال النهار.

لا وجود لتخاريف الحكمة الربانية حول الاستيقاظ الباكر، أو هرمونات يتم إفرازها بالليل، وما سواه من حماقات لا يهتم لها دوران كوكب الأرض، فهناك مناطق لا يظهر فيها الليل لمدة 6 أشهر، وهناك أبحاث مستمرة حول السفر لأيام سياحية بالفضاء، وهناك افتراضات حول عزل الأكسجين بالمريخ، والبعض لا يزالون متشبثين بتأكيدات دينية أو اقتصادية حول فوائد الاستيقاظ باكراً لا تخدم سوى مصلحة تجار الدين والمال.

يمكن أن أفتح مجموعة حمودة إسماعيلي للتعليم الحر، وأضع التوقيت الذي أريد، ونفس الأمر بالنسبة لأي شركة، لا يتعلق الأمر سوى بالمال والمصلحة الشخصية.

إنسان ينام أقل من 6 ساعات لمدة أسبوع، هذه كارثة صحية، الشعور بعدم الاستفادة من نوم كافٍ يؤدي لسرعة الانفعال والغضب، نقص الانتباه، انخفاض ضغط الدم، الشقيقة، انخفاض المعنويات.. إلخ.

أما بالنسبة للرياضة في الصباح الباكر كأفضل وقت للاستفادة فهذا أغبى شيء سمعته، الرياضة مفيدة بكل الأوقات، وأفضل وقت هو حين تكون مستعداً.

تثمن الشعوب شروق الشمس والاستيقاظ باكراً؛ لأنها لم تكن تمتلك الكهرباء (إنه اختراع متأخر)؛ لذلك كانت ملزمة باستغلال نور الشمس لأقصى درجة للقيام بأنشطتها، قبائل بأميركا الشمالية طورت اعتقاداً حول الاستيقاظ باكراً والتلويح للشمس حتى لا تغضب وتخاصمهم!

وقد أجرى المحلل النفسي يونغ حواراً مع زعيم إحدى هذه القبائل.

الحل بنظر بول كيلي هو أن يبدأ نشاط كل من الشغل والتعليم بعد الـ10 صباحاً، وقاموا بتجربة مع مؤسسة تعليمية Monkseaton Middle School وأسفرت عن نتيجة إيجابية، تزايد الحضور والتركيز والاهتمام بالمدرسة.

إنكلترا -وحسب ما جاء بصحيفة تليغراف- أطلقت مشروعاً لمدة 4 سنوات تعمل فيه 100 مؤسسة تعليمية على مقترح كيلي، وسيتم نشر نتائج المشروع في سنة 2018 للنظر في الأمر.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد