تخلصتُ من الإجهاد والإرهاق في العمل يوم أصبحتُ شخصاً يقول “لا”

قد يُجردك قولُ "نعم" على كل شيء، من قدرتك على التحكم في وقتك، وبانتهاجِك هذا السبيل المبالغ في قول نعم، يتوقع منك الناسُ أن تكون دائماً متاحاً وعلى استعداد للتكفل بمهام إضافية في جميع الأوقات، وهذا بدوره من شأنه أن يصرفك في نهاية المطاف عن الأشياء التي هي من صميم اختصاصك ويُنتظر منك أداؤها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/01 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/01 الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش

تحولتُ إلى شخصٍ أكثر سعادةً وأكثر صحةً، وبالتالي أقوى في جميع جوانب حياتي.

عندما تُمعن النظر في مجريات أيامك، اطرح السؤال التالي على نفسكَ: كمْ مرة تقول "نعم" عندما يطلب منك أداء مهامّ عقيمة لا يُرجى منها أي نتيجة؟

قد أتفهم أهمية ملء جدول عملك واعتباره ضرورةً مهنيةً في بعض الأحيان، لكن قد يؤدي ذلك أيضاً إلى هدر الكثير من الوقت، في حين لستَ مضطراً للاستجابة لطلبات الجميع، ولستَ مجبراً على تبديد وقتك، لإرضاء من لا يحسنون تقدير الوقت ويبددونه.

والسؤال الذي أطرحه عليك هو: "لماذا ترضى بأن تكون شخصاً لا يحسنُ سوى قول "نعم"، في حين يمكنك أن تكون شخصاً يستطيع قول "لا"؟

إليك هذه النصائح التي بوسعها أن ترشدك إلى كيفية بدء استخدام "لا" كأداة تساعدك على تحقيق أقصى قدرٍ من النجاح:

1. قول "لا" يعني إدارة أفضل لوقتك

هل سبق لك أن قضيت أياماً كاملةً رهينة اجتماعات لا نهاية لها (وعديمة الجدوى)، ثم تشعر في ختام هذه الاجتماعات كما لو أنك لم تنجزْ أي شيء؟ في الواقع، لستَ وحدك من يحمل مثل هذا الشعور.
خلصتْ بعض الدراسات إلى أن حوالي 50 في المائة من الاجتماعات تُعتبر مضيعةً تامة للوقت.

وفي المرة المقبلة، التي تتلقى فيها دعوةً لحضور اجتماع، حريّ بك أن تقبله أو ترفضه، على بينةٍ وقصدٍ، وقبل الرد على الدعوة، اسألْ نفسك: هل حضورك مفيدٌ حقاً ويعود بنتائج إيجابية بالنسبة لوقتك ووقت زملائك؟
لقد اكتشفتُ أنه في كثير من الحالات (الاجتماعات الاستراتيجية، على سبيل المثال)، أن حضوري أكثر منه مضيعة وعرقلة لجهود غيري، وحضور هذه الاجتماعات يشغلني عن جوهر عملي وعما أمتاز فيه من مهام (مثل استشراف مستقبل شركتنا).

أيها المديرون، أيها الرؤساء التنفيذيون، أسمعكمْ وأفهمكمْ، أعلمُ أنكم مسؤولون، وأنكم على الأرجح تشعرون دائماً بضرورة مشاركتكم فيما يجري ويخطط له في مؤسساتكم، لكن في الواقع، مثل هذا الشعور نابعٌ فقط من صدى الأنا، وحريّ بك أيها المسؤول الوُثوقَ بقدرات فريقك، ومِن الأحسن أن تباشر الخطوات الأولى في مشوار الجديد وقول "لا" لتفسح المجال أمام ما يطلقُ عليه ريتشارد برانسون اسم "نعم الأكبر".
في المرة القادمة التي يقول لك أحدهم "لا"، اسأله و"لمَ لا؟".

2. قول "لا" يُمكن أن يكون محفزاً

عندما يقول لك شخصٌ ما "لا"، هل يردعك ذلك عن أهدافك أم أنه يُحفزك على العمل بجدية أكبر؟ بالنسبة لي، يحفزني على العمل أكثر، فعندما يقول شخصٌ ما: لا أستطيع أن أفعل شيئاً، أعتبر أنه من مهامي أن أثبتَ له العكس وأبرهنَ له بأنه مخطئٌ في اعتقاده.

في الواقع، هذا هو بالضبط الذي جعل مؤسسة 1-800-GOT-JUNK? تصير بالحجم التي هي عليه اليوم، فعندما قررتُ الحصول على حق الامتياز، قال لي الجميع: إن الأمر غير ممكنٍ، لكن بدلاً من السماح لمثبطي العزائم خنق أحلامي، استعملتُ ذلك كوقود لإشعال نار لا تزال موقدة حتى يومنا هذا.

وفي المرة القادمة التي يقول لك أحدهم "لا"، اسأله و"لمَ لا؟".

3. كلمة "لا" تضع الحدود

التوافق سمة جيدة تدعم التفاعلات الاجتماعية، ولكن في بيئة مهنية، قد لا تنفعك مثلما تعتقد.

قد يُجردك قولُ "نعم" على كل شيء، من قدرتك على التحكم في وقتك، وبانتهاجِك هذا السبيل المبالغ في قول نعم، يتوقع منك الناسُ أن تكون دائماً متاحاً وعلى استعداد للتكفل بمهام إضافية في جميع الأوقات، وهذا بدوره من شأنه أن يصرفك في نهاية المطاف عن الأشياء التي هي من صميم اختصاصك ويُنتظر منك أداؤها.

وإذا كنتَ تريد أن يقدر الناس وقتك، فعليك أن تحدث سابقة، تبين لهم أنه بوسعك رفض ما قد يطلبونه منك (وتُطبقه فعلاً).

لا شك أنك ستشعر بعدم الارتياح في البداية لكن لن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تعتاد على الأمر ويصير سلوكاً سهلاً، خصوصاً عندما تدرك كم تُوَفر من الوقت والطاقة للقيام بمهام أكبر. (ملاحظة جانبية: إذا كان رئيسك هو مَن يطلب منك هذا الطلب، فمن الأفضل لك، على الأرجح، التمسك بأسلوبك القديم، والقيام بما يطلبه منك).

أدركت أخيراً أن رفض بعض الالتزامات لم يجعلني قائداً أقل فاعلية.

4. قول "لا" يُخفف التوتر ويعزز الإنتاجية

قد يجعلكَ جدول زمني معبّأ، تُشبِه مساعد شؤون تخطيط (انظر، لا مجال للاستراحة!) – لكن اكتظاظ المهام على الأرجح سيؤدي بك إلى إنهاك قواك وعُقم إنتاجك، فضلاً عن حرمانك بصراحة من كل فرصة للمرح والمتعة أثناء أداء المهام.

عندما كنتُ أقول "نعم" على كل شيء، كان عليَّ قضاء 16 ساعة عمل في اليوم لإتمام جميع المهام، وبدلاً من أن أصبحَ القوة الإنتاجية مثلما كنتُ آمل، صرت لا أستطيع التركيز تقريباً على أي شيء على الإطلاق.

فتدهورَ وضعي بحيث بدأت أعاني من نوبات الهلع والقلق المُنهِك، وبدأ يؤثر على علاقاتي، وسعادتي وقدرتي على مواصلة إنماء أعمالي التجارية.

أدركتُ أخيراً أن رفض بعض الالتزامات لم يجعلني قائداً أقل فاعلية، بل جعلني أكثر سعادة وأفضل صحة، وبالتالي أقوى في جميع جوانب حياتي.

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية من "هاف بوست"؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد